تقارير مصورة 

السياحة بمكناس، قطاع معطوب يحتاج لاهتمام أكبر

السياحة بمكناس، قطاع معطوب يحتاج لاهتمام أكبر

المدينة القديمة: فضاء سياحي واعد

يعتبر قطاع السياحة بمدينة مكناس من القطاعات اﻹنتاجية الهامة التي توفر مصدر رزق أساسي لفئات مختلفة من اﻷفراد في ظل ركود اقتصادي و تجاري و خدماتي بالعاصمة اﻹسماعيلية.

وتنتشر بمختلف أنحاء المدينة المترامية اﻷطراف مرافق و مآثر تاريخية مهمة،إلا أن مركز الثقل و الوجهة السياحية اﻷكثر إقبالا من طرف السياح هي المدينة القديمة أو ما يعرف بالمدينة السياحية " la sité imperiale". والتي تضم مرافق و مآثر تاريخية ذات قيمة كبيرة انطلاقا من ساحة الهديم و باب منصور،مرورا بساحة للا عودة و ضريح المولى إسماعيل، والقبة الصفراء أو ما يعرف بحبس قارا. لتتواصل عبر طريق ساراغ إلى أن تصل إلى صهريج السواني و المرافق الملحقة به كاﻹسطبلات و مخازن الحبوب و المطاحن..

و تعرف هذه المنطقة إقبالا كبيرا من طرف السياح اﻷجانب و الزوار المغاربة طيلة أيام السنة وخصوصا في فصل الصيف. و تضم المدينة السياحية، باﻹضافة إلى المآثر التاريخية، مرافق أخرى تقدم خدمات و منتوجات سياحية مختلفة، كالبازارات المنتشرة في كل مكان، و المطاعم السياحية التي تقدم مختلف أنواع المأكولات، بالإضافة إلى الرياضات و دور الضيافة التي تزايد عددها في السنتين اﻷخيرتين بسبب دخول مستثمرين أجانب لشراء منازل و رياضات بالمدينة القديمة تم ترميمها و إصلاحها و عرضها للسياح اﻷجانب، لتنافس بذلك المستثمرين المغاربة و تزاحمهم في أرزاقهم بالنظر للتسهيلات و اﻹعفاءات الضريبية المقدمة للأجانب..

مشاكل بالجملة

لكن بالرغم من جودة المنتوج السياحي المقدم إلا أنه تبرز بعض النقائص أبرزها كون هذه المرافق تقدم خدماتها فقط للأجانب مع غياب تام للسياح المغاربة، وتبدو اﻷسباب متعددة أبرزها اﻷسعار السياحي،ة سواء في المطاعم أو المقاهي أو الرياضات المرتفعة الثمن و التي لا قدرة للزائر المغربي عليها. مما يجعل هذه المرافق حكرا على اﻷجانب دون غيرهم.. فالرهان على السائح اﻷوروبي لا يكون دائما مربحا في ظل التقلبات السياسية و اﻷزمات المالية العالميةـ ما يتطلب الالتفاف إلى عينة من الزوار المغاربة، دون استثناء المكناسيين، والعمل على تقديم خدمات مناسبة لهم، فقد يشكلون بديلا في أوقات الركود السياحي.

عائق آخر يعاني منه قطاع السياحة بالمنطقة، وهو مشكل المرشدين الغير مرخص لهم.. فقد عاينت الجريدة مختلف أنواع المضايقات و اﻹبتزازات التي يتعرض لها السياح من طرف هؤلاء المرشدين في غفلة من عناصر الشرطة السياحية التي تطوق المكان.. فحتى عندما يرفض السائح خدمات المرشد بلباقة إلا أن هذا اﻷخير يلجأ إلى اﻹلحاح الشديد و اﻹصرار المبالغ فيه، وملاحقة السائح على طول الطريق. أم إن وافق أحد السياح على خدمات أحد المرشدين فهذا اﻷخير لا يأخذه إلا للبازار أو المطعم الذي يطلب عمولة أكبر عن كل زبون، في تدليس و احتيال واضح. كما أن أرباب المطاعم و البازارات يشجعون هؤﻻء المرشدين بتحفيزات و عمولات. وحتى بعض أصحاب "الكوتشيات" باتوا يلاحقون اﻷجانب بطريقة ملحة للقيام بجولة لا يقل ثمنها عن 250 درهم للجولة الواحدة..

