آخر الأحداث والمستجدات 

منطقة المولى إدريس الأكبر الكنز المنسي من التخطيط (صور)

منطقة المولى إدريس الأكبر الكنز المنسي من التخطيط (صور)

لا يمكن نكران ما تضمه منطقة المولى إدريس الكبير من مناطق بيئية خلابة وطبيعة ذات جمالية عذراء. لا يمكن التغافل عن منطقة تاريخية عرفت سلسلة هجرات تاريخية نحوها لقيمتها المناخية، وتلك الأرض المعطاء الطاهرة. لا يمكن القفز على أن دائرة زرهون كانت النواة المشعة ومركز أساس في نشر الدين الإسلامي، وما استيطان المولى إدريس الأكبر بالمنطقة، إلا برهانا دالا على التعايش بين مكونات الهويات المنفردة والهويات المشتركة.

حقيقة بالمشاهدة التامة، ومنذ الزمن القصي فمنطقة زرهون ونواحيها لم تَلْقَ ذاك الاهتمام التام من طرف الدولة، كمكون جغرافي كفيل بالاستثمار والتأهيل والتسويق. لم تتغير معالم مرقد المولى إدريس الأكبر منذ أن وعيت المدينة وسندها الديني والتاريخي. لم يتم الاهتمام بمنطقة وليلي التاريخية وضواحيها، غير مهرجان يتيم تديره وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وتتحكم فيه مديرية الثقافة بجهة فاس رغم أن وليلي من حكم تراب عمالة مكناس. لم يتم إنجاز مشاريع ذات قيمة استثمارية وسياحية وثقافية كبرى (قاعة المناظرات وموقع المهرجان) سوى متحف أخفى جمالية الموقع التاريخي وباتت بنايته نساجا واضحا للعيان.

 

منطقة المولى إدريس الأكبر الكنز المنسي من التخطيط ومن غياب التوجيه الاستراتيجي، فمدينة زرهون لم تستفد من برنامج تثمين وتأهيل المدينة العتيقة لمكناس، رغم أنها النواة الأساس للسياحة الروحانية (سيدي علي) و(ضريح المولى إدريس الأكبر)، ونأمل ممن استفادتها في البرامج التكميلية الأولى. لم تستفد المناطق الجبلية المحيطة بدائرة زرهون سوى هيكلية جديدة للطرق (فك العزلة)، وحتى هي غير مكتملة باستهداف جميع الدواوير الداخلية والمتشعبة (أولاد يوسف/بني منصور/ موساوة/سيدي عبد الله بن الخياط/ بني عمار...). 

 

حين تتحدث مع الساكنة تجد طيبة الشرفاء، وكرم رجال الجبل الأوفياء للتقاليد. حين تتحدث إليهم يُطالعك أن الساكنة تتمسك بالتقاليد وبالروابط الأسرية والروحية، لكن آهاتهم كثيرة ولن تجد لها حلولا في سياسة مدينة، فمن أزمة النقل والمواصلات (خاصة تلاميذ المؤسسات التعليمية)، إلى البنيات الأساس (المراكز الطبية /الوقاية المدنية /المدارس الجماعاتية /ملاعب القرب /المراكز السوسيو ثقافية/ الأسواق المنظمة/ إدارة القرب...). 

 

فمن أسوأ المظاهر، وأنت في الطريق الداخلية بين مراكز المنطقة، أن تجد ركاما من النفايات المختلطة على هوامش الطريق (أولاد يوسف). الأسوأ أن الفقر والهشاشة لازال يستوطن المنطقة، ولا زالت الحياة تسير بحس أنفة رجال الجبل. الأسوأ أن المنطقة مُغيبة عن الرؤية السياحية بعمالة مكناس، ولا يتم استثمار منطقة المولى إدريس إلا في زيارات متقطعة، لا تستفيد منها المنطقة غير بيع قطع من الشمع الملون للذكرى.

 

المنطقة بحق كنز بمكناس غير مستكشف ولا حس اقتصادي لاستثماره، المنطقة تزيد من حدة الإهمال والتهميش، من تم لا بد من خلخلة البنيات التفكيرية والتخطيطية على مستوى مكناس الكبرى، وإعادة الاعتبار للمنطقة بالأولوية الايجابية، والدفع بالمجالس المنتخبة على استثمار برنامج عمل كل جماعة لصالح الساكنة والمنطقة وبالحكامة التامة. لا بد من فك الحصار على مدينة زرهون وصناعة هندسة جديدة لمداخلها بالتوسعة والتهيئة والجمالية، لا بد من خلق تحفيزات في الاستثمار السياحي الفعال (فنادق / مطاعم/ مآوي السياح/ استثمار سد الشاهد كموقع بيئي مائي...). لا بد من انفتاح المنطقة على مدينة مكناس والاستفادة من مخططات مجلس العمالة بالدعم والرعاية الفضلى. لا بد من فك الحصار على المنطقة، ودعم الفلاحين الصغار، واعتبار شجرة الزيتون مكسبا للمنطقة بالتسويق والتجديد. لا بد من تكسير الروتين النائم بالمدينة وجعلها موقع إشعاع لا منطقة استهلاك واستنزاف.  

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2023-02-17 21:44:35

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 أخبار عن نفس المنطقة 

 إنضم إلينا على الفايسبوك