آخر الأحداث والمستجدات
حوار بين حقوقي مغربي مهتم بالذاكرة المشتركة وشيخ الصحفيين الإسبان اليميني بيدرو كاناليس

عزيزي عبد السلام،
أعتبر أن البيان( و هو البيان الذي أصدره مركز الذاكرة المشتركة في موضوع احداث توري دي باتشيكو المؤسفة) مؤسف للغاية.
لكي يحظى بيانكم بالمصداقية، ولكي لا يكون مجرد كلام فلسفي جميل يُقال، يجب أن يبدأ بإدانة قَطْعِيَّة وبدون تبريرات للاعتداء الذي قام به ثلاثة مغاربة، لا يقيمون في تورّي باتشيكو، وكان أحدهم على الأقل (زعيم المجموعة) ينوي الفرار إلى فرنسا، ضد الرجل العجوز المسكين دومينغو.
وفي انتظار نتائج التحقيق لمعرفة ما إذا كان الفعل متعمّدًا ومدبّرًا من قبل جهة ما بهدف إشعال الأوضاع، كان من الواجب إدانة الضرب المبرح الذي تعرض له دومينغو.
بعد ذلك فقط، يمكن الحديث عمّا يُراد بخصوص التعايش والعنصرية.
البيان لم يذكر بكلمة واحدة الاعتداء على دومينغو.
وبلغة سيرفانتس، رد الحقوقي المغربي عبد السلام بوطيب :
صديقي ، و أخي بيدو العزيز،
أتوجه إليك بهذه الرسالة لأعبر لك، ومن خلالك، عن تضامني المطلق مع الشيخ دومينغو، ومع كل من تطاله يدُ العنف والعدوان، سواء أكان جسديًا، أو نفسيًا، أو رمزيًا.
إن ما تعرض له هذا المواطن المسنّ أمر مدان بكل المقاييس، ولا يمكن أن يبرره أي سياق أو يُخفّف من فظاعته أي خطاب.
لكن الهمجية التي تمارسها بعض التيارات اليمينية المتطرفة في إسبانيا، والتي تسعى جاهدة لتسميم علاقات الجوار والتاريخ المشترك بين الشعبين المغربي والإسباني، لا تخدم لا السلام، ولا الديمقراطية، ولا مستقبل التعايش في حوض المتوسط.
وأمام هذه الوقائع المؤلمة، لا يسعنا سوى أن نُعبر، بكل حزم ووضوح، عن إدانتنا الشديدة لهذه الاعتداءات، وعن رفضنا المطلق لكل أشكال التحريض والتعبئة العنصرية التي تحاول بعض الأطراف استغلالها لتغذية الكراهية والتمييز.
نحن نؤمن بأن العلاقة المغربية الإسبانية يجب أن تكون نموذجًا في التفاهم والتعايش وبناء العيش المشترك، على أساس الاحترام المتبادل، والذاكرة المشتركة، والقيم الإنسانية التي تجمع بين شعبينا.
أتمنى للشيخ دومينغو الشفاء العاجل، وأؤكد أننا، في وجه هذا الانحدار الأخلاقي، سنظل نتمسك أكثر بقيم التضامن والكرامة والعدالة.
مع كل مشاعر التقدير
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2025-07-16 22:36:20 |