آخر الأحداث والمستجدات 

المحكمة تقضي بالمؤبد في حق مرتكب مذبحة مكناس

المحكمة تقضي بالمؤبد في حق مرتكب مذبحة مكناس

بعد سلسلة من الجلسات الماراثونية، أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، قرارها في الملف رقم 15/322، وأدانت المتهم (ع.م) بالسجن المؤبد، بعد مؤاخذته من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وبأدائه لفائدة المطالبين بالحق المدني تعويضا إجماليا قدره 20 مليون سنتيم.

وتفجرت القضية صباح ثاني فبراير 2015 عندما أشعرت المصالح الأمنية بمكناس أن شخصا أجهز على ثلاثة أفراد من أسرة واحدة، في شخص زوجته وشقيقها ووالدتهما، داخل أحد المنازل بالدوار القديم بحي «سيدي بابا» الهامشي، كما أنه أصاب امرأة في عقدها السادس وطفلا صغيرا بجروح متفاوتة الخطورة، وحاول الفرار من مسرح الجريمة، إلا أن تدخل بعض سكان الحي حال دون تحقيق مبتغاه، ما جعله يدخل مع مجموعة منهم في شجار أسفر عن إصابة أحدهم بجرح مفتوح في رأسه، قبل أن ينجح ثلاثة شباب في شل حركته وتجريده من أداة الجريمة، وهي عبارة عن سكين من الحجم الكبير، وربط الاتصال برجال الأمن.

 وبعد انتقالها إلى مسرح الجريمة عاينت عناصر الشرطة القضائية والتقنية والعلمية جثت الضحايا الثلاثة وسط حمام دم، ويتعلق الأمر بالمسمين (م.ل.22 عاما)، وهي الزوجة الشرعية للجاني، وشقيقها(ش.ل.27 عاما) ووالدتهما (م.غ)، الذين تم نقل جثثهم إلى مستودع حفظ الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بغرض إخضاعهم للتشريح الطبي، الذي أكد أن الوفاة نجمت عن الإصابات البالغة التي تعرض لها الضحايا، مشيرا إلى أن الزوجة تلقت لوحدها 22 طعنة بواسطة أداة حادة.

  وعند الاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني، اعترف المتهم، الذي يعمل نادلا، بالمنسوب إليه جملة وتفصيلا، مصرحا أنه كان على خلاف دائم مع زوجته وصل مداه إلى حد رفعها دعوى تطليق للشقاق ومغادرتها لبيت الزوجية لتستقر هي ورضيعها في منزل والدتها، الأمر الذي لم يستسغه، إذ طلب منها مرارا طي صفحة الماضي، الأمر الذي كانت ترفضه إطلاقا.

وأفاد المتهم أنه بعدما لم يعد في قوس صبره منزح قرر أن يضع حدا نهائيا لمعاناته، مضيفا أنه وللغاية نفسها قضى ليلتين متتاليتين بدون أن يغمض له جفن، ظل خلالهما يخطط ويفكر في الطريقة التي ستخلصه من معاناته مهما كلفه ذلك من ثمن، إذ عقد العزم على ارتكاب مذبحة داخل بيت أصهاره. وتابع أنه صباح يوم الواقعة تسلح بسكين من الحجم الكبير وتوجه نحو الدوار القديم بحي سيدي باب حيث يوجد منزل أصهاره، إذ ترصد في زاوية وبقي يراقب الوضع أزيد من ساعتين، قبل أن يطرق الباب ويقتحم المنزل، محاولا إرغام شريكة حياته على الرجوع إلى بيت الزوجية، إلا أنها جددت رفضها، ساعتها تدخلت والدتها ما جعله يستشيط غضبا ويستل أداة الجريمة من تحت ملابسه ليقوم بطعنها بواسطتها عدة طعنات، وذلك على مرأى ومسمع من زوجته، التي كانت تحمل رضيعها الذي لم يكمل بعد حوله الأول، لتصرخ بأعلى صوتها طلبا للنجدة، فكان نصيبها هي الأخرى عدة طعنات بأنحاء متفرقة من جسدها، عكست الحالة الهستيرية التي كان عليها، قبل أن يأتي الدور على شقيقها الأكبر الذي حاول مقاومته لكن الجاني تمكن من إصابته وأرداه قتيلا على الفور. وحتى شقيق زوجته الصغير لم يسلم من بطش المعتدي بعدما أصابه بجرح في عنقه، والشيء عينه بالنسبة إلى إحدى الجارات التي حاولت ثنيه عن فعلته.وأكد مصدر»الصباح» أن والدة زوجة الجاني وشقيقها لفظا آخر أنفاسهما بمسرح الجريمة، فيما كانت النهاية الحتمية للزوجة بقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس. وتأتي إدانة مرتكب مذبحة «سيدي بابا» بمكناس بعد أقل من شهرين على إدانة غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف، مرتكب مذبحة مماثلة شهدها الحي الهامشي المجاور»وجه عروس» بالمدينة نفسها بـ 24 سنة سجنا، بعدما أجهز على والدة خطيبته وحاول إزهاق روح الأخيرة.

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : خليل المنوني
المصدر : جريدة الصباح
التاريخ : 2016-06-22 13:59:34

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك