الصديقي يصف ما وقع في كلية العلوم بمكناس بـالعمل الإرهابي

وقال الصديقي في لقاء نظمه منتدى المناصفة والمساواة بمدينة سلا، جوابا على سؤال حول موقف حزب "الكتاب" من "واقعة جامعة مكناس": "هذا العمل غريب عن المجتمع المغربي، وغير مبرر لا إنسانيا ولا أخلاقيا ولا دينيا، ومثل هذه الأعمال هي الإرهاب بعينه، ويجب أن يوضع لها حد، كما يجب معاقبة مرتكبيها بأقصى العقوبات".

من جهة أخرى، كشف الصديقي عن "الإستراتيجية" التي يتبعها حزبه في مجال مساهمته في تحديث المجتمع المغربي وتطهيره من الأفكار الماضوية، موضحا أنه لا يجب صدْم المجتمع بمواقف ثورية دفعة واحدة، بل ينبغي طرْح القضايا التي يستوعبها المجتمع، وترك القضايا "التي لم تنضج بعد" إلى حين يكون مستعدًّا لذلك.

وحذّر الوزير من أن يؤدّي الاندفاع في طرح قضايا الحداثة إلى نتائج عكسية، على اعتبار أن المجتمع المغربي ما زال مجتمعا محافظا بنسبة كبيرة، وتابع: "يجب علينا أن نساهم في تغيير المجتمع بشكل تدريجي، وإلا سنبتعد عنه كثيرا؛ هناك مجموعات لها مواقف ثورية جدًّا، لكنّ صوتها غير مسموع في المجتمع".

لكن في المقابل، يقول المتحدث: "لا يمكن الانغماس في المجتمع وقبول كل التقاليد السائدة كما هي، فالصيرورة الاجتماعية تسير بوتيرة عادية، وهناك قوانين موضوعية تتحكم فيها، ونحن نسير مع التاريخ وليس ضده".

وفيما يتعلق بالمناصفة والمساواة بين الجنسين في إطار التنمية الديمقراطية، التي كانت موضوع اللقاء الذي نظمه منتدى المناصفة والمساواة، التابع لحزب التقدم والاشتراكية، قال الوزير الوصيّ على قطاع التشغيل إن ولوج النساء إلى سوق الشغل لا يتطلب توفير بنية اقتصادية مساعدة فحسب، بل يقتضي أيضا تغيير عقلية المجتمع.

وقدّم الصديقي أرقاما حول حضور النساء في سوق الشغل؛ حيث كشفت آخر الإحصائيات أن النساء يشكّلن أقل من 20 بالمائة من السكان النشيطين، وتتفشى البطالة في صفوفهنّ أكثر مقارنة مع الرجال، ليخلُص إلى أنّ استفراد الرجال بالأعمال الخارجية وتكليف النساء بالأعمال المنزلية "يُعتبر نوعا من التحكّم".

وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية قال إن التمكين الاقتصادي للمرأة يتطلب تحفيز المقاولات التي تشّغل النساء أكثر، وتحفيز النساء على خلق المقاولات، ودعم تكوين الفتيات المقبلات على ولوج سوق الشغل، مشيرا إلى أنّ كثيرا من المقاولات والمؤسسات لا توفّر ظروفا ملائمة تشجع النساء على العمل.

وعلى المستوى السياسي، قال الصديقي إن الطريق ما زال طويلا للوصول إلى مبدأ المناصفة بين الجنسين في تولي المناصب السياسية، معتبرا أنّ المرأة المغربية وإن حققت مكتسبات، إلا أن التصورات الخاطئة السائدة في المجتمع تحدّ من تطوّر حضورها، داعيا إلى عدم التخلي عن التمييز الإيجابي لصالحها".