آخر الأحداث والمستجدات 

تقديم خلاصات أشغال مجموعات التفكير حول إستراتيجية تنمية مكناس الكبير

تقديم خلاصات أشغال مجموعات التفكير حول إستراتيجية تنمية مكناس الكبير

قدمت مجموعات التفكير حول إستراتيجية تنمية مكناس الكبير، بحضور مختلف الفاعلين والشركاء، ملخص أعمالها انطلاقا من تجارب مماثلة في خصائصها لمدينة مكناس.

ويهدف اللقاء الثالث من نوعه، والذي ترأسه والي جهة مكناس تافيلالت، الخميس الماضي، إلى استعراض تجارب تمثل نموذجا  للنجاح، من شأنها إثراء أشغال التفكير والتخطيط وتقاسم الخبرات، واستخلاص العبر من عروض مكاتب الدراسات الوطنية والدولية التي طلب منها المساهمة في هذا الورش المفتوح حول مواضيع محددة، من قبيل مكاتب "ماكنزي"  و"كابيطال كونسيلتين" و"فليانس كونسيلتين".

همت الاستشارات التي قدمتها مكاتب الدراسات التجارب الدولية في مجال التحولات الحضرية من خلال نماذج المدن الكبرى على الصعيد الدولي، مع استحضار الخصوصيات والإستراتيجيات المماثلة. كما همت قضايا الحكامة المحلية ورهاناتها، بما يستجيب للانتظارات الكبرى للمواطنين والمقاولات، مع استحضار الآليات الجديدة، ومقتضيات الميثاق  الجماعي، والتي تهم التعاقد بين  الدولة والجماعات المحلية ( شركات التنمية المحلية).

وقدم مكتب "فليانس كونسيلتين" خلاصة دراسة حول تنمية أكبر 10 مدن مغربية، وبالخصوص مكناس الكبير، وعوامل النجاح الأساسية لتنمية المدن بشكل مستدام. وخصص لقاء  02 أبريل الماضي،  لتقديم نتائج وخلاصات أشغال مجموعات التفكير الثماني التي جرى إعدادها يوم 19 مارس الماضي من أجل النهوض بالعاصمة الإسماعيلية، وتمكينها من استرجاع جاذبيتها وجماليتها وعبقها التاريخي.

ويندرج إحداث هذه المجموعات، في إطار المنهجية القائمة على إشراك مختلف مكونات المجتمع المدني (نسيج جمعوي، فاعلين اقتصاديين..) في تقديم تصوراتها بخصوص برنامج تنمية مكناس الكبير.

وترتكز هذه الإستراتيجية على برنامج عمل يتوزع إلى برنامج آني لسنة 2015 يروم الاستجابة للانتظارات المستعجلة لسكان المدينة، وتعزيز ثقة المقاولة والمستثمر، وترسيخ قواعد الحكامة، ثم على برنامج على المدى المتوسط (2016-2020) يندرج في إطار تقوية وتفعيل العمليات المبرمجة..

وانكبت مجموعات التفكير، طيلة الثلاثة أسابيع الماضية، على تلقي اقتراحات ومشاريع مكونات المجتمع المدني ودراستها وذلك بناء على المحاور الثمانية لهذه الإستراتيجية، التي تهم "مكناس مدينة الازدهار الاقتصادي"، و"مكناس مدينة المعرفة"، و"مكناس مدينة رائدة"، و"مكناس إطار للعيش"، و"مكناس مدينة للجميع"، و"مكناس مدينة التراث والثقافة والترفيه"، و"مكناس مدينة الأحلام" و"مكناس مدينة الرياضة".

وقدم رؤساء هذه اللجان، خلال هذا اللقاء الذي حضره المنتخبون وممثلو الأحزاب السياسية والنقابات والغرف المهنية والمجتمع المدني وممثلو القطاع الخاص والمصالح الخارجية وفاعلون مؤسساتيون، عروضا حول محاور هذه الإستراتيجية خلص خلالها المتدخلون إلى أن استرجاع جاذبية وجمالية المدينة وعبقها التاريخي رهين بالاهتمام بالمجال الحضري للمدينة عبر وضع ميثاق حضري لحماية الفضاءات العمومية، ووضع سياسة واضحة للمحافظة على المآثر التاريخية التي تزخر بها المدينة، وإطلاق برنامج لجرد وتصنيف هذه المآثر وترميم المدارس والفنادق العتيقة وتهيئة الساحات التاريخية.