ومن النواقص اﻷخرى غياب مراحيض عمومية على طول الخط السياحي الرابط بين الهديم حتى صهريج السواني. وقد عاينت الجريدة تواجد 4 مراحيض مبنية و مغلقة منذ مدة.. منها المتواجدة وراء باب منصور، وأخرى بجانب حي الستينية، وثالثة قرب المحكمة الابتدائية، والرابعة بفضاء صهريج السواني، كلها مغلقة بدون استثناء .وعند استفسارنا عن سبب غلق هاته المراحيض، علمنا أن المجلس قد قدم عروضا لكرائها إلا أنه لم يتلق أي طلب بسبب ارتفاع السومة الكرائية و التي حددت في 25000درهما.

ويتواجد بالمنطقة أيضا ملعب للغولف لكنه غير مفتوح للعموم ولا يستغل سياحيا بالشكل المباشر، ويقتصر الولوج إليه على نخبة معينة من المجتمع المكناسي المولعة برياضة الغولف.

هل من أمل في الأفق القريب؟

لابد أن يقتنع المسؤولون على القطاع بمعية المنتخبين والسلطات المحلية بوجود أزمة بالقطاع، وأن يقتنعوا بضرورة التفكير في إصلاح ما يمكن إصلاحه للرفع من مردودية المدينة سياحيا لكونها تتوفر على كل المؤهلات لذلك، ويبدو أن الأمر بات يشكل قناعة راسخة لدى بعض الجهات بالعاصمة الإسماعيلية فتحركت البرامج والدراسات في محاولة لوضع المدينة على السكة الصحيحة سياحيا.

وفي هذا الإطار، علمت الجريدة أن جهة مكناس تافيلالت خصصت استثمارات بغلاف مالي ضخم قدر ب 6134,5 مليون درهم لدعم القطاع الثقافي والتاريخي و الموارد الطبيعية بالجهة، باﻹضافة إلى مبلغ 1766,95 مليون درهم للنهوض بالقطاع السياحي موزعة على 70 مشروعا تهم المآثر التاريخية بمكناس و وليلي، وتنظيم معارض متنوعة موسمية و دائمة، و...إنشاء متحف تاريخي للحفاظ على الذاكرة التاريخية و التراثية للمدينة و إنشاء مكتبة.

وتدخل هاته البرامج في إطار تفعيل رؤية 2020 بتمويل مشترك من القطاع العام والخاص وتوزع هاته اﻹعتمادات على الشكل التالي:

* إنشاء مشاريع سياحية بالوعاء العقاري المجاور لصهريج السواني سواء المملوك للدولة أو الخواص تصل إلى 1,1 مليار درهم.

*بناء منتجع سياحي ضخم يضم قرى سياحية بعين عرمة بطاقة استيعابية تصل إلى 300سرير و غلاف مالي قدر ب 3,5مليار درهم.

*مشروع تطوير مطعم سياحي بالمشور الستينية ب 6 مليون درهم.

*مخازن الحبوب مولاي إسماعيل خصص لها مبلغ 37 مليون درهم.

*إنشاء مسار سياحي على طول 2 كلم لتمكين السياح من عبوره راجلين يضم مرافق توثق للحقبة التاريخية للمدينة ب 15 مليون درهم.

باﻹضافة إلى برنامج لتأهيل الرياضات و الدور التاريخية العتيقة بالمدينة القديمة لجعلها قادرة على استيعاب 500 سرير.

مشاريع من هذا الحجم من شأنها تغيير ملامح المنطقة التاريخية و الرفع من جودة المنتوج السياحي و توفير فرص عمل جديدة، يكفي فقط أن ترى النور و تخرج إلى الوجود فعليا، حتى تتحول مكناس مكن مدينة عبور إلى مركز استقبال واستقرار سياحي بامتياز.

منقول عن جريدة صوت الإسماعيلية

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك