آخر الأحداث والمستجدات 

مخاض طويل بمكناس لولادة مشروع تهيئة شارع الجيش الملكي

مخاض طويل بمكناس لولادة مشروع تهيئة شارع الجيش الملكي

يخبرنا بإتحاف الصورة التسويقية موقع جماعة مكناس الاليكتروني بشرى انتهاء (مخاض طويل)، وبولادة أربع توائم من صفقات تهم تهيئة شارع الجيش الملكي من خلال اعتبار هيكلته بــ (الشريان النابض لمدينة مكناس... وذلك من المقطع الممتد من مدار باب بوعماير إلى بليزانس ...).هو إخبار مكتب جماعتنا الموقرة بتهيئة مولود مدينة مكناس الجديد/ القديم، والذي استغرقت بشارة حمله مدة ثلاثة سنوات (برنامج عمل جماعة مكناس (2016-2021))، حتى عددناه مرات عديدة من موروث الثقافة الشعبية بحكم الحمل (الراكد/ الراقد).

لن ندخل في التفاصيل الشكلية ولا القيمة المالية لمشروع تهيئة قارعة الطريق والأرصفة لشارع الجيش الملكي ، بل سنتحدث عن بعده التنموي و القيمة المضافة منه في إطار تركيز الاشتغال بمكناس وفق كلمات دالة (الهيكلة والإصلاح). فإذا ما استثنينا الهيكلة الجمالية و مرر الدرجات، فإن تلك الهيكلة لا تعدو إلا معاودة لتقشير أرضية أسفلت و خلق مدارات تقليدية برؤية علامة (ليس لك حق الأسبقية) و بمخفضات سرعة عالية و مميتة، لا تعدو إلا برؤية التغيير، و إضافة بعض من توابل التحسينات.

لنعتمد على تعبير مكتب جماعتنا الموقرة (الشريان النابض)، حقا قد لا نختلف في الأمر، باعتبار شارع الجيش الملكي الشريان الوحيد المفضي إلى مكناس من كل الجهات، وكذا هو الموزع الرئيسي لمسارات الحركة المرورية الدائرية، فحتى المركبات ذات الحجم الكبير لا مفر لها من المرور به.

غير ما مرة، قلنا بأن (برنامج عمل مكناس) يفتقر في رؤيته الإجمالية إلى شق حكامة استباقية (المدن الذكية)، سقط مرارا في جدولة زمنية غير محصنة بالتقيد والتصويب، سقط في اختيارات جانبية واستبعد الأولويات الرشيدة.

غير ما مرة، قلنا بأن من بين أولويات تنمية مدينة مكناس خلق أجنحة طرقية خارج المدار الحضري، أجنحة طرقية تخفف من اكتظاظ السير و الجولان الدائري، وتفك العزلة عن وجهة مكناس و النواحي.

غير ما مرة، قلنا بأن من بين أولويات هندسة التنمية المندمجة بمكناس وضع خارطة طريق (رؤية إستراتيجية)، والتفكير في بنية تحتية متكاملة وذكية بدل الاشتغال بمنطق الهيكلة و(البريكولاج). فالارتقاء بالبنيات التحتية لن يمر عبر تصورات هندسية جمالية فقط، بل عبر تصور هندسة تمتلك رؤية أبعد في تحصيل المستقبل بأمان و (توفير خدمات عالية الجودة لجميع المواطنين، وكذا توفير بيئة معيشية سليمة في إطار التنمية ...). لن يمر كذلك عبر تصورات بسيطة لتحسين الولوجيات (هيكلة مداخل مكناس)، وكأن المدينة تعيش في وضعية إعاقة تنموية مستديمة.

غير ما مرة، قلنا بأن حكم التمكين و(وضع صورة مستقبلية لمدينة مكناس )، هو الرقي بوعي التخطيط وكنس مسببات (الحكرة) والقهر الاجتماعي الذي تعيشه الساكنة والمدينة. هو في جعل مكناس قطبا ثقافيا بتنوع المجالات، قطبا لتثمين (15% ) من التراث الإنساني بالمملكة. هو في تشكيل بنيات كبرى وخدمات ذكية ترتقي بالمدينة نحو مكانتها الاعتبارية.

الإشكاليات الكبرى للتنمية التفاعلية بمكناس لازالت مركونة جانبا، لازالت مكناس تدير ظهرها للتاريخ و المستقبل، لازالت هندستها المستقبلية مغيبة ، لازال مكتب جماعتنا الموقرة يشتغل فوق رمال متحركة و التمسك بقشة الهيكلة والتصويب، وملاعب القرب، وأسواق القرب... !!!.

ليكن ختم القول بأن مكناس تحتاج إلى ثورة فزاعة  تحتكم إلى المساءلة والمحاسبة، و تطيح بمستويات العلاقات العنكبوتية المتحكمة في القرارات التنموية الكبرى، تحتاج إلى ملف تنموي متكامل يترافع عليه بأعلى المستويات، تحتاج إلى ترتيب الأولويات وصناعة هندسة الابتكار والإبداع.

لكننا و رغم كل ما قيل ،سنحمل باقة ورد متنوعة الألوان نحو مكونات الفعل السياسي بجماعتنا الموقرة، لبسط بطاقات التهنئة على بشارة سلامة (المخاض الطويل) وولادة ملف صفقات التوائم الأربعة لتهيئة شارع الجيش الملكي، نحمل كل الأمل الصادق أن لا تكون ولادتهم قيصرية و بمضاعفات جانبية.

متابعة للشأن المكناسي / محسن الأكرمين.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الاكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2019-02-16 15:26:03

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك