آخر الأحداث والمستجدات 

لماذا تأخرت مكناس في سلم التنمية ، وتقدم غيرها من المدن ؟

لماذا تأخرت مكناس في سلم التنمية ، وتقدم غيرها من المدن ؟

هو سؤال حارق، ولن نجد له جوابا شافيا مَهْمَا قلبناه بحثا. لماذا تأخرت مكناس في سلم التنمية مدينة ، وتقدم غيرها من المدن؟ هذا السؤال لا زال يتردد بتنوع مصدره، وفيه مقاربة توازي تصنيف المدينة ضمن الماضي المشرق، والحاضر النَّكُوص. قد تتعدد الإجابات، والكل منَّا يُجيب من مرجعية ذاتية، أو تجربة أو تصور، يرى فيه سببا وجيها لتأخر قطار التنمية عن مدينة مكناس، ومنه قد ينطلق في إجاباته.

المسألة ليست طبعا بالمفاضلة، والحسم في جواب جاهز عن سؤال إشكالي: لماذا تأخرت مكناس في سلم التنمية؟ بل المسألة باتت حاضرة بقوة، وتروم نحو البحث عن الأسباب الحقيقية، دون البقاء في تعداد بقايا الأعراض العاقة بمظاهر تأخر المدينة، والغرق في التشخيصات المُرْهقة.

قد تتعدد أسباب تأخر المدينة، وقَلَّمَا يتم الانتباه بالعمق المطلوب، باعتبار أن المشكلة مركبة وممتدة بين ما هو وطني مُنْتظم في غياب المال العام الموجه نحو مكناس لتحسين البنية التحتية المهترئة. وبين ما هو جهوي حين أُزيلت المدينة عن رأس الجهة، وبدت توازي رتبة القطب الثاني، وهي من التوابع المجرورة، وبين ما هو داخلي ومحلي ويصعب علينا تعداده في مقال واحد، لأنه يحمل تداخل الإخفاق السياسي، وعوز العنصر البشري الرائد.

هنا بالضبط بدأنا نقتفي بالتحليل والتفكيك نماذج من علامات تشوير سبب التأخر الكلي لا الجزئي بالمدينة. هنا بالضبط يمكن أن المساهمة في تقديم الإجابات المطلوبة والمتنوعة والمتعددة لإشكاليات مدينة مستديمة. هنا قد نلتمس العذر بعدم ربط أسباب التأخر بأشخاص بعينهم، بل نعوم الأسباب بتعدد العوامل وتشابك المصالح. هنا يمكن البدء بالتحليل من أن وجبة التنمية بمدينة مكناس كانت شحيحة، وتفرقت الأسباب بتعدد المتدخلين.

اليوم ستنصب ملاحظاتنا حول المجال البيئي للمدينة الآيل للتدمير، والاستهلاك المفرط عبر ترصيص البنايات، و (التشنتيف) غير المعقلن. نتكلم عن الساحة الإدارية في قلب المدينة الكولونيالية، وتلك الواجهة المعيبة، والمهملة منذ عدة سنوات. نتكلم عن نافورة ماء مخربة، وتجمع شتى المهملات. نتكلم عن واجهة مدينة كانت حديثة، ونابضة فيما مضى، واليوم باتت (ساحة الاستقلال) آخر منطقة يمكن أن تفكر المشي فيها بالترجل.

غير حديقة (كورنيت)، والتي باتت تحمل تسمية (ساحة عبد الكريم الخطيب)، فكل المجال البيئي للحدائق بمكناس أصابه التدمير والتهميش. أصابه التخريب والإهمال. هي مجالات بيئية باتت مغلقة في وجه الأسر والعائلات، ومفتوحة ليل نهار أمام المتسكعين. هي المدينة التي لم تقدر على فتح منتزه الرياض منذ البداية. هي المدينة التي بها حديقة (الحبول) والمجاورة لضفة وادي بوفكران غربا، ولم تقدر مكناس تسويقها مثل ما تُسَوق به حديقة (الماجوريل) بمراكش.

مجموعة من الحدائق المهملة أمام كلية العلوم بحي الزيتون، وحديقة باب التيزيمي، وباب بردعايين، وحديقة (الحب) والحديقة المقابلة لمحطة القطار الرئيسية (بفارق العناية والاهمال) وغيرهم، باتوا في وضعيات صعبة، وفي حالة غير مرضية. قد نقول: أن إنشاء حديقة، بات ميسرا بمكناس، لكن غير الميسر هي في تتبع إصلاح مرافق الحدائق وتنظيفها وحراستها والعناية بها. باتت المدينة تبحث عن الترافع عن الإصلاحات الأساسية، وغابت عنها المطالب الكبرى (المحاور الطرقية الكبرى...). من تم لا بد من تعرية معيقات مكناس على شاشة التلفزة المغربية العمومية، لعل وعسى أن تكون هنا أو هنالك أيادي بيضاء تمتد نحو المدينة للعناية الفضلى باعتبارها مدينة السلاطين، ومدينة الجذب الاستثماري.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2022-06-03 16:05:02

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك