تقارير مصورة 

سوق الهديم بالمدينة العتيقة لمكناس ... المرآة التي تعكس تجليات الاحتفال برمضان الأبرك

سوق الهديم بالمدينة العتيقة لمكناس ... المرآة التي تعكس تجليات الاحتفال برمضان الأبرك

عندما تلج أبوابه الثلاثة المطلة على ساحة الهديم تفوح في وجهك روائح عطرة مصدرها توابل وعطريات وأعشاب وفواكه مجففة وزيتون وتمور متراصة بشكل دقيق بدكاكين متخصصة في إعداد وتسويق هذه المنتوجات خاصة منها ما يرتبط بعادات وتقاليد الأسر بالعاصمة الإسماعيلية.

إنه سوق الهديم الذي يتموقع في قلب المدينة العتيقة ، وجه تراثي قديم يكتسي طابعا تاريخيا ومعماريا وذاكرة تجارية تعاقبت عليه أجيال ، تحول سنة 1936 إلى موقع تجاري بلدي منظم بعدما كان عبارة عن سوق مفتوح لساكنة مكناس ونواحيها ووجهة تجارية لأهل تافيلالت وقبائل الأطلس الذين ساهموا في غنى ورفاهية هذا السوق وأعطوا أهمية كبيرة للرواج التجاري وتطور المتاجر بالمدينة.

ويعد هذا السوق ، الذي يختزل كل مقومات حياة الأسر المكناسية، من أشهر الأسواق الشعبية التي تجذب إليها ساكنة مكناس ونواحيها كما أنه وجهة اقتصادية لا محيد عنها بالنسبة لأهل تافيلالت الذين كانوا يتوافدون عليه منذ عقود خاصة خلال مواسم السنة حيث لم تكن آنذاك وسائل النقل متوفرة ، بالإضافة إلى أنه يعد معلمة سياحية لا تخطئها أعين الزوار والسياح الذين يتوافدون عليه مغاربة وأجانب.

ويتأقلم السوق البلدي الهديم مع فن عيش الأسر بالمدينة العتيقة عبر فصول السنة والمناسبات الدينية خاصة خلال شهر رمضان الأبرك حيث يعرف رواجا وإقبالا كبيرين ويعج بكل ما يتلاءم وقيم الاحتفال بهذا الشهر المبارك إذ يعمل التجار على توفير مواد استهلاكية وغذائية متنوعة بشكل كبير وعرض كل ما يمتلكونه منها كل حسب ذوقه وقدرته الشرائية.

تتغير معالم هذا السوق مع حلول شهر رمضان ، يقول عبدالمجيد بنموسى أمين العطارين بسوق الهديم ، فالتجار ينهمكون في توفير جميع البضائع المطلوبة التي تتماشى مع عادات وتقاليد الأسر المكناسية التي دأبت على إعداد أكلات رمضان بطريقة تقليدية ك"الزميطة" و"سلو" الذي يتم تحضيره بمكسرات اللوز والكركاع والزنجلان والنافع وحبة حلاوة والمجبار والمسكة الحرة والكوزة ، إضافة إلى إعداد الحلوى الفيلالية و"غريوش" المعروفة بالشباكية و"المفروط" المعمر بالتمر المعجون.

ويرى عدد من ساكنة مكناس في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه رغم فقدانه لبعض القيم العتيقة نظرا لتغير ظروف العيش بسبب نمط الحياة العصرية خاصة مع انتشار محلات تجارية كبرى، فان هذا السوق لازال يحتفظ بالطابع التجاري التضامني، داعين إلى ضرورة إنقاذ هذه المعلمة التاريخية وصيانتها بما يتناسب وقيمتها الحضارية والتاريخية نظرا للدور الحيوي الذي يلعبه هذا السوق في تنشيط الحركية الاقتصادية بالمدينة مع العمل على الحفاظ على جماليته وعلى شكله المعماري التاريخي عبر تنظيم مرافقه ومحلاته التجارية ، التي ارتفع عددها من 184 إلى 220 محلا تجاريا بعد إعادة ترميمه وإصلاح الفضاءات المحيطة به، وكذا العمل على تحسين واجهته وأبوابه الخمسة وأطرافه المحيطة به وكذا التخلص من النفايات وتعزيز الحراسة الأمنية بحكم الاستقطاب المتزايد للمتبضعين واعتباره وجهة مفضلة للسياح الوافدين على ساحة الهديم إذ تتوافد عليه شخصيات مرموقة من عالم السياسة والرياضة والفن.

أحمد الكرمالي (و.م.ع)

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك