آخر الأحداث والمستجدات 

ساكنة قبيلة أيت علا حودران بالخميسات تنظم وقفة احتجاجية ضد التهميش والإقصاء

ساكنة قبيلة أيت علا حودران بالخميسات تنظم وقفة احتجاجية ضد التهميش والإقصاء

نظمت تنسيقية أيت علا حودران بإقليم الخميسات، أخيرا، وقفة احتجاجية أمام الفرعية التابعة لمجموعة مدارس التحرير ردا على أشكال التهميش والإقصاء والعزلة التي يعانيها السكان، جراء الغياب شبه المطلق للبنيات التحتية الضرورية، رغم أنهم لا يبعدون عن العاصمة إلا بحوالي 50 كيلومترا.

وحضر هذه الوقفة، المنظمة تحت شعار "من اجل فك العزلة و جبر الضرر"، أزيد من مائة شخص تدعمهم  فعاليات من المجتمع المدني والحقوقي والنقابي المحلي، وتخللتها شعارات تعكس التذمر الشديد من وضعية اجتماعية يصفها السكان المتضررون بالجحيم.
فاطمة، واحدة من المحتجين، خرجت تجر عقودها السبعة، لإيصال رسالة واحدة لكل من يعنيهم الأمر عنوانها "العار"، مؤكدا أنه بسبب صعوبة المسالك بهذه المنطقة المعزولة تضطر العديد من النساء إلى وضع مواليدهن في الطريق في ظروف لا إنسانية قبل الوصول إلى أقرب مركز صحي  بتيفلت على بعد 14 كيلومترا. وتتذكر فاطمة، بألم كبير، صورتي شخصين من أبناء القبيلة تعرضا للسعات الأفاعي فارقا، إثرها، الحياة في طريقهما إلى المستشفى.
عبد الرحيم، رجل تجاوز الخمسين من العمر، كان يقف إلى جانب ابنه البالغ أربع سنوات، قال لـ"الصباح" "إن ما يحز في نفوسنا هو مستقبل هؤلاء الأطفال الصغار (يشير إلى ابنه) مع غياب مدرسة تربيهم وتعلمهم"، مؤكدا أن الفرعية التابعة لمجموعة مدارس التحرير ترجع إلى الحقبة الاستعمارية و تنعدم فيها أدنى الشروط الواجب توفرها في مؤسسة تعليمية.
الرجل الذي كان يقف إلى جانبهما حاملا لوحة خشبية كتب عليها شعار الوقفة الاحتجاجية، علق قائلا "منذ الاستقلال إلى اليوم، فقط أربعة تلاميذ هم الذين حصلوا على الشهادة الابتدائية، وللوصول إليها، فإن العديد من التلاميذ يقطعون مسافات طويلة تفوق سبعة كيلومترات، متسائلا "كيف يعقل أن يفتقر أبناؤنا إلى مراحيض لقضاء حاجتهم، مضيفا و بنبرة حادة، "أين هي شعارات تكافؤ الفرص التي يهلل بها المسؤولون".
المحتجون رفعوا لافتات طالبت برحيل رئيس الجماعة القروية لحودران ووصفوا أعضاءها بالكائنات التي تقتات من فقر الناس، واصفين حصيلة المجلس الحالي والمجالس السابقة بالكارثية وبالانحياز إلى قبائل دون أخرى.
أحد المحتجين قال وبمرارة "إن قبيلة  أيت علا حودران ضحت بعدد من أبنائها في سبيل الوطن في عهد الاستعمار، لكن للأسف، تعرضنا إلى التهميش والإقصاء في عهد الاستقلال، فالدولة غائبة في ايت علا حودران ولاشيء يدل على وجودها من بنيات تحتية ومرافق اجتماعية، فأين هي شعارات الوحدة الوطنية مع هذه الفوارق الكبيرة بين المدن والقرى؟".
حسن، فاعل جمعوي وحقوقي نشيط بالمنطقة، أكد أن السكان راسلوا مختلف الجهات لإيجاد حل لمعاناتهم، لكنهم لم يتلقوا غير الوعود، حسب قوله، معبرا عن إدانته لأسلوب المماطلة والتسويف والتنصل من الالتزامات السابقة.
وجدد الفاعل الحقوقي مطالبته الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لفك العزلة عن القبيلة، وذلك بتعبيد الطريق التي تربطها بأقرب المراكز الحضرية (تيفلت والمعازيز)، وخلق مشاريع تنموية تحفظ كرامة السكان، وتقيهم شر الهجرة إلى المدن المجاورة أو اللجوء إلى "الاعتداء" على أشجار الغابة المجاورة لتأمين حاجاتهم من المواد الأساسية.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : الصباح
التاريخ : 2012-05-09 22:22:50

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك