شباب من مكناس يحولون حيهم إلى لوحة فنية رائعة بإمكانيات بسيطة وبمساهمة سكانه (صور)

في السابق، لم يكن هذا الحي مشهورا عند الكثيرين، لكن بفضل هذه البادرة أصبح الآن نموذجاً في النظافة والجمال بالنسبة للأحياء المجاورة ، ما يشجع على نقل التجربة إلى مناطق أخرى.

البداية جاءت بفكرة عفوية، متمثلة في تحويل حي شعبي إلى حي ينبض حياة ونقاء، هذه الفكرة راودت مخيلة بعض شباب الحي ، إلا أن هؤلاء الشباب اختاروا أن يثوروا على أوضاع حيهم السيئة، حيث الألوان الشاحبة التي تطلى بها الجدران، والأوساخ التي تتواجد هنا وهناك، تزيد من حالتهم السيئة وتؤكد إخفاقاتهم المتتالية في بناء مستقبل كما يتخيلونه، ولم يتصور هؤلاء الشباب أن يحولوا بأناملهم أزقة حيهم إلى لوحات فنية تعكس ذوقهم الجميل في اختيار ألوان خلابة صنعت فضاءً مليئاً بالحياة.

يقول رضوان شاب في عقده الثالث "نحن سعداء بما قمنا بفعله، فبإمكانياتنا البسيطة حققنا كل هذه الأشياء"  ويضيف أنهم في البداية اتفقوا على فكرة، وهي صباغة الجدران بألوان خلابة تسر الناظرين، وتبعث الأمل في قلوب ساكنيها، وبمجرد انتشار الفكرة وسط ساكنة الحي، بدأت عملية صباغة الجدران والأرصفة بألوان أخاذة، وتأثيث جنباتها بالأشجار والغرس، بمشاركة الكبار والصغار في عملية التزيين وإعطاء آرائهم، لتحقيق هدفهم، المتمثل في حي نظيف بألوان زاهية، أعطت المبادرة روحاً جديدة وسط السكان وأظهرت وعيهم الكبير بحضارة حيهم وعراقته التاريخية.

وأضاف رضوان قائلا: "تشاركت مع سكان الحي في تحقيق هذه الصور التي تعكس حساً جمالياً عالياً، صحيح نحن في حي شعبي، إلا أن هذا لا يعني أنه ليس لنا حق في الجمال، أتمنى من الأحياء المجاورة أن يتبعوا خطواتنا، فإمكانياتنا البسيطة جداً، ولا داعي لكل هذا التردد".

يتابع رضوان حديثه، "أصبح الحي اليوم أفضل بكثير مما كان عليه في الماضي، حيث تحول إلى فضاء نظيف، بالإضافة إلى أنه أصبح فضاءً مناسباً للأطفال الصغار الذين يتخذون من أزقة الحي مكاناً للهو واللعب، نحن سعداء بما أصبح عليه في حينا".