آخر الأحداث والمستجدات
على مسؤولي: القبعات السياسية بمدينة مكناس ومجالات التنميط

مكناس لن تلبس قبعة سياسية واحدة، ولن تسقط ضمن سياسة التنميط السمج !!! فالاختلاف رحمة، ومنه البداية " فليتنافس المتنافسون". ونزاهة الحياة السياسية، ومصداقيتها بالمدينة في تلف مستمر، وقد أربكها شدة الخلاف، والاختلاف حتى ضمن المكون الواحد، وهذا ما يثير القلق الساكنة، لأن هذا التأثير سلبي بنوعه، وقد يصنع واقعا مزيفا للسياسة بمكناس على نحو كامل في المستقبل.
في ارتداء القبعة الواحدة كناية لغوية بدعوى (قضايا المدينة الكبرى) !!! وفيه كذلك إعلان عن رمزية موت السياسة كأفق جميل لحلم قابل للتغيير والمنافسة الأخلاقية على تحقيق جودة الأداء، وتحصين أثر المنجزات التنموية. فإذا كان النقاش السياسي الدستوري يُقرُّ بالتعدد (تنوع القبعات)، ولا يخلق الصدامات الحزبية، بل يلعب على الاستقطاب والعمل الميداني. اليوم تتجه مدينة مكناس نحو خاصية فريدة يمكن الاصطلاح عليها (خوصصة السياسية) !!! وقتل (الجدال) والنقد السياسي، وتنميط الاستهلاك السياسي كعلامة تجارية حصرية على بعض الوجوه والرموز السياسية !!!
هنا قد نتفق أننا نتجه في طريق أحادي الاتجاه: (الفردانية) السياسية !!! و يعمل على إخلاء تشوير مسؤولية الدولة تجاه الساكنة والمدينة، وكما يقال:" مادامت الأساطير الدافئة السياسية، لا تصنع التغيير، بل تُفرغ السياسة من مضمونها الجماعي، وتُسوق لعمل الذات بدل المجموعة..." !!! هنا بمكناس، قد يختلط لدينا الأداء السياسي المتوازن دستوريا وقانونيا (غياب الانتماء الفعلي للحزب)، بخطاب لغة (الكوتشينغ) مدينة (تصنع نجاحاتها بالقبعة الواحدة) !!مدينة (تستثمر في مواردها المحلية...) !!مدينة (تتحدث بلغة الأرقام (الباقي استخلاصه)، لا عن الحلم السياسي التنموي...) !! هنا تنمو قُطوف (الفردانية) السياسية (الأنانية)، والتي تشتغل على ذوات (الوصولية السياسية) لا على مشروع سياسة المدينة !!!
هنا بمكناس، بات الحديث عن تدبير الشأن المحلي، حديثا مموها عن الكفاءات في الأداء والجودة، بدل الحديث المُزامن عن الشرعية والاستحقاق التنموي العادل للمدينة. فالمشكلة الأساس بمكناس، أن المواطن بالمدينة بات رقما (عدديا) في صناعة المعادلة الانتخابية، حتى أننا بتنا جميعا (زبناء استهلاكيين) للسياسيين في ممرات الاستحقاقات الانتخابية !!! من تم، قد تنفذ (التعبئة) المضاعفة عند الزبون (الانتخابي) وفي بعثه الجديد قد يطالب بالمزيد من الشفافية والحكامة والديمقراطية والتغيير.
من البديهيات ومُسلمات بالتسليم (لأولياء ورجالات مكناس) !!! أن السياسة بالمدينة لم تعد في حاجة إلى قاعدة شعبية ومناضل حزبي عضوي، بل باتت تتطلب فقط (الدكان الانتخابي) والتطبيقات الذكية لتقنية كسب رهان التسويق عند (الزبون) الانتخابي لا السياسي. حقيقة مُرَّة أن تلك البرامج السياسية المشروخة (البائدة)، والخطابات السياسية المملة، والوجوه السياسية التي تستنسخ ذاتها من علم (الكوتشينغ) بمكناس، لن يجدي التغيير السياسي بالمدينة نفعا بتاتا، مادامت المدينة قد ألفت استلاب خيال فكر (الزبون الانتخابي)، الذي يلهث خلف التموقعات والمنافع !!! حتى أن مستقبل المدينة بات يُصنع خارج الزمن السياسي الحقيقي للفعل الانتخابي!!!
حقيقة ثانية، تزيد من مرارة غصة السياسة بمكناس، فلم تعد كل أحزاب المدينة تنتج البدائل والتصورات السياسية المستقبلية والمفارقات، بكثرة ما تنج (فيديوهات) تسويقية ومطالب واجبة الوجود (الإنارة/النظافة/ سد الحفر...). هنا يقال بأن: "الاختلاف بين أحزاب المدينة، بات يتشكل في الأسلوب لا في المضمون الاستراتيجي...". وهذا من بين أوجه رعاية قتل السياسة الرحيم بالمدينة !!! والتي تفرق دمها على قبائل الأحزاب والشتات السياسي بالتنوع!!!
قد يختفي النقد بالمدينة كفعل تنويري للسياسات العامة، وفي المقابل (البخس) قد يظهر السياسي (النجم) على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يراهن على المظلومية نحو (سوق الزبائن الانتخابيين المحتملين)، وعلى (البارتاج) لتحقيق المشاهدة (البوز) بدل التعمق في إنتاج البدائل وأنسنة الفكر السياسي واقعيا لا افتراضيا !!!
مرات عديدة أعