آخر الأحداث والمستجدات 

مكناس تفتتح الموسم الثقافي

مكناس تفتتح الموسم الثقافي

ما أجمل أن يُفتتح الموسم الثقافي بمدينة مكناس تحت مسامع اللحن والموسيقى وأخذ الصورة. ما أجمل أن يكون للثقافة يوم افتتاح رسمي تَفَضُّ فيه بكرة الثقافة بالمدينة، وتُسْتنسخ فيه الذوات والآليات والصورة لكي تؤثث المكان والحضور والزمن. ما أجمل أن ترتقي الثقافة بمكناس نحو ثقافة بهرجة يوم الافتتاح والخطابات المتكلمة، ويبيت الحضور صورا في المواقع الاجتماعية، وكل موسم ثقافي وأنتم مثقفو مدينة مكناس بألف خير !!

السياسة الثقافية بالمدينة باتت تشابه (لعبة لعب وكول) وانتهى الكلام عن الثقافة من يوم الافتتاح. باتت السياسة الثقافية تشابه تركيبة الأحلاف، وثقافة القبائل، وكُهان حماة الثقافة بالمدينة !! باتت تُماثل تبادل الأدوار بالرضا والإرضاء والثقافة (الوسائطية) !! 

 

الأهم، أن الموسم الثقافي انطلق مشواره بتنوع الموسيقى... انطلق في غياب متغيرات موضوعاتية عمَّا حملته السنوات الماضية من ثقافة الشد والجذب !! لننتظر دائما النهايات (فعيب البحيرة تفتيشها). لننتظر المتغيرات الآتية بالضبط والتعديل، لأجل ثقافة تحتفي بالإنسان أولا، وتحتفي بالمدينة ثانية، وتقفز عن الإخفاقات والصراعات والتوافقات الإدارية المتشابكة.

 

حقيقة، لم تعد الثقافة ترفيها فنيا ودقة عيساوية ...، والخطب المتكلمة من المنصة، لم تعد الثقافة وسيلة سهلة في إحضار مبدع أو كاتب ومساءلته أمام الكاميرات، لم تعد الثقافة العالمة في الهرولة نحو منصة الخطابة وتمليح التكريمات، لم تعد الثقافة آتية من تحنيط المفكر وجعله أثاثا من ديكور في منصة الفقيه المنوني، بل أصبحت الثقافة خيارا اقتصاديا في المعرفة، خيارا اجتماعيا في التوعية وصناعة الإنسان بالوعي والقيم الجمالية. فنجاح المشروع الثقافي وتطويره بمكناس يقتضي التساؤل: عن الاختيارات الثقافية بمكناس؟ عن ماهية المؤشرات الثقافية بالمدينة؟ وهل باتت الثقافة البنائية /التفاعلية بمكناس تغيب أم تزيد؟ وهل بات الفعل الثقافي بمكناس يماثل مهرجانات الفولكلور السياحي؟ وهل اليد الفاعلة في الثقافة فاشلة !!

 

 فحين تقتحم ملف الثقافة، قد يعتبرك بعضهم أنك من المناوئين، أو من حلف عمرو في الكر على زيد، رغم أنك قد تساند الحياد بالرأي والرأي المضاد. فحين تكتب عن تلك المنجزات الكبرى يأتيك الشكلانيون من ضفة (الروس) وهم يبحثون عن خبر ليس المنصوب، في حين أن النصب والجر يطوح بثقافة المدينة وراء، ويصنع لنا معبد الثقافة (المتشقق)، وحماة (أصنام الثقافة المتكلمين) من خلال المنح الداعمة!!

 

مكناس تسوق ثقافة الصورة دائما، وتجتهد في تركيبها وتزيينها والترافع عن المنجزات (التي لم تسمن يوما الثقافة بمكناس). إنها بحق ثقافة (الخيمة والحصير) وانتظر المزيد من المسرحيات الهزلية !! من سوء مطلع الموسم الثقافي بالمدينة بأننا لا نشتغل على برنامج فعل ثقافي بالتنوع والامتداد، وإنما نشتغل على برنامج التكتلات، والتحالفات الثقافية، والإرضاءات، وبصمة حماة المعبد الثقافي... فتدبير الشأن الثقافي بالمدينة يغاير التدبير الإداري لأي مرفق عمومي. فالمرفق الثقافي يتطلب التواصل الفعال والدائم، يتطلب الاشتغال على تنزيل رؤية الثقافة الكلية لا الفرعية. يتطلب أخيرا تواجد فريق اشتغال تشاركي يحمل الثقة من المتلقي، ويُغيب التوجسات المخيفة من النقد.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : متابعة محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2023-03-11 23:12:55

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك