آخر الأحداث والمستجدات 

إدانة المتهمة بقتل ابنيها في مكناس بالمؤبد

إدانة المتهمة بقتل ابنيها في مكناس بالمؤبد

بعد سلسلة من الجلسات الماراثونية، طوت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمكناس، بعد المداولة في آخر جلسة الخميس الماضي،  التي امتدت حتى الساعة الحادية عشرة ليلا، صفحات الملف الجنائي الاستئنافي رقم 97/14(خلية نساء)، وأيدت القرار المطعون فيه بالاستئناف، القاضي بإدانة المتهمة (ف.و) بالسجن المؤبد، بعد مؤاخذتها في الملف الجنائي الابتدائي رقم 10/523، من أجل جناية القتل العمد. كما أيدت الغرفة ذاتها قرار براءة المتهمين (أ.ز) و(ي.م) من جناية المشاركة في القتل العمد، في حين أيدت قرار إدانة الأخير بشهرين حبسا نافذا من أجل جنحة الفساد.

وتفجرت القضية، التي تصنف في خانة الجرائم الغريبة والمثيرة التي عاشتها العاصمة الإسماعيلية، عندما أشعرت المصالح الأمنية بالمدينة بتاريخ عاشر يوليوز 2009 باكتشاف أشلاء جثتين داخل حقيبة بالقرب من حمامين بحي الزرهونية وبأماكن أخرى.وعند الانتقال إلى مسرح الجريمة ومعاينة أشلاء الجثتين، قامت عناصر الضابطة القضائية بتحرياتها القانونية، فاستطاعت الاهتداء إلى المشتبه فيهم، ويتعلق الأمر بالمتهمة(ف.و) وابنها (ي.م) و(أ.ز). وبالاستماع إليها تمهيديا في محضر قانوني، صرحت المتهمة(ف.و) أنه وقع سوء تفاهم بمنزلها بين ابنتها الضحية(نوال) وشقيقها الهالك (نبيل)، اللذين كانا في حالة سكر، فعمد الأخير إلى الاعتداء على شقيقته، قبل أن يقوم بطردها هي من المنزل، فتوجهت إلى منزل المتهم الثاني (أ.ز)، ولما عادت إلى المنزل في المساء اكتشفت أن(نبيل) قام بقتل شقيقته وأنه مثل بجثتها ووضع أجزاءها بأكياس بلاستيكية بغرض التخلص منها، مضيفة أنها دخلت معه في نزاع تطور إلى حد الاعتداء عليها جسديا، ما جعلها تضربه بعصا على رأسه، سقط إثرها مغمى عليه فحملته إلى حمام المنزل ووضعته بحوض الاستحمام، لتشرع بعد ذلك في عملية تقطيعه بالطريقة نفسها التي عمد إليها مع شقيقته، ووضعت أطرافه داخل حقيبة، مفيدة أنها أفرغت جثتي ابنيها من الأحشاء وألقت بها في مجاري المياه، مستعينة بمواد كيماوية (الماء القاطع)، قبل أن تقوم بإلقاء الحقائب بعربات القطار وبمحاذاة حمام وموضع رمي النفايات والأزبال بالقرب من منزلها بحي الزرهونية.

وأثناء استنطاقها تفصيليا من قبل قاضي التحقيق، تراجعت المتهمة عن اعترافاتها التمهيدية، مصرحة أن ابنيها تمت تصفيتهما من قبل مجهولين لهم علاقة بأجانب، انتقاما من ابنتها الضحية، التي كانت تربطها علاقة بخليجيين في إطار عصابة تتعاطى الاتجار في الدعارة والبغاء وتهجير الفتيات المغربيات إلى مجموعة من دول الخليج، موجهة شكوكها لشخصين أحدهما من البحرين والآخر من المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن الأخير مد ابنتها بمبلغ 800 ألف درهم، لأنه كان يرغب في الزواج منها، الأمر الذي كانت ترفضه الضحية. وزادت أنها فور عودتها من مسبح النادي المكناسي بباب بوعماير، الذي أخذت إليه حفيدها وابنة عشيقها(أ.ز) بغرض الاستجمام، فوجئت بوجود الخليجيين المذكورين ومعهما شخص مغربي،  طلبوا منها اقتناء حقائب بعدما أخبروها أن ابنيها ذهبا لقضاء بعض المآرب وأنهما سيعودان، كما كلفوها بحمل حقيبتين إلى سيدي قاسم والقنيطرة رفقة الشخص المغربي، مهددين إياها بتوريط أبنائها في قضية ما إن هي رفضت تلبية الطلب، ظنا منها أن الحقائب تحتوي على المخدرات، ما جعلها تهاتف عشيقها وتكلفه بأخذ ابنته وحفيدها إلى منزله، نافية أية علاقة لها بالحقائب الأخرى التي تم العثور عليها بالقرب من الحمامين وموضع رمي النفايات بالزرهونية.

  ومن جانبه، نفى المتهم الثاني(أ.ز) علاقته بالجريمة، مصرحا أنه تعرف على المتهمة الأولى ساعة اقتنائها لمنزل باسم ابنتها الضحية(نوال)، معترفا بالعلاقة غير الشرعية التي كانت تربطه بها، ومؤكدا ما جاء في تصريحاتها بخصوص انتقاله إلى منزلها وتكلفه بإحضار حفيدها وابنته من المسبح، مضيفا أنه لم يكن يسمح له بزيارتها بمقر سكناها لرفض ابنتها ذلك.

   وفي الاتجاه نفسه سار المتهم الثالث(ي.م)، عندما أنكر تورطه في مقتل شقيقيه، موضحا أنه سبق له أن تشاجر مع شقيقه(نبيل)، الذي كان يهدد والدته بإفشاء سر علاقتها مع عشيقها(أ.ز) إن هي رفضت مده بالنقود، نافيا علمه بما حصل، مصرحا أنه لم يكن يستطيع التدخل في شؤون شقيقته (نوال)، لأنها هي من كانت تتكفل بالإنفاق على أفراد الأسرة، مضيفا أنها ساعدته وشقيقه الهالك على كراء سيارتين صغيرتين لنقل البضائع.

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : خليل المنوني
المصدر : جريدة الصباح
التاريخ : 2016-06-28 12:52:14

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك