الخميسات : تنظم يوم دراسي حول التعدد الثقافي واللغوي

وبالنظر إلى الخصوصية الثقافية المميزة للمغرب كبلد استطاع التعايش مع هذا التعدد والتنوع اللغوي، يأتي هذا اليوم الدراسي الذي سيعقد يوم غدٍ السبت بمدينة الخميسات، ليزكي تلك الأهمية المنوطة بهذا المجال، والتي تتجاوز كونها مجرد خطابات وشعارات فجة، على اعتبار أن قيمته تتمثل في التأسيس لبداية "مغرب جديد" لم تعد فيه الأمازيغية لغة  ثقافة وهوية تعيش على الهامش السياسي، إذ دخلت هي الأخرى إلى المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي الذي نادى به الملك محمد السادس . فالأمازيغية أصبحت محورا من محاور "التعاقد السياسي الجديد" المبرم بين القصر ونخبه، ذلك أن هذا التعاقد الضمني منح درجة لا بأس بها من الأهمية للنخبة "الأمازيغية الجديدة" التي انتقلت هي الأخرى إلى العمل داخل الحقل السياسي الرسمي قصد استكمال شعار "المصالحة السياسية" وتوسيع قاعدة التحالفات الاجتماعية وبالتالي المساهمة في المسلسل التنموي في مختلف مجالاته .

وحسب بلاغ صحفي للجنة، يأتي تنظيم اليوم الدراسي مساهمة من اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرباط القنيطرة في إثراء النقاش العمومي حول قضايا التعدد والتنوع الثقافي، خاصة وأن دستور المملكة لسنة 2011م، أكد في ديباجته على وحدة الهوية الوطنية، بانصهار كل مكوناتها العربية الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية الغنية بروافدها الافريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية.

إضافة إلى ذلك، تؤكد الديباجة على أن المغرب ملتزم بـ”حظر ومكافحة كل أشكال التمييز بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد أو الثقافة أو الإنتماء الاجتماعي أو الجهوي أو اللغة أو الإعاقة أو أي وضع شخصي مهما كان”.

وأشار ذات البلاغ، إذا كان التأصيل الدستوري للتعدد الثقافي واللغوي هو مكسب في غاية الأهمية، فإن تدبيره على المستوى الوطني والجهوي يقتضي مقاربة تشاركية يساهم فيها كل المتدخلين المؤسساتيين والجمعويين ، كما يتطلب نقاشا عموميا على المستوى الجهوي والمحلي .

وفي انتظار تنظيم اليوم الدراسي بالخميسات يوم غد السبت، تبقى مجموعة من الأسئلة والإشكالات مبهمة، لعل لقاء غدٍ يحمل إجابات شافية عنها .