آخر الأحداث والمستجدات
ما أثر منافسات كأس إفريقيا للأمم 2025 الاقتصادية والاستثمارية والتجارية كعوائد على مدينة مكناس؟
من المساوئ التي لن تتغير بمدينة مكناس عمليات تسويق الوهم التنموي والانتعاش الاستثماري، وبلا رؤية زمنية محددة. فكثيرة هي المتمنيات الكمية والمتراكمة، وبالمثل كثيرة وبالزيادة تسويق الوهم السياسي التنموي وبالإفاضة من ممثلي المدينة (الهَضَارِيَةِ) الكبار !!! فمن الأحلام (الوردية) والتي لن تتحقق ساعتها تثبيت الملعب الكبير والمسرح الكبير بالإنجاز الحقيقي... وقبل هذا وذاك تمام البنية التحية وبالجودة ومؤشر خلق السعادة.
مدينة تُسوق ماضيها أكثر من حاضرها (مدينة تاريخية/ مدينة سلطانية)، هنا قد لا نختلف ولكنَّا نطرح سؤالا متقدما : أين تتموقع هذه المدينة في حاضرها؟ أين تتموضع هذه المدينة في رؤية المستقبل؟ لا نخفي سرا حين نجد بأن المدينة تعيش عدة معيقات داخلية، وتتمثل أساسا في سوء التدبير السياسي للمدينة وبالتراكم الممل من الماضي. لا نخفي الحقيقة الخارجية ولو بالغربال ونقول: بأن المدينة تعيش سياسة (الحكرة) حين يتم تجاوزها في كل رؤية تنموية إستراتيجية للدولة المركزية، ويتم تقزيم أدوارها (بالتقسيط الممل) لتبيت مثل التوابع النحوية في الرفع والنصب والجر في سياسة القطب الثاني للجهوية المتقدمة !!!
قبل منافسات "الكَانْ "2025 والمونديال 2030، تم تحييد المدينة من خارطة المدن المنظمة، وكذا غياب رؤية الاستفادة من عوائد هذه التظاهرات الرياضية القارية والعالمية، وبالمقابل تم توقيف مجموعة من المنجزات الرديفة بهذه التظاهرات (البنيات التحتية الموازية)، وباتت المدينة تتحسر من فرص كانت سانحة لإعادة هيكلة سياسة المدينة كليا. فيما السياسي فلازال مستمرا في لهو تسويق الوهم (الملعب الكبير/ الوعاء العقاري/ والخير آت في المستقبل...)، أما المجتمع المدني فلا زال لم يفارق حدود التباكي عن غياب التنمية وتكرار (قفا نبكي...) وإجراء عدة ندوات للتنفيس عن الغيظ، والكلام المباح عن مكناس (السكينة) !!!
من سوء الثقة بوهم السراب، حين سوقوا أن المدينة ستنال حضها التنافسي من ليالي المبيت ومن السياحة ومن الإنتعاش التجاري أيام منافسات (الكَانْ)، لكن الحقيقة الصادمة للمدينة وفنادقها وتجارها... والتي لا نتزايد عليها إلا بالصدق بأن مدينة فاس نالت (كعكة ليلة ميلاد الكَانْ) كاملة ولم تعمل على تقسيمها بالتقسيط الممكن مع باقي مدن الجهة، وبالتخصيص مكناس القطب الثاني !!!
مدن صغيرة باتت تستعد الدولة لتزويدها بالملعب الكبير وصيانة بنيتها التحتية وبلا بوليميك سياسي مربك !!! فيما مدينة مكناس فلازالت عالقة في بيروقراطية وثائق الملعب الكبير والمراسلات الإدارية، والجلسات العامرة، والتصريحات المليحة، والتي لن تنتهي إلا بنهاية مونديال (2030) إن شاء الله (وكفى السياسي شر الترافع الضمني) !!! قال لي أحد المتدخلين في ندوة من ندوات المجتمع المدني حديثا: هل الدولة تُعاقب مدينة مكناس أم تُعاقب سياسييها أم تُعاقب ساكنتها؟ حقيقة هو سؤال ماكر يماثل (الفَلِيكْسِيبَلْ)، ولن نقدر على ضبط تجلياته العمودية والأفقية، وحين فكرت كان جوابي: خير الأمور أوسطها (تعاقب سياسييها من المتنطعين وحماة الفساد بالمدينة ...). فيما المنطق والذي لا غبار عليه: " أن مكناس تتعرض للقتل المعنوي والتاريخي والأخلاقي أمام أعين الحكومات المركزية المتعاقبة !!!".
حين نتكلم بالنقد فإن الأمر يتعلق بحياة الساكنة واستدامة نهضة المدينة، وهذه نقطة هي مورد ضُعفنا جميعا في مكناس، حيث أننا لم نأت بسياسة مدينة جامعة، نترافع عنها بالحزم والقوة عند من يمتلك سلطة التقرير (أن تكون مكناس من مدن الحظوة، أو لا تكون !!! ولكن بوجوب ذكر المبررات المقنعة !!!).
من الخطير بمدينة مكناس أن فُرص التغيير تم قتلها من قبل جهابذة السياسة، وهذا جزء من فكر سياسة (النبل الخبيث)، ومن التدبير غير المسؤول ولا المؤسساتي، لذا قد يكون من اللزام على الدولة المركزية الراعية لمقومات الحكامة (الدستورية) تعقب المخالفين والفاسدين (أين ما حلوا أو ارتحلوا)، وعدم التساهل مع كل من به شبهة (فساد)، حتى لا يتم تعويم حكم (الفساد السياسي) على الجميع المكونات، وتضيع الحقيقة من العدل، والثقة في المستقبل.
اليوم نُعلن بأن مدينة مكناس لم تستفد البتة من أثر وعوائد (كأس إفريقيا للأمم 2025) وهو تخوف الاستباق والذي يمكن أن يكون مجرورا بالارتباط على منافسات المونديال (2030). فهل يمكن أن تبحث مكناس عن حلول إجرائية واستعجالية، أم ستبقى في انتظار اكتمال عودة الحياة لمحطة قطار المتوقفة في الإنجاز؟
| الكاتب : | محسن الأكرمين |
| المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
| التاريخ : | 2025-12-28 17:08:05 |











