آخر الأحداث والمستجدات
نباتات تطفو على سطح صهريج السواني والحلول الممكنة لكي لا تتعفن مياهه
كنا فيما مضى ولازلنا، ومنذ بدايات زمن تثمين المدينة العتيقة لمكناس، نُنتج عدة ملاحظات بناءة وذات وجاهة، وكذا توصيات ذات جودة ومرجعية لصيقة بالمعاينة والتقصي التاريخي التسلسلي. كنا بحق بفضل جمعيات جادة ومجمع مدني ناضج (المنتدى المدني لدعم ومواكبة برامج تثمين وتأهيل مدينة مكناس) نفتح نقاشات جريئة ( وكانت حينها تخيف القيمين على مشروع تثمين المدينة العتيقة لمكناس، نحن لا نعلم ما المشكلة من توضيح الشفافية !!!)، وكانت بحق تلك الندوات ذات مصداقية، وتحمل الرؤى الإيجابية لتجويد خدمات ومخرجات ملمح المدينة العتيقة لمكناس بامتياز التفرد والجمالية، ولما لا حتى إعادة الاعتبار لتاريخ محلة السلاطين كليا، والتفكير الأمثل في إعادة التوظيف الثاني لهذه المعالم بالشكل غير الفولكلوري.
لكن الحقيقة الصامتة، أن التاريخ بمدينة مكناس لازال يوازي قوة الصخرة الممتدة في القدم والحقب الماضية، ولن يستطيع أحد بمفرده تحريكها لأن تعتدل قيمة وتنمية !!! ولا حتى مؤسسة مسؤولة وبالاختصاص (وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس(ADER FES) / مكتب مكناس) من السباحة بالبعد عنها بأمان، إن الكل تمسك بتحجر دوغمائية الرأي، والرأي الأحادي المتعالي، وضرب الرأي المخالف بأنانية، وتجميد أدائه الميداني عنوة !!!
كم كانت متابعتنا ومواكبتنا تنبه إلى عدة إشكالات حصينة، وتنتج الأفكار والتوجيه ذا القيمة التشاركية، لكن تهميش أجزاء من جمعيات المجتمع المدني عن المتابعة والمساهمة الفاعلة، أنتج هوة شاسعة بما يجب أن يكون وما هو كائن على أرض الحصيلة !! فقد كان لنا السبق والتحري(المنتدى المدني لدعم ومواكبة برامج تثمين وتأهيل مدينة مكناس) في عدم الاستهانة بعمليات تثمين المدينة العتيقة لمكناس، لأنها بحق ثروة إنسانية وقيمة عالمية قبل تكون عمرانية. كان لنا السبق في الدعوة الصريحة إلى مناهضة كل من كان يفكر في تقليص عمق صهريج السواني، ونادينا خلالها بالوفاء للمأثور التاريخي، والاحتكام إلى مواصفات وآليات التثمين العالمية.
لن نخفي سرا بالمسرة والفرح أن ملمح صهريج السواني أضحى نقطة استقطاب سياحية، وأصبح يشكل نقطة الفخر في مخارج تثمين المدينة العتيقة لمكناس، وتسويق المدينة عالميا عبر الوسائط الإليكترونية التواصلية الافتراضية والواقعية، لكن اليوم لاحظنا تلك الطحالب والنباتات المتسلقة تزيد احتلالا لمساحة الصهريج كليا، وقد بات شكل الماء النير يتغير لونه، رغم وجود نافرات تحرك المياه من الركود التام.
الأسباب كثيرة ومتعددة، وقد نرجع بعضها إلى عمليات تأهيل أرضية صهريج السواني (الناقصة التجهيز)، والتي لم تكن بحق ذات جودة وتستند إلى دراسة علمية لمنع احتلال النباتات المتسلقة حوض الصهريج. كانت ملاحظاتنا تلك العين المائية في الجزء الأعلى والأيمن من صهريج السواني (الجنوبي) والتي كانت تفيض بمستويات ضئيلة من الماء وقد كونت حولها منطقة خضراء يانعة، دون معالجتها أو الاستفادة منها. كانت مواكبتنا حول جوانب الصهريج الداخلية والتي لم يتم تأهيلها بالترميم الواجب لأجل محاربة التسربات المائية، وهدر المياه. كانت متابعتا لتلك المنطقة (العميقة/ قادوس) لإخلاء مياه الصهريج ومدى العرقلة الممكنة نشوئها بعد غمر الصهريج بالماء. كانت ملاحظاتنا أن أشعة الشمس والماء (النير/ ماء الثقب الأرضية) يمكن أن يحرك إنبات العشب الذي بقي عالقا بالقعر، ولم يتم استئصاله أو التخلص منه بطرق علمية وعملية.
اليوم، بعد الافتتاح ومداومة الفرحة، فقد باتت مياه صهريج السواني تماثل مياه المستنقعات الراكدة المياه والمنغلقة !!! فهل نحن أخطأنا التقدير أم السرعة النهائية لغمر الصهريج بالماء هي المرجعية فيما تختر مياه الصهريج؟ اليوم لا بد أن ننتقل من مستويات صناعة (مستنقع راكد للمياه) بصهريج السواني، إلى المستوى الثاني في إتمام غمر الصهريج بالماء كليا حتى منطقة إخلاء الماء الفيضي القريبة من الباب القريب من بني امحمد، والذي كان يزود حقول وعراصي (الشريشيرة وباب بالقاري) بالمياه الصالحة للفلاحة. لأن إخلاء المياه الراكدة والزيادة في علو مستوى الماء يقتل بالضرورة من التفاعل الضوئي، وتلك النباتات المتسلقة التي تتغذى من نور الشمس.
ملاحظتنا لا تنتقص كليا من ميزة ما تحقق بصهريج السواني من جودة المنظر والملمح التراثي، وإنما هي ملاحظا للمواكبة والتذكير بأن المورد المائي لا بد أن يبقى يصب في حوض الصهريج (الاستدامة)، ويمكن الاستعانة بالمورد المائي المتواجد بمنطقة (مخيم السياح المغلق)، وكذا من العوينة الصافية.
| الكاتب : | متابعة محسن الأكرمين |
| المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
| التاريخ : | 2025-11-02 13:01:39 |











