آخر الأحداث والمستجدات
مجلس جماعة مكناس بين الدينامية التنموية وحتمية الصراعات السياسية

مجلس جماعة مكناس يَرُوم قسطا نحو الخروج من تلك الصورة النمطية لتفاقم الصراعات السياسية الداخلية، والتي تنتعش عند اقتراب دورات الاجتماعات العادية، و أرهقت بنيات المجلس الكلية والمدينة، وأفسدت اللعبة السياسية بمكونات جديدة لا تتموضع البتة على قرار وحيد، ولا تستقر على اتجاه موضوعي في اختياراتها. وزاد الطينة بَلَّة، بروز ظاهرة (موضة) تغيير الانتماءات السياسية، والترحال من حزب لآخر، في ظل غياب تملك الإيديولوجية النضالية، وصعود أنانية المصالح النفعية !!!
التغيير ضمن بقاء صراعات الماضي والحاضر لن يُجدي نفعا التنمية بمكناس، مادامت الساكنة تبحث للتو عمَّا قد يتحقق في المستقبل على يد الرئيس عباس لومغاري. فقد لا تنتهي الصراعات الداخلية البتة في حوض مجلس جماعة مكناس، فالأهواء والمنافع تتداخل وتتباين، وقد تتصادم بقوة الصراعات والفوضوية في التمثيلية. فالرئيس قد لا يمتلك العصا السحرية في صناعة أغلبية عددية، ولكنه قادر بحق على صناعة المصالحات والتوافقات التي تخدم (مصالح مكناس الكبرى).
الرئيس يؤمن بالتغيير كأولوية للارتقاء على أدراج الحكامة. كما يَخْبِرُ كل البرك (السياسية والانتهازية) المُوحلة، والتي تتربص من كل جهة ومنفذ، مادامت معيقات مكناس التنموية قد تراكمت عبر الزمن السياسي الذي ضيع التمكين (وحتى لبن زعطوط !!!). يؤمن الرئيس بضرورة خلق دينامية تنموية ومؤسسة الحكامة، والتي أفرزت عدة متغيرات على صعيد التسيير (سوق الخضر/ المحطة الطرقية/ تحرير الملك العام المحتل بطرق غير قانونية...).
فإذا كان الفعل السياسي داخل التنظيمات الترابية الجماعية عموما يُؤشر على تنامي الهرولة نحو المصالح النفعية، فإن التعقيد الأكثر بُعدا يُفقدنا الإجابة عن سؤال: ما هي أهمية الديمقراطية التصاعدية كقيمته اعتبارية لتدبير الشأن العام المحلي؟ ! حقيقة أن التحديات التي تواجه رئاسة مجلس جماعة مكناس الجديدة، لا تزال عالقة، وتثير جدلا داخل الأوساط السياسية والمدنية بالمدينة، لكن الرئيس عباس لومغاري قطع العهد على خلق ثورة من الدينامية الحيوية في المرافق التي يشرف عليها بالاختصاص، والقفز عن كل الصراعات الهامشية.
نعم، التحكم في خيوط الحل لكل إشكالات المدينة النهضوية ليس بالسهل، لكن هنالك أحياز كبرى قد تكون وجهة للتغيير، وتفكيك الارتباطات النفعية، والحد من الامتيازات والريع (حلال). هي فواصل (مُوغلة ومُوحلة) آتية من اللوبي (العميق) الذي يلعب لعبة (الغميضة) ضمن مساحة ملاعب السياسي والاقتصادي والثقافي والرياضي. قد يكون الرئيس عباس لومغاري حقق بمدينة مكناس في مدة مائة (100) يوم من قيادته لمجلس جماعة مكناس، ما لم يتحقق في مدة ثلاث سنوات(3) خلتْ بالبعثرة والفوضى العارمة !!!
الرئيس عباس لومغاري يسعى بقوة نحو تطوير الأداء بالأولويات، والسبق التوظيفي للأثر التراكمي والنوعي، وهذا ما يمكن اعتباره من الحوامل الكبرى لرؤية التغيير، وخدمة مكناس بالمعقول والصدق والثقة. على أية حال، قد لا يتفق معنا مجموعة ممن يخالفون الرئيس رؤيته السياسية والتصحيحية، لكنا نعتبر ما (لزيد فهو حق له، وما كان لعمرو فهو من تاريخ البلوكاج... وصناعة المطبات المميتة !!!).
لتكن لدى الجميع الرؤية الايجابية في صناعة المستقبل لمكناس (يدا بيد)، فالمزج بين الفشل والنجاح حتمي في جمع المتناقضات، وهو الأمر الذي يجب ألا تلعب به المعارضة بعلامات الشكلية، والتركيز على هفوات وإخفاقات قد تكون من صناع التأليب والخوارج عن منظومة التدبير والتسيير الحالية !!!
ففي ظل اقتراب دورة (06 فبراير 2025) العادية، تبدو لنا بعض الإحماءات المبكرة، والتحركات استعدادا لممارسة الخطابة (المفوهة) من قبل مجموعة من (الهضاضرية) الكبار، في الوقت ذاته، مكناس اليوم في حاجة إلى تآلف الجهود الجماعية، والتوحد بالمصداقية والثقة المتبادلة، وهو الحلم الذي لازال حاضرا عند الساكنة منذ تولي عباس لومغاري الرئاسة أملا في التغيير، و تحقيق ولو أجزاء دنيا من الأولويات ذات الاهتمام المستعجل.
الكاتب : | محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2025-01-27 23:15:14 |