آخر الأحداث والمستجدات 

تأييد قرار إدانة كامروني في مكناس بسنة حبسا نافذا

تأييد قرار إدانة كامروني في مكناس بسنة حبسا نافذا

صرحت الغرفة الجنحية التلبسية الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، بتأييد القرار المطعون فيه بالاستئناف، القاضي بإدانة كامروني بسنة حبسا نافذا، بعد مؤاخذته من أجل النصب ومحاولته، وانتحال هوية، والدخول إلى التراب الوطني بطريقة غير شرعية، مع تعديله، وذلك بخفض العقوبة إلى ثمانية أشهر حبسا نافذا، في حين قضت الغرفة عينها برفع مبلغ الغرامة إلى 2000 درهم عوض مبلغ خمسمائة درهم، مع الصائر والإجبار في الأدنى.

 وتفجرت القضية عندما تقدم المسمى (إ.و) إلى المصالح الأمنية بمكناس بشكاية يعرض فيها أنه وقع ضحية محاولة نصب من قبل مهاجر من إحدى الدول الإفريقية جنوب الصحراء، مفصلا أنه حين سفره إلى العاصمة الاقتصادية على متن القطار بغرض قضاء مآربه، تعرف على المتهم، الذي قدم له نفسه حينها على أنه غيني الجنسية وأن اسمه هو (ديالو)، وأخبره أنه حل بالمغرب رفقة أشقائه بغرض إحداث مشروع تجاري، مؤكدا له أنه بصدد البحث عن شخص له دراية ومعرفة كبيرتين بالمجال التجاري، خصوصا بعدما علم أن محاوره يتاجر في الملابس الجاهزة الخاصة بالذكور.

وأوضح المشتكي أنه قبيل وصول القطار إلى محطة الدار البيضاء المسافرين طلب منه المعني بالأمر مده برقم هاتفه المحمول، الأمر الذي استجاب له، مضيفا أنه بعد مرور ثلاثة أيام اتصل به المتهم هاتفيا وطلب منه اللقاء به بمنطقة سيدي معروف، وبعد تجاذب أطراف الحديث أكد له رغبته الأكيدة في الاستفادة من تجربته التجارية، مخبرا إياه أنه عازم على زيارته بمكناس، الشيء الذي حصل فعلا، بعدما اتصل به مجددا عبر هاتفه المحمول وأخبره بوصوله إلى محطة القطار الكبرى بمكناس، طالبا منه الالتحاق به، إذ ركب معه سيارته من نوع مرسيدس 190، وتوجها معا إلى مقهى ساحة (كورنيط) بالمدينة الجديدة(حمرية) بغرض الحديث عن المشروع التجاري المزعوم.

 وهناك شرع المتهم، من مواليد 1989 بياوندي، في إخراج كل أسلحته الاحتيالية، بعدما أخبره أنه يتحدر من أسرة غينية راقية، وقد توفي والداه في إحدى الحروب الأهلية الدائرة رحاها بالمنطقة، مخلفين له ولأشقائه ثروة مالية ضخمة تقدر بمليوني دولار أمريكي ومليون أورو، يحتفظ بها داخل خزنة خاصة بمسقط رأسه بغينيا، مبرزا أنه حضر إلى المملكة المغربية تنفيذا لوصية والده بضرورة استثمار مبلغ التركة في مشروع تجاري مشترك خارج الديار الغينية، إلا أن الأوراق المالية المكونة للثروة يعلوها طلاء أسود، وأن عملية تنظيفها تستوجب الحصول على محلول مرتفع التكلفة، طالبا منه تمكينه من مبالغ مالية لاقتناء المحلول المذكور، على أساس أن يرجعها له فور الفراغ من عملية التنظيف، مؤكدا له أن يحمل معه عينة من الأوراق المالية، مبديا استعداده لإطلاعه عليها وعرضها أمامه، بل ومرافقته إلى إحدى الوكالات البنكية قصد صرفها للتأكد من صحة أقواله وحسن نيته.

وتابع المشتكي أنه حينما أيقن أن المتهم يحاول استبلاده وتعريضه لعملية نصب طلب منه انتظاره بعض الوقت إلى حين عودته، بعدما أوهمه أنه تلقى اتصالا هاتفيا مهما، ما جعله يتوجه على وجه السرعة إلى المصالح الأمنية للتبليغ عن الواقعة، حينها رافقه طاقم أمني تابع للفرقة الجنائية الأولى الذي قام بإيقاف المتهم حاملا كيسا بلاستيكيا شفافا به مادة سائلة بيضاء وورقة نقدية أجنبية من فئة 10 أوروات، إذ أفاد أنه بصدد تنظيف الورقة النقدية من الطلاء الأسود الذي يعلوها. وعند استفساره عن هويته أجاب أنه يتحدر من غينيا كوناكري وأن اسمه هو (رفاييل سيديو)، وكلها معلومات تبين بعد إخضاعها لبحث دقيق عبر الناظم الآلي الخاص بالأجانب أنها مغلوطة، وعند مواجهته بنتيجة البحث السلبية عاد المتهم ليؤكد أنه يتحدر من الكامرون وأن اسمه الحقيقي هو (مونيكي تانكو كريسالي)، وهي البيانات التي أكد صحتها أحد موظفي القنصلية الكامرونية بالرباط، قبل أن يتم إخضاع البيانات عينها لتنقيط عبر الناظم الآلي لشرطة الحدود، بتنسيق مع المصلحة الولائية للاستعلامات العامة، ليتضح أن المعني بالأمر دخل إلى المغرب بتاريخ ثالث يناير 2011 عبر مطار محمد الخامس الدولي، وأن مدة صلاحية إقامته بالمملكة المغربية انتهت في ثاني أبريل من السنة ذاتها.

 وعند الاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني، اعترف المتهم بالمنسوب إليه جملة وتفصيلا، مقرا كذلك بنجاحه في النصب على شخصين بالدار البيضاء لم يعد يتذكر هويتهما، وذلك بمساعدة شريكين يتحدران تباعا من دولتي غينيا ومالي، ويتعلق الأمر بالمدعو (حسن ديالو) والمسماة (إليزابيث طومسون)، اللذين نشرت في حقهما المصالح الأمنية مذكرة بحث على الصعيد الوطني. وأوضح الظنين أنهم تمكنوا، وبالطريقة عينها، من سلب الضحيتين مبالغ مالية صرفوها في اقتناء حاجياتهم من مأكل وملبس.

   يشار إلى أنه ضبطت بحوزة المتهم مجموعة من الأوراق المالية الأجنبية أفاد أنه حصل عليها بدولة نيجيريا بعد صرف عملة بلده الأصلي، فضلا عن أنابيب زجاجية تحتوي على محاليل مختلفة الألوان، أوضح بشأنها أن بعضها عبارة عن خليط من الماء والفحم الخاص بتدخين "الشيشة"، والبعض الآخر مزيج لمادتي الملح والماء، فيما يتكون المحلول الثالث من مسحوق طبشورة زرقاء، وكلها محاليل من صنع يده، يضيف المتهم.

 

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : خليل المنوني
المصدر : جريدة الصباح
التاريخ : 2016-04-28 12:20:50

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك