ضبط موظفين موالين للرئيس السابق لجماعة مجاط متلبسين بحرق وثائق تتعلق بأرشيف مالية الجماعة

وأفادت المصادر بأنه على الرغم من أن المتهمين لاذا بالفرار، فإن ذلك لم ينفعهما في الإفلات من التهمة التي لبستهما، بحكم أن الكاميرا المثبتة في الساحة الخارجية للجماعة التي كانت مسرحا لتنفيذ العملية تمكنت من تسجيل تفاصيل هذه الواقعة بدقة. وقد كشف شريط الفيديو الذي اطلعت عليه «المساء» تفاصيل هذه العملية، التي كان يظهر من خلالها المتهمان وهما يستعدان لعملية حرق مجموعة من الوثائق التي تم إحضارها وسط علب كبيرة من الكارطون وتم إفراغها في الساحة مكان الجريمة، قبل أن يتم إشعال النيران فيها من طرف المتهمين اللذين تبين في ما بعد أنهما موظفان مواليان للرئيس السابق الذي فشل في الانتخابات الأخيرة.

وأضافت المصادر بأن ضبط هذه العملية وإحباطها كان بفضل أحد نواب الرئيس الذي نجح في الاستحقاقات الأخيرة، والذي لاحظ دخانا يتصاعد من مكان الحادث، حينما كان يمر بالقرب من الجماعة، وهو ما دفعه إلى توقيف سيارته والتوجه نحو هذا المكان للتأكد من مصدر هذه الأدخنة، خصوصا، تضيف المصادر، أنه كان يعلم بأن هذا اليوم يوم عطلة ولا يوجد أحد داخل مقر الجماعة، لكن المفاجأة الكبرى كانت حينما وجد المتهمين منهمكين في إحراق كميات من الوثائق. مما جعله يتدخل ويخبر الرئيس الذي هرع إلى المكان رفقة باقي الأعضاء، وتم إخبار رجال الدرك والسلطة لكن المتهمين تمكنا من الفرار إلى وجهة مجهولة .

من جهة أخرى، تابعت «المساء» رفقة عناصر الدرك وأعضاء المجلس الجماعي جزءا من تفاصيل عملية إحراق الوثائق عبر شريط الفيديو الذي وثقته كاميرا المراقبة. وعلى إثر ذلك سارعت عناصر الدرك إلى فتح تحقيق في الموضوع، كما تم الاستماع إلى بعض الشهود وإلى الرئيس الجديد، قبل أن يتم حجز مجموعة من الوثائق من بقايا الحريق والتي لم تتمكن منها النيران بسبب إخمادها من طرف بعض الأعضاء والمواطنين الذين هرعوا إلى المكان .

وارتباطا بالموضوع، فإن أغلب هذه الوثائق، حسب نفس المصادر، تتعلق بأرشيف مالية الجماعة، ومرتبطة أساسا ببعض ملفات الصفقات التي أبرمها الرئيس السابق إلى جانب بعض الفواتير والوثائق الخاصة بالحسابات ومالية الجماعة، فيما لم يتم التعرف على باقي الوثائق الأخرى التي تم حرقها، والتي من المنتظر أن تكشف التحقيقات التي سيتم إجراؤها مع المتهمين عن طبيعتها ونوعيتها.