آخر الأحداث والمستجدات 

خراب و مستنقعات و فئران وثعابين تأثث فضاء مشفى سيدي سعيد بمكناس

خراب و مستنقعات و فئران وثعابين تأثث فضاء مشفى سيدي سعيد بمكناس

يعتبر مستشفى سيدي سعيد بمكناس من أقدم المستشفيات بالمغرب، إذ تم إحداثه سنة 1916 على مساحة 4 هكتارات، وسط المدينة، واشتهر بعلاج داء السل منذ القدم إلى الآن، وكان قبلة لمرضى القرى والمدن الداخلية للبلاد، ولازال يحتفظ بكتب ومستندات طبية عمرها قرن من الزمن، كما راكم تجربة كبيرة في ميدان الطب الصدري وغيره..إنه ذاكرة قوية وحية تحتضر بسبب الإهمال والتهميش.

زارت جريدة هسبريس الإلكترونية المستشفى، فحظيت باستقبال الإدارة والساعة تشير إلى حوالي منتصف النهار..أثناء التنقل داخل المستشفى صادفنا حفرا ومستنقعات بأزقته تعيق تنقل المرضى والشغيلة، وشقوقا وتصدعات في الجدران، وحجرات مهجورة تعرضت للخراب بدون نوافذ ولا أبواب، تخيف المرضى والزائرين. أما القطط فتملأ كل مكان، وآثار تسرب مياه الأمطار من السقف بادية للعيان، وكراس ومكاتب متهالكة عفا عنها الزمان.

وبينما كانت هسبريس تتحدث إلى العاملين والساعة تشير إلى الواحدة والنصف بعد الزوال، قَدِمَ مُقَدِّم وجبة الغداء فثار غضب الشغيلة بسبب تأخره، وهزالة الوجبة، وهي عبارة عن 3 برقوقات وقطعة صغيرة من اللحم و3 ملاعق من المرق وقطعة خبز صغيرة لا تسمن ولا تغني من جوع، مشيرين إلى أن المرضى يعانون كذلك من سوء التغذية، ما يؤثر سلبا على نجاعة علاجهم.

فاطمة الوردي، القاطنة بحي سيدي بابا بمكناس، قالت في تصريح لهسبريس إن الأطباء العاملين بالمستشفى جميعهم طيبون ويقدمون المساعدة للمرضى ويمنحونهم الأدوية بالمجان، وزادت: "أما القطط التي تلاحظونها فهي تطارد الثعابين والعقارب المتواجدة بكثرة بالمستشفى؛ ناهيك عن تواجد الفئران بكثرة وبمختلف الأحجام".

وقال محمد العباسي، وهو أحد المرضى القادمين من وزان، في تصريح لهسبريس: "نتمتع بعناية كبيرة من طرف الدكاترة والممرضين، ويزورنا الطبيب المختص في كل وقت للاطلاع على حالتنا الصحية. وتقديم الدواء يتم بشكل متواصل، والتغذية تصلنا كذلك..أشكر جميع العاملين بالمستشفى".

وقال حسن القباب، رئيس قطب الشؤون الطبية بالمستعجلات، في تصريح لهسبريس: "توقف مصلحة "الراديو"، وانعدام سيارة إسعاف تابعة للمستشفى، وقلة الموارد البشرية، وضعف التجهيزات الضرورية، معضلات كبيرة تعرقل السير العادي وتخلق صعوبات في تدخلاتنا في الوقت المناسب، وهو ما يؤثر سلبا على المرضى".

من جهته، أفاد مصطفى مجو، رئيس قسم قطب العلاجات التمريضية، في تصريح لهسبريس، بأن البنية التحتية للمستشفى مهترئة بسب عوامل المناخ والتدخلات العشوائية، إذ ظهرت تصدعات وشقوق على جدرانه، وهو ما له تأثير سلبي على راحة الموظف ومردوده"، وزاد: "هناك نقص في التجهيزات الطبية الأساسية، وما زاد الطين بلة استمرار إغلاق مكتب قسم الفحص بالأشعة منذ مارس المنصرم بسب الأعطاب التي لحقت به..الحالة تستدعي اقتناء تجهيزات جديدة ذات جودة عالية".

ويضيف مجو: "حتى التكوين المستمر متوقف لنساير تطور الطب. كما لا توجد قاعة للاجتماعات مجهزة بالمعدات اللازمة للتكوين وتنظيم لقاءات هامة في الطب...المستشفى كان يضم 8 أطباء بقي منهم 4، مع تسجيل نقص في طب الفم والأسنان كذلك، بسبب إحالة الأطر الطبية على التقاعد دون تعويض..أما الآلات الطبية الحديثة فلا وجود لها، وكأننا نعيش في زمن غابر".

في المقابل قال أبشار، مدير المستشفى، في تصريح لهسبريس، إن "هناك مجهودات تبذل من طرف الشغيلة بالمستشفى، رغم النقص الحاصل في عددها وفي المعدات والأدوات الطبية"، وزاد: "نحن في انتظار ضخ موارد بشرية وسيولة مالية جديدة لإعادة تأهيل المستشفى، حتى نرقى به إلى تطلعات المرضى. والإدارة ساهرة على الوصول إلى المطلوب في وقت قريب إن شاء الله تعالى".

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : هسبريس
التاريخ : 2017-03-04 12:36:07

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك