آخر الأحداث والمستجدات 

الطريق إلى قرية بني معدان جماعة شرقاوة وأحواز المولى إدريس

الطريق إلى قرية بني معدان جماعة شرقاوة وأحواز المولى إدريس

الطريق من مكناس إلى قرية بني معدان جماعة شرقاوة من أحواز المولى إدريس الأكبر مسيرة ساعة وتزيد. قرية ليست بالنائية ولا القصية عن عمق عمالة مكناس، ولكن تلك المنعرجات الغائرة والطريق الضيقة، جعلت من المنعطفات تقول: (سير بالمهل توصل). كل الطرق قد توصلك إلى قرية بني معدان الشاهدة بالعلو، سواء الآتية من جهة فاس (المهاية)، أو التي تخترق قبيلة بني عمار ومركزها عبر مسار المولى إدريس. فيما الطريق الأكثر اتساعا وأمنا فهي عبر الطريق الوطنية (زكوطة/ سيدي قاسم) والانعطاف يمينا ثم بعدها يسارا، رغم أن بها مقطعا منهك الإسفلت بتشققات وانحدارات خطيرة.

على مستوى اتجاه قبيلة بني معدان يد الفلاح البسيط لا تتوقف عن الاشتغال والحرث، والنيل من خيرات الأرض المعطاء. آثار الجفاف، وقلة التساقطات المطرية بادية للعين المجردة بالمشاهدة، ورغم ذلك تبدو الأراضي مخضرة نظرة. (فاللهم اسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين). 

 

على مرمى هوامش القرب من مركز قرية بني معدان، هنالك شباب يحتمي بظل أشجار، وتبدو في أعينهم تساؤلات عن الفراغات الدائمة وانسداد سوق الشغل والتشغيل، وسؤال إلى متى سنستمر هكذا في سياسة الانتظار؟ على قارعة الطرق يمكن أن تقف احتراما لراعي غنم حتى يسلك بأغنامه نحو المراعي الفسيحة، وهو يلقي تحية فرحة تغنيك عن نفاق علاقات المدينة الماكرة. 

 

سكن من الطين، وبهندسة رؤية الأجداد بالانغلاق على فسحة الدار (المَحْضِيَةِ)، فيما هنالك مساكن من الجيل الحديث ذات الهندسة الجديدة، والمكونات البنائية العصرية. منازل من (بياضة) تطغى على مشاهد القرية بالبياض الطبيعي، وهو اللون الغالب على الدور المتفرقة حسب الملكيات، وبلا ملونات صباغة. فيما رؤية الزريبة فهي حاضرة بكل فسحة من تلك المنازل. أطفال باتجاه الأقسام في هرولة من أمرهم، وتبدو في عيونهم حب الاستطلاع والكشف، وحب نيل المعرفة. 

 

ساكنة بسيطة في لباسها وفي ومورد عيشها، تبدو عليهم بالغالبية الهشاشة وقد استوطنت الفضاء، لكن أنفة رجل الجبل والقرية تبقى شامخة وبلا تعفف. بسيط هو حديثهم عن الحياة وحلم المستقبل، فالصحة والتعليم والنقل والعمل والدعم الفلاحي والرميد... هي من بين موجهات حديثهم الأساسي بلغة بسيطة لا يكتنفها لا الإطناب ولا التأفف من قيمة الحياة بالمكان، وعشق قرية بني معدان.

 

معالم قرية مزهرة ربيعا، وتحمل آهات إكراهات ساكنة صامتة، واحتياجات ضرورية لعيش الكرامة ومحاربة التهميش. فالقرية لا توجد في المغرب القصي، لكنها في بعدها تعيش العمق والعوز من أساسيات وأولويات حياتية. قرية تُختزل عموما بارتباط بالطريق المعبدة وهي من بين المكاسب السليمة المحدثة. قرية ترتبط بالماء والفلاحة المعيشية البرية. ترتبط (بالكسيبة) الأغنام والأبقار. ترتبط بحلم التغيير في المستقبل، ولما لا البداية من الحاضر وسياسة التمكين الآتية من جماعة شرقاوة، ومن المجلس الإقليمي لعمالة مكناس. 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : متابعة محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2023-02-20 21:53:41

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 أخبار عن نفس المنطقة 

 إنضم إلينا على الفايسبوك