المجلس الجهوي للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين يعقد جمعه العام بمكناس

وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وترديد النشيد الوطني، افتتحت أشغال الجمع العام بكلمة ترحيبية لرئيس المجلس الجهوي، المهندس محمد حدادي، الذي رفع باسم مختلف مكونات الهيئة تهنئة لجلالة الملك، بمناسبة القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي المؤكد والداعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

وفي كلمة له بالمناسبة، أشاد شكيب بنعبد الله، رئيس المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين، بالأدوار الطلائعية التي يقوم بها المجلس الجهوي في تنظيم القطاع والرفع من مستوى مهنة الهندسة المعمارية، مبرزا أن حصيلة برنامجه تعد إيجابية للغاية. واستعرض بدوره أهم الأوراش التي يشتغل عليها المجلس الوطني بمعية كافة المتدخلين، وفي مقدمتها إحداث الجدول الوطني للمهندسين المعماريين، ومواصلة تطوير المنصة الوطنية لتبسيط المساطر الإدارية المتعلقة بالمهنة، إضافة إلى مشروع تشييد المقر الرئيسي للهيئة بالعاصمة الرباط بما يليق بمكانتها.

وشدد رئيس المجلس الوطني على أن الظرفية الحالية تفرض مضاعفة الجهود وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات التي يعرفها القطاع، مجددا التأكيد على الدعم الكامل الذي يقدمه المجلس الوطني للمجلس الجهوي لتنفيذ برنامجه الجديد للفترة 2025–2028.

كما شهد اللقاء لحظة وفاء مؤثرة، جرى خلالها تكريم ثلة من المهندسين والمهندسات المعماريين الذين وافتهم المنية خلال السنوات الأخيرة، اعترافا بإسهاماتها المهنية والإنسانية، حيث جرى قراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة.

وقدّم الرئيس محمد حدادي عرضا مفصلا حول حصيلة الولاية المنتهية، تضمن أهم الأنشطة واللقاءات التي عقدها المجلس الجهوي مع عدد من المسؤولين على مستوى الجهة، من بينهم والي جهة درعة–تافيلالت وعامل عمالة مكناس. وهي لقاءات تمت خلالها الإشادة بالجهود التي تبذلها الهيئة في دعم مجالات التخطيط العمراني والارتقاء بالممارسة المهنية. كما تطرق إلى خلاصات مجموعة من الاجتماعات المهنية مع الوكالات الحضرية بكل من درعة–تافيلالت وبني ملال–خنيفرة، لمناقشة الإشكالات المرتبطة بعمل المهندسين المعماريين.

وعرف الجمع العام أيضا تقديم عرض مستفيض حول التقرير المالي للولاية المنتهية إلى غاية مارس 2025، قدّمه أمين المال السابق، متضمنا بالأرقام مختلف المداخيل والمصاريف، وهو التقرير المصادق عليه من طرف خبير محاسباتي معتمد.

وتواصلت أشغال الجمع العام بفتح باب النقاش أمام المهندسين المعماريين لعرض تصوراتهم وتقييمهم للعروض المقدمة، حيث تم تسليط الضوء على أبرز الإكراهات التي تواجه الممارسة المهنية، والتداول حول سبل تجاوزها، من خلال تكثيف التنسيق بين مختلف المتدخلين. وتم في هذا السياق اقتراح مجموعة من التوصيات التي أعلن المجلس الوطني تبنيها، من بينها تنظيم أبواب مفتوحة بين الوكالات الحضرية والمهندسين المعماريين في القطاعين العام والخاص، بهدف توحيد الرؤى وإيجاد حلول عملية للمشاكل التقنية.

وفي ختام اللقاء، أكد المهندس محمد حدادي، رئيس المجلس الجهوي، انفتاح المكتب على جميع الاقتراحات والتوصيات، داعيا إلى تعزيز التعاون بين مختلف المتدخلين والارتقاء بالتأطير المهني والتقني، بما يخدم مصالح المهندسين ويواكب التحولات العميقة التي يعرفها القطاع.

ويأتي هذا الجمع العام ضمن الدينامية المتواصلة التي يعتمدها المجلس الجهوي، والرامية إلى بلورة رؤية واضحة لبرنامج العمل برسم الفترة 2025–2028، وترسيخ مكانة المهندس المعماري كفاعل رئيسي في التخطيط العمراني وجودة البناء، وشريك أساسي في مشاريع التنمية الحضرية والمجالية.