آخر الأحداث والمستجدات 

سكان حي البساتين بمكناس يطالبون السلطات بإحداث مقبرة جديدة لدفن موتاهم

سكان حي البساتين بمكناس يطالبون السلطات بإحداث مقبرة جديدة لدفن موتاهم

تعالت من جديد أصوات سكان حي البساتين بمكناس لمطالبة السلطات المحلية بالعمل على إيجاد حلول آنية ومستعجلة لإحداث مقبرة جديدة. ويأتي إلحاح السكان، البالغ عددهم أزيد من 85 ألف نسمة، بعدما ازدادت معاناتهم مع البحث المضني عن مواضع لدفن الموتى، إذ لم تعد المقبرة الحالية، التي يرجع تاريخ إحداثها إلى أواخر أربعينات القرن الماضي، قادرة على استيعاب موتى جدد نتيجة امتلائها عن الآخر، لدرجة لا يكاد المرء يجد له موطئ قدم فوق ترابها، بعدما عمد البعض إلى استغلال الممرات، بل وحتى الأماكن الفاصلة بين القبور لدفن الموتى .

وأكدت مجموعة من شباب الحي أن عائلات الموتى تضطر إلى قطع مسافات طويلة بحثا عن مقابر أخرى كسيدي مسعود بحي برج مولاي عمر، والمقبرة الواقعة بجماعة ويسلان، علما أن أقربها إلى الحي تبعد عنه بحوالي ثلاثة كيلومترات، وكلها عوامل تضاعف معاناة عائلات الموتى، التي تختلط عليها حرقة فاجعة فراق الأهل والأحباب بهاجس البحث لهم عن قبور يوارون فيها.

وفي هذا الصدد، يستحضر البعض الحادث الأليم الذي وقع لإحدى العائلات، منذ حوالي خمس سنوات، أثناء تشييعها جنازة فقيد لها، وهي في طريقها إلى مقبرة ويسلان، إذ يقول أحد المشيعين،”ونحن في طريقنا إلى مقبرة ويسلان، التي تفصلنا عنها مسافة طويلة بما فيها الخط السككي الواقع فوق قنطرة الوادي، فوجئنا باقتراب القطار القادم من فاس، ما دفعنا إلى الإسراع بإخلاء السكة، وهنا وقع ما لم يكن في الحسبان، إذ فقد أحد حملة نعش الميت توازنه، ما تسبب في سقوط جثة الأخير من أعلى القنطرة، في مشهد مؤثر ظل عالقا بأذهان الجميع”.

معاناة سكان حي البساتين لا تقف عند هذا الحد، بل تتعداه إلى قيام البعض، بمحاولة منهم إلى تجنب عناء الذهاب إلى مقبرتي سيدي مسعود بحي برج مولاي عمر وويسلان، على دفن موتاهم داخل قبور لم تستوف بعد المدة الزمنية المحددة لاحتضان موتى آخرين(وهي أربعة عقود حسب ما يتداول). وهنا تطفو على السطح معاناة من نوع آخر، من خلال التجرؤ على نبش القبور وإتلاف رفات أصحابها بهدف دفن ميت جديد، الشيء الذي يخلف استياء وحزنا عميقين لدى الأسر المتضررة، كما هو الحال بالنسبة إلى امرأة قدمت للترحم على ابنها، لتفاجأ بطمس معالم قبره، ما جعلها تحتج بقوة. وتوجسا من تكرار السيناريو نفسه، سارعت بعض العائلات إلى وضع سياجات حديدية حول قبور موتاها.

وبهذا الخصوص، أكد بعض سكان حي البساتين الحاجة الملحة إلى مقبرة جديدة، مبرزين أن إحداثها يعد من أولويات المطالب الإنسانية للتجمع السكني سالف الذكر، والذي يشكو خصاصا كبيرا في العديد من المرافق الضرورية، على حد تعبير أحدهم، الذي أوضح أنه سبق للسكان التوقيع على عريضة تحمل أكثر من 5000 توقيع، أثاروا من خلالها هذا المشكل، لكن بدون جدوى. وتساءل المتحدث ذاته، عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء فشل السلطات المحلية في انتزاع جزء من الأراضي التابعة للوكالة السكنية والتجهيزات العسكرية واستغلاله مقبرة.

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : خليل المنوني
المصدر : جريدة الصباح
التاريخ : 2017-09-08 14:29:55

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك