أزمة الصحة العمومية تنعش المصحات الخاصة.. عدد العمليات الجراحية بمستشفيات مكناس ينخفض إلى النصف

وحسب المعطيات الرسمية لوزارة الصحة، الواردة في جواب الوزير أمين التهراوي على سؤال كتابي تقدم به البرلماني البامي زكرياء بن وناس عن دائرة مكناس، فقد انخفض عدد العمليات الجراحية الاستعجالية من 2362 عملية سنة 2022 إلى 1758 سنة 2023، وواصل تراجعه ليبلغ 1184 فقط خلال سنة 2024. وبالمثل، انخفض مجموع العمليات الجراحية من 2564 في 2022 إلى 2069 في 2023، ثم إلى 1870 في 2024. وهذا يعكس تدهورًا مقلقًا في أداء المستشفيات العمومية بمكناس، خصوصًا في ظل الضغط الكبير على البنية الصحية.

وتُظهر الأرقام كذلك تراجعًا في العمليات الجراحية المبرمجة، حيث انخفض عددها من 1856 عملية سنة 2022 إلى 1212 فقط في 2024، ما يدل على صعوبة جدولة العمليات الجراحية في ظل غياب الطاقم المتخصص في الإنعاش والتخدير.

ويُعاني مستشفى محمد الخامس من خصاص مهول في أطباء التخدير، حيث لم يتجاوز عددهم خلال سنة 2023 سوى ثلاثة أطباء، مقابل خمسة في 2022. كما أن المعطيات تشير إلى وجود طبيب واحد فقط في مارس 2025، مما ينذر بمزيد من التدهور في خدمات الجراحة، خصوصًا مع تغطية طبيب واحد لأكثر من 20 تخصصًا جراحيًا.

وفي ظل هذا الوضع، تعجز المستشفيات عن تلبية حاجيات المرضى، مما يدفع العديد منهم إلى تأجيل عملياتهم أو اللجوء إلى القطاع الخاص، رغم تكلفته المرتفعة. ورغم بعض التدابير المؤقتة التي اتخذتها السلطات الصحية، كتعيين أطباء متعاقدين أو اللجوء إلى جمعيات محلية، فإنها لا تمثل سوى حلولًا ترقيعية لا ترقى إلى معالجة جذرية للمشكل.

ويقابل هذه الأزمة التي تعرفها مستشفيات مكناس العمومية، التي كانت إلى حدود الأمس قبلة لآلاف المرضى من مختلف ربوع المملكة، انتعاشة ملحوظة في المصحات الخاصة، حيث شهدت المدينة خلال سنتي الأزمة، فتح 3 مركبات استشفائية كبرى، وينتظر أن تفتح أخرى أبوابها قريبا.