استئنافية مكناس تنظر في ملف شبكة تنشط في مجال الجريمة الإلكترونية

وكانت الصدفة قد قادت المصالح الأمنية لمكناس إلى وضع يدها على هذا الصيد الثمين شهر أبريل المنصرم، حين تحركت العناصر الأمنية لمنزل "البيك"، الكائن بحي المنصور، من أجل تفتيشه بعد اعتدائه على ابنة مسؤولة قضائية بمكناس رفضت تحرشه بها داخل إحدى الوحدات الفندقية، وذلك حين كانت تشارك زملاءها بالأقسام التحضيرية حفل التخرج، حيث أصيبت الضحية، إثر هذا الاعتداء، بكسر في فكها الأسفل.

وتمكنت العناصر الأمنية، خلال مداهمة منزل "البيك" الذي كان قد هدد ابنة المسؤولة القضائية بكونه قادر على الانتقام منها بتسخير أمواله الطائلة، من حجز حوالي 240 مليون سنتيم، فضلا عن عدد من الحواسيب كانت تستعملها شبكته في عمليات السطو على حسابات بنكية لعملاء مصارف في عدد من دول العالم.

كما مكنت التحريات، التي باشرتها عناصر الضابطة القضائية مع وكالات لتحويل الأموال بمكناس، من رصد عدد من التحويلات البنكية الدولية لفائدة المتهم، وصل مجموع مبالغها 120 مليون سنتيم.

مصادر مطلعة أشارت إلى أن المتهم الرئيس في هذه العملية لا يتعدى مستواه الدراسي الأولى ابتدائي، موردة أنه سبق له أن قضى فترة بالديار البلجيكية قبل ترحيله إلى المغرب بسبب اتجاره في المخدرات القوية، مبرزة أن الشخص الثاني الذي يتابع في حالة اعتقال احتياطي رفقة "البيك" حاصل على الماستر في الهندسة الإلكترونية، وقد جرى إيقافه بمحل إقامته بمدينة الحاجب.

وأورد المصدر نفسه أن تحريات المصالح الأمنية توصلت إلى أن جميع تحويلات الأموال والعمليات البنكية كانت تقام في اسم المتهم الرئيس، الذي يملك عدة سيارات فارهة وعقارات وممتلكات عينية بالعاصمة الإسماعيلية وخارجها، مشيرة إلى أن الشبكة كانت تعتمد تقنية "السبام" للإيقاع بالضحايا ولاختراق حساباتهم البنكية.

من جانب آخر، قرر قاضي التحقيق متابعة "البيك" في ملف منفصل أمام قسم الجنايات باستئنافية مكناس فيما يتعلق باعتدائه على الطالبة نجلة المسؤولة القضائية بمكناس؛ وذلك لأجل الضرب والجرح المفضي إلى إحداث عاهة مستديمة.