كما دعا رؤساء اللجن،إلى إطلاق أسماء وأعلام المدينة على أهم الأماكن العمومية بالمدينة وإحداث جامعة شعبية مخصصة لتدارس ومناقشة كل القضايا المرتبطة بتنمية المدينة، وكذا تجهيز الأحياء بملاعب للقرب ووضع برنامج شامل للتشوير، إضافة إلى إشراك المؤسسات المدرسية والجامعية في الجهود الرامية إلى النهوض بالمجال الثقافي والاهتمام بالجانب البيئي وتوفير الأمن بمختلف تجلياته .

واعتبر رؤساء هذه اللجان أن الفلاحة بالمدينة تشكل الدعامة الأولى للاقتصاد المحلي باعتبارها تضم عدة سلاسل أهمها الزيتون ، داعين ، بهذا الخصوص، إلى إحداث أقطاب في مجال البحث العلمي ومعهد للعلوم التطبيقية مما سيدعم مدينة مكناس كقطب فلاحي .

وكان والي جهة مكناس – تافيلالت محمد قادري، أكد في وقت سابق، على أهمية الاستماع لاقتراحات ومشاريع مجموعات التفكير وعرض نتائج أشغالها، انسجاما مع فلسفة وروح المقاربة التشاركية المعتمدة أسلوبا ومنهجا في إعداد استراتيجية مكناس الكبير.

وأوضح أن خوض غمار هذه التجربة بمعية كل الفرقاء السياسيين والاقتصاديين والمجتمع المدني، هو من أجل غد يحمل بوادر التنمية المستدامة للمدينة ونواحيها.

اشتغلت مجموعة التفكير الأولى على محور مكناس إطارا للعيش، إذ همت اقتراحاتها قضايا مثل البيئة والحكامة والتنقل والجولان والأمن، والتجهيز والمرافق العمومية الصحية، وإطار العيش الولوجية، والتهيئة الحضرية والأماكن العمومية.

كما همت المجموعة الثانية "مكناس مدينة الاحلام"، وخلصت بعد مناقشات وسلسلة من اللقاءات إلى الحلم بمكناس مدينة خضراء معتزة بهويتها، راسخة في الزمان، تنمو بشكل تضامني في بعد إنساني يسهل فيها تنقل الجميع، بحياة ثقافية نشيطة مدينة للاستكشاف ومدينة ستشرق في المستقبل.

ورفعت المجموعة الثالثة شعار "مدينة للجميع"، وخلصت إلى التركيز على مجموعة من المحاور تهم البعد الاجتماعي، والبعد البيئي، والبعد الثقافي والبعد الاقتصادي.

أما المجموعة الرابعة، فاشتغلت على موضوع التراث، وجعله في قلب تنمية الساحة الثقافية،  من أجل بلورة هوية متميزة بكل معارفها، وتوفير مرافق للترفيه جذابة لمصلحة السكان،

واشتغلت المجموعة 5على محور مدينة الرياضات، من خلال استثمار كل الطاقات البشرية عبر برامج مندمجة تمكن من تشجيع نمو الأبطال، وما يستدعي ذلك من بنية تحتية محلية (القرب)، وهيكلة ذات بعد وطني وعالمي.

أما المجموعة السادسة، فاختارت شعار «مدينة المعرفة"، بهدف تقوية البحث والتكوين على علاقته بالتنمية، وذلك من خلال إرادة سياسة واضحة . وقد وضعت إمكانيات مالية ومرافق لجلب واستثمار الفرص المتاحة من طرف مختلف القطاعات الحكومية.

وركزت المجموعة السابعة على ضرورة التعريف بالإمكانات المتاحة من خلال توظيف تقنيات التواصل الحديثة (بوابة) من أجل جعل مكناس مرجعا على مختلف الأصعدة، مدينة مستدامة  تحترم بيئتها بكل الأبعاد، وإحداث فضاءات للحوار، وتبادل الأفكار والتجارب، ومركز للذكاء الاقتصادي.

وأكدت المجموعة الثامنة من جانبها على أدوات إستراتيجية مثل تقنيات التواصل والإعلام، وتوفير هيأة حكامة مندمجة وتفاعلية، وإحداث فضاءات للتكوين والحوار والتبادل والتعاون، وكل ذلك من اجل تحقيق شعار " مدينة رائدة".

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : حميد بن التهامي
المصدر : جريدة الصباح
التاريخ : 2015-04-17 20:47:54

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك