مشروع « بسمة » يحط الرحال بالجماعة القروية بنصميم باقليم افران

يهدف مشروع "بسمة" إلى إدخال البسمة على الساكنة المحلية عبر الدعم التقني الذي تقدمه مجموعة من الطلبة المهندسين، و ذلك باتباع مراحل تطوير المشاريع الهندسية، مما يمكن الطلبة بالإضافة الى ادخالهم البسمة على الساكنة من تطوير مهارات المهندس في تطبيقات عملية لما يتعلمونه.

و قد تم تقسيم الطلبة في هذا الاطار الى اربعة فرق مكونة من جنسيات مختلفة و يشرف عليها أحد الأساتذة. و انصب العمل بالنسبة لكل فريق على المشاكل التي يعانيها أحد المرافق او الجمعيات، حيث عمل فريقان على مساعدة تعاونيتين لتقطير الأعشاب و صناعة الزرابي المحلية، بينما عمل الفريق الثالث على مشاكل "سقاية" للماء في قرية بنصميم و عمل الفريق الرابع في جمعية لتحفيظ القرآن بالقرية.

اهتم الفريقان الأولان بشكل خاص بمشاكل التهيئة و التسويق التي تعانيها هاتان التعاونيتان، إذ رغم الأهمية التي تكتسيها منتوجاتهما من الناحية السياحية، إلا أن عزلتهما تجعل المداخيل التي تحققانها ضعيفة. و قد عمل الفريقان على صباغة واجهة الجمعيتين مع إضافة شعاراتهما و أنشطتهما و إحداثياتهما، و تزيين المقر بإضافة أسماء الأعشاب المغروسة في الحديقة. إضافة إلى ذلك فقد تمت طباعة و توزيع ملصقات و بطاقات تعريفية بأنشطة تعاونية الزرابي على الفنادق المجاورة في قرية بنصميم و في مدينة آزرو، و تم اقتراح نشاط جديد على هذه التعاونية يتمثل في تنظيم تدريبات للسياح المقيمين في الفنادق المحاذية لصنع منتوجات بسيطة.

و انصب اهتمام الفريق الثالث على "سقاية" للماء في القرية. إذ رغم الجودة العالية للمياه في هذه المنطقة و المعروفة على صعيد المغرب، إلا أن هذه السقاية، التي يقصدها السكان باستمرار خاصة عند انقطاع المياه في المنازل، تعاني من الروائح و تراكم الأزبال و الحشرات نظرا لأن تصريف المياه يتم فوق الأرض، و هو ما يخلق مشكل بيئيا على صعيد السقاية. و قام الفريق بالأشغال اللازمة لتثبيت قناة لتصريف المياه تحت الأرض، مع تنظيف المكان و إضافة أكواب للشرب و نباتات للتزيين. و تكمن أهمية هذا المشروع في تحسين جودة المكان للساكنة المحلية و للسياح الزائرين الذين سيستمتعون بجودة المياه بشكل أفضل.

و قام الفريق الرابع بزيارة جمعية لتحفيظ القرآن تستقبل أطفالا من أعمار مختلفة، و يأتي بعضهم من أماكن بعيدة. لاحظ الفريق و جود غرفة واحدة للحفظ بينما تبقى غرفة ثانية غير مستغلة، فقاموا بتنظيف المقر و معداته و صباغة الغرفة الثانية و تهيئتها لاستقبال الأطفال الذين يسكنون في أماكن بعيدة ليمكنوهم المبيت بالجمعية خاصة في فصل الشتاء.

و قد عبر السكان و الفاعلون المحليون عن رضاهم عن المشاريع التي أنجزها الطلبة، حيث عبر عضو جمعية القرآن عن امتنانه لعمل الطلبة الجاد "شكرا جزيلا لمشروع بسمة و للعمل المقدم في إطاره و الذي يكتسي أهمية كبيرة للأطفال و لقريتنا". و تم اختتام هذا المشروع بحضور فاعلين جمعويين و سكان محليين يوم الثلاثاء فاتح غشت، حيث قدم الطلبة أعمالهم بمختلف مراحلها. و عبر منسق المشروع، الأستاذ Youngbong Seo من جامعة Pusan  بكوريا الجنوبية عن رضاه عن أعمال الطلبة المغاربة و الاسبان و الكوريين "هذه هي المرة الثالثة التي ننظم فيها مشروع بسمة بالمغرب بعد نسختين سابقتين بنواحي الجديدة ثم نواحي طنجة. هذه النسخة تميزت بمشاركة جامعة اسبانية، و نتمنى أن يستمر العمل في إطار مشروع بسمة في السنوات القادمة".