آخر الأحداث والمستجدات 

نهب الأعشاب الطبية بمدينة ميدلت في غياب سند قانوني

نهب الأعشاب الطبية بمدينة ميدلت في غياب سند قانوني

نظمت إحدى الجمعيات المتخصصة في حرف الصناعة التقليدية و الأحجار المعدنية بمدينة ميدلت، معرضا للنباتات العطرية والطبية تحت عنوان : الأعشاب الطبية والعطرية ثروة طبيعية في خدمة الصحة والجمال، وذلك خلال الفترة الممتدة مابين 15 يناير و 18 يناير 2014م، بشراكة وتنسيق مع المختص في الطب البديل : جمال الصقلي. 

وبفعل تدهور الغطاء النباتي بمدينة ميدلت نتيجة الإستغلال الغير المهيكل واللاشرعي للغطاء الغابوي، أصبحت بعض النبتات الطبية في تناقص متزايد إلى درجة يمكن القول ، أن بعض أصناف النباتات في طريقها للزوال والإندثار، وعلى رأسها إكليل الجبل المعروف في الأوساط المغربية ب"أزير" والذي لاتختلف عملية نهبه عن عملية نهب الأرز.

وما كان لهذا النهب الغابوي الذي يعانيه الغطاء النباتي بمدينة ميدلت أن يحدث هذه الضجة ، لولا ارتفاع تكاليف التطبيب ، الذي أصبح عصيا على الفقراء والكادحين ، خاصة ونحن نتحدث عن مدينة ميدلت التي تعاني هشاشة اجتماعية واقتصادية مستعصية، وهو ماجعل السكان يوجهون بوصلاتهم إلي الطب البديل بعد أن وجدوا ضالتهم في الأعشاب الطبية، التي أصبحت تلعب دورا محوريا في نظامهم الصحي و الإستشفائي.

كما زادت من أهمية هذة الأعشاب في الآونة الأخيرة ، بمدينة ميدلت وغيرها من مدن المغرب ، تلك الهالة الإعلامية التي صنعت نجوما في الطب البديل ، ولعل خير مثال على ذلك : د.جمال الصقلي الذي أصبحت بيوت الفقراء لاتخلو من وصفاته ، فتزايد على إثر ذلك إقبال البسطاء على شراء الأعشاب وفُتح المجال لكل من هب ودب لولوج هذا القطاع في غياب تام للوزارة الوصية، وفي مقابل هذا الغياب تزايد عدد الباحثون عن الأعشاب الطبية في الغابات دون أي ترخيص من الجهات المعنية ، وهم بذلك يشكلون خطرا على هذا التنوع النباتي الكبير الذي تعرفه منطقة ميدلت، إلى درجةٍ يمكن وصفهم بمجرمي البيئة .

وحتى نستشف أهمية هذا الموضوع وخطورته في الوقت نفسه، جدير بالذكر أن نشير إلى بعض الإحصائيات التي تؤكد أن المغرب، يعتبر ثاني بلد بعد تركيا من حيث الغطاء النباتي الطبي، إذ توجد به حوالي 4200 نبتة طبية موزعة على مختلف مناطق المملكة.

وهذا دليل واضح وصريح على أن المغرب يتوفر على ثروة مهمة من الغطاء النباتي، على السلطات أن تلتفت لها وتحيطها بكامل العناية والإهتمام، وذلك من خلال سن قوانين تقضي بحماية الملك الغابوي ، مع ضرورة تنزيل إطار فانوني منظم لحماية التنوع النباتي الخاص بالأعشاب الطبية وطرق إستغلالها .

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد الملك خليد
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2014-01-19 22:50:31

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 أخبار عن نفس المنطقة 

 إنضم إلينا على الفايسبوك