آخر الأحداث والمستجدات 

جماعة مكناس ... والحاجة إلى خطة استراتيجية

جماعة مكناس ... والحاجة إلى خطة استراتيجية

تكاد تجمع ساكنة العاصمة الإسماعيلية أن وضعية مدينتهم غير مريحة، وتتفق أن مخزونها التاريخي والاعتباري تعرض ويتعرض لعملية "شفط" اعتباطية. وهو ماخلق حالة نفسية غير طبيعية، يكتنفها الكثير من الإحباط والسوداوية. ولأجل ذلك نتساءل بقوة عن الأسباب والمسببات التي أدت إلى هذا الوضع "المشين"؟ ثم هل من حلول استشرافية لتجاوز الوضع الراهن؟

 

إن الوضع الحالي للمدينة هو نتاج تراكمي تسييري وتدبيري، ترسب عبر غلاف زمني منذ زمن بعيد؛ مع الأخذ بعين الاعتبار التفاوت الحاصل فيه، بين الصالح والطالح، وبين حسنه وسيئه. لن تفوتنا الفرصة، لنقول بأن مجلس جماعة مكناس ترأسته عبر التاريخ نخب مواطنة وصادقة وعالمة، ولكنها قليلة جدا إلى درجة الندرة. لسنا هنا بصدد تشخيص واقع ماضوي " أليم". إن هدفنا هو أن نصرخ بأعلى الصوت، وبالفم الملآن بأن الحاضرة الإسماعيلية تحتاج إلى نخب ذات تفكير استراتيجي؛ وقبل ذلك ، في الحاجة إلى نخب صادقة وغيورة على مدينة ذات تاريخ مجيد.

 

لاجدال في أن المدينة تزخر بمؤهلات بشرية وطبيعية وعمرانية متنوعة وهائلة، لكن وضعها الحالي لايوازي ولايترجم هذه الوفرة وهذا التنوع؛ فأين يكمن العطب إذن؟ إن معرفة ذلك تتطلب منا العمل على توظيف التفكير الاستراتيجي، الذي لن يتأتى إلا بنخب لها نصيب من علم الاستراتيجية، الذي سيمكننا لامحالة من مسألة تشكل مستقبل المدينة. إن عطب من دبروا شأننا يكمن في كونهم لاعلم لهم بعلم تشكل المستقبل، الذي هو علم الاستراتيجية. لقد كان همهم – في أحسن الأحوال- هو الانضباط لظاهر تشريعات ربما لم يفهموا كنهها، أو أنها في حاجة إلى مراجعات وتعديلات؛ وفي أسوئها قد لايعملون بها. إن تجاوز وضعيتنا الحالية تحتاج إلى وضع خطة استراتيجية للنهوض بأوضاع المدينة، كفانا شكوى وألم. 

 

ولكي يسنى لنا وضعها، لابد أن نبدأ من حيث يجب أن تكون البداية؛ ويجب أن تكون خطواتنا متماسكة ومتدرجة: الأولى، وهي المتجسدة في التحليل الاستراتيجي للوضع العام للمدينة، والذي بدوره يحتوى على مكونات هامة ومهمة (تحليل الوضع الراهن، وتحليل جذور المشكلات، وتحليل التوقع، والتحليل الرباعي). والثانية،اختيار التوجه الاستراتيجي للمدينة؛ والثالثة، صياغة الاستراتيجية (تحديد الرؤية، والرسالة، والأهداف الاستراتيجية). إن الحديث عن هذه الخطة الاستراتيجية يحتاج إلى الكثير من التفاصيل التي لاتسمح بها هذه الورقة؛ فهدفنا هو التنبيه و بث التفاؤل؛ فمن جهة أول، التنبيه إلى أن ما تقوم به نخبنا من وضع لخطط عادية لن يزيد الوضع في المدينة إلا بؤسا. ومن جهة ثانية، بث التفاؤل من خلال التحفيز على وضع خطة استراتيجية كفيلة بإيجاد حلول للأعطاب التي تعاني منها العاصمة الإسماعيلية.

 

وبالجملة، نجزم أن المشاكل التي تتخبط فيها المدينة لن تحل إلا بالإسناد العلمي، والذي هو أساس وإطار علم الاستراتيجية، أو مايحلو للبعض نعته بعلم تشكل المستقبل.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : الحاج ساسيوي، أستاذ باحث
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2023-04-02 00:14:59

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك