آخر الأحداث والمستجدات 

مكناس تحتفل بذكرى عيد المولد النبوي الشريف وحضرة الشيخ الكامل أبرز الطقوس

مكناس تحتفل بذكرى عيد المولد النبوي الشريف وحضرة الشيخ الكامل أبرز الطقوس

دخلت العاصمة الإسماعيلية منذ الأسبوع الماضي في أجواء احتفالية، والمناسبة إحياء عيد المولد النبوي الشريف الذي سيحل يوم الإثنين المقبل، وهو احتفال اقترن بدفينها محمد بنعيسى الملقب بالشيخ الكامل، إذ يفد على ضريحه عدد كبير من الزوار ومريدو الطريقة العيساوية من مختلف أقاليم المملكة. وموازاة مع الأجواء الاحتفالية، اتخذت السلطات المحلية وولاية الأمن الاحتياطات اللازمة حتى تمر أيام العيد في ظروف حسنة. 

ونالت مدينة مكناس شهرة من حيث طقوس الاحتفال بذكرى عيد المولد النبوي الشريف. ويطبع هذه المناسبة الدينية التي لها جذور تاريخية جو احتفالي مرتبط بالطقوس والشعائر الدينية، وهي عادة ظلت راسخة في ذاكرة أهل مكناس وزوارها منذ قرون خلت، توارثتها أجيال من خلال الطريقة العيساوية التي وضع أسسها الشيخ الكامل، وسار على نهجها أتباعه ومريدوه. وكان هذا الولي الصالح الوافد من منطقة سوس الذي سبق لوالده أن أرسله إلى فاس قصد الدراسة بجامع القرويين حتى يتشبع بأصول الدين وعلومه، أهلا للعلم والموعظة الحسنة، كرس حياته لنبذ كل البدع المنتشرة آنذاك تحت شعار "السنة تجمعنا والبدعة تفرقنا".

و مع اقتراب يوم ذكرى المولد النبوي، حج، منذ بداية الشهر الجاري، الآلاف من المريدين إلى العاصمة الإسماعلية. بطقوس تمتزج فيها البدع بالشعوذة، وبعض من الأذكار الروحية، كل هذا، يحدث في حضرة موسم “الشيخ الكامل”.

حيث يتحول موسم “الكامل”، بفعل انخراط أحياء مكناس، ودروبها، وسكانها في طقوسه سنوياً، إلى محفل يستقطب الآلاف، بل إلى تراث محلي، يجمع حوله المريدين والمهتمين به.

“الجذبة” و”التحيار”، ممارسات ترافق حج مريدي “الشيخ الكامل” مع اقتراب ذكرى المولد النبوي، حيث ينخرط هؤلاء في الطقوس حفاة يبحثون عن الدم، وينتظرون الأضحية، كشرط أساسي لاكتمال “التفاعل الروحي”، الذي يربطهم بما يرونه عالم “التسامي”.

وتستمر هذه الطقوس، على الرغم من كل الانتقادات، التي باتت توجه إلى القائمين على الضريح، من قبل المسؤولين، وهي الانتقادات التي كادت تهدد استمرار احتفاءهم بالذكرى.

يذكر أن الروايات، التي يتداولها سكان العاصمة الإسماعيلية والتي تؤرخ لمرحلة استقرار الشيخ الهادي بنعيسى في مكناس، ترجع إلى مرحلة حكم السلطان مولاي اسماعيل، وهي المرحلة التي عرفت أزهى أيام الدولة العلوية.

وقد تميز الولي “الشيخ الكامل” بصلاحه وزهده، حسب التراث الشفهي، ولما بلغ خبره إلى السلطان، أمره بالخروج من المدينة، “فأخذ جرة، وبدأ ينفخ فيها حتى بدأ السلطان ينتفخ”، حسب الأسطورة. وكان “كلما زاد في نفخه، انتفخ معه جسد السلطان، إلى أن أمر السلطات بإحضاره طالباً منه الاستقرار في العاصمة الإسماعيلية.

اختار “الشيخ” منطقة خارج المدينة، وأسس بها زاوية، وعرف بعدها بـ”الكامل”، وهي الكنية، التي يسمى بها “اعترافاً له بمساهماته الكبيرة في تلقين العلوم الشرعية، وإرساء مبادئ الصلاح، والمحبة، والإخلاص”.

 

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2016-12-10 11:46:35

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك