آخر الأحداث والمستجدات 

ساكنة مكناس تعاني من ارتفاع درجة تلوث الهواء بسبب أدخنة المصانع

ساكنة مكناس تعاني من ارتفاع درجة تلوث الهواء بسبب أدخنة المصانع

ما زالت مكناس تعاني وضعا بيئيا غير مسبوق، نتيجة ارتفاع درجة تلوث الهواء بعناصر كيميائية سامة و روائح كريهة تنفثها الوحدات الصناعية المحيطة بالمدينة من الجهة الغربية على وجه الخصوص.

فمن جهة الطريق المؤدية إلى الحاجب وإفران مرورا بمنطقة سيدي بوزكري، توجد وحدة صناعية تغطي أدخنتها البيضاء والسوداء سماء المنطقة بشكل كثيف، المشحونة بغاز ثاني أكسيد الكربون، وهو من الغازات ذات التأثير الخانق ، الذي يتسبب ازدياد معدل وجوده في الهواء بالشعور بالصداع والدوخة، واحمرار الأعين، وضيق تنفسي، وضعف في العضلات، وتشويش في الأذنين. وأكد احد  عمال مستودع الأدوية المحاذي لهذه “القنبلة الموقوتة”حسب وصفه، أن المصنع يشتغل ليل نهار وباستمرار، مشيرا إلى أن أدخنته وروائحه الكريهة التي تخنق الأنفاس، ترتفع حدتها خاصة في الليل، لتنتشر مع هبوب الرياح وتتسرب إلى جل مرافق المستودع. وفي حالة الرياح القوية، فإن الأضرار الجسيمة الناجمة عن المخلفات السامة التي تلفظها هذه الوحدة،لا يقتصر تأثيرها على محيط الوحدة الصناعية فحسب، بل يعم أرجاء العديد من أحياء المدينة من قبيل حي السعادة والوحدة وسيدي بوزكري. فأين هي شرطة البيئة؟ و أين هي مصالح البيئية التابعة للجماعة المحلية ؟ كما أكد بعض المتضررين أن أمراضا عديدة متفاوتة الخطورة قد انتشرت بشكل يثير الخوف والهلع في صفوفهم كأمراض الصدر والربو والحساسية الجلدية..

 أما على مستوى الطريق المؤدية إلى فاس من الجهة الشرقية، فيوجد مصنع لإنتاج الزيوت محاذ لحي سكني شاسع، تقول إحدى المتضررات “لم يعد بإمكاننا فتح نوافذ، منازلنا التي أصبحت محرومة من الهواء والشمس، وغسيلنا الذي ننشره على السطح بات يأخذ لونا أسود بفعل مخلفات أدخنة المعمل، فضلا عن  الروائح النتنة التي تتسرب إلى داخل بيوتنا، إذ لم يعد أي طفل أو امرأة في الحي سليم الصحة، بل أصبح الكل يعاني أمراض الحساسية والربو وسرطانات الرئة وغيرها من أمراض المسالك التنفسية..”.

مخلفات سامة

صرح ممثل إحدى الوداديات بالحي نفسه “نحن نموت ببطء، بسبب الأمراض التنفسية الحادة التي أصابت السكان بسبب تسرب مخلفات الأدخنة السامة والروائح الكريهة، التي تنبعث ليل نهار من المعمل المجاور لنا، ونحن لا نطالب بإغلاق المعمل، بل باحترام المعايير البيئية المنصوص عليها وطنيا ودوليا، تفاديا للتلوث الذي يؤثر سلبا على صحتنا وحياتنا”.

وتشير صيدلانية في السياق ذاته، إلى أن نسبة الأمراض المزمنة بهذه المنطقة ارتفعت بشكل ملفت، واتخذت أشكالا جديدة من الإصابات، مؤكدة في تصريحها عن ظهور أنواع جديدة من الحساسية، وهي عبارة عن حبيبات صغيرة تظهر على سطح الجلد، ظن البعض أنها أمراض جلدية عادية جدا، لكن بعد انتشارها في الحي المذكور وبشكل ملفت، وبعد التحاليل التي أجريت على العديد من المتضررين، تبين أنها حساسية مرتبطة بشكل مباشر بالمخلفات السامة المنبعثة من أدخنة الوحدة الصناعية المذكورة  حسب تعبير الصيدلانية..لذا وجب على المسؤولين محليا ومركزيا التحرك وبشكل سريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : حميد بن التهامي
المصدر : جريدة الصباح
التاريخ : 2017-11-27 12:59:32

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك