ورشة تكوينية بمدينة فاس لتعزيز قدرات مهنيي الصحة في الوقاية من انتقال الإيدز والتهاب الكبد والزهري من الأم إلى جنينها

وجاء تنظيم هذه الورشة من طرف مديرية الأوبئة ومكافحة الأمراض والمديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة فاس–مكناس، بدعم من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، وذلك في إطار تفعيل المخطط الاستراتيجي الوطني المندمج لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب والتعفنات المنقولة جنسيا والتهابات الكبد الفيروسية، وكذا تفعيلاً لميثاق التزام جهة فاس–مكناس كجهة خالية من الإصابات الجديدة بهذه الأمراض في أفق سنة 2030.

وتهدف هذه الورشة إلى تعزيز مهارات العاملين في القطاع الصحي في مجال التعرف على طرق انتقال الفيروسات الثلاثة من الأم إلى الجنين، وآليات الكشف المبكر والوقاية، إلى جانب إدماج الرسائل التوعوية والتواصلية وطرق المشورة الصحية. كما تروم تعبئة مختلف الفاعلين الصحيين لتنزيل خارطة الطريق الجهوية الرامية إلى القضاء على انتقال هذه الأمراض والمصادقة على المخطط الجهوي للتنفيذ.

وشهدت الورشة مشاركة واسعة لممثلي مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض، ومصلحة الصحة العمومية، والمنسقة الجهوية للأمراض المنقولة جنسيا والسيدا والتهابات الكبد الفيروسية، إضافة إلى مسؤولي التواصل والإعلام والبرنامج الوطني للتمنيع، وممثلي وحدة الأدوية الجهوية، فضلاً عن نقط الارتكاز الإقليمية لبرامج مكافحة الأمراض المنقولة جنسيا والتمنيع والتكفل بالحمل والولادة.

كما حضر اللقاء ممثلون عن أقسام الولادة وأمراض النساء ودور الولادة بالجهة، إلى جانب ممثلي المركز المرجعي للتكفل بالأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، وممثلي القطاع الخاص والجمعيات المهنية، من بينها الجمعية الوطنية للقابلات والجمعية المغربية لتنظيم الأسرة.

وقد تخللت الورشة عروض علمية وتفاعلية تناولت الوضعية الوبائية لهذه الأمراض، والأعراض السريرية، وسبل انتقالها من الأم الحامل إلى جنينها وطرق الوقاية منها، إلى جانب استعراض خوارزميات الرصد والتكفل بالحالات، وأهمية التلقيح الفوري للمواليد ضد التهاب الكبد الفيروسي نوع “ب” خلال الـ24 ساعة الأولى بعد الولادة.

كما تم خلال الورشة عرض مؤشرات التتبع الخاصة بخارطة الطريق الجهوية للقضاء الثلاثي على انتقال فيروس نقص المناعة البشري، والتهاب الكبد الفيروسي “ب”، وداء الزهري، مع مناقشة سبل تحسين جودة التكفل بالنساء الحوامل، خاصة المصابات بفيروس نقص المناعة البشري، وضمان ولادة آمنة لأطفالهن دون وصم أو تمييز.

واختُتمت أشغال الدورة بتقديم مخرجات وتوصيات عملية تركزت على تعبئة مهنيي القطاعين العام والخاص، وتثمين المجهودات المبذولة من طرف مختلف المتدخلين في سبيل تحقيق أهداف المخطط الجهوي المندمج، والمساهمة في تحسين جودة الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية الموجهة للأم والطفل على مستوى الجهة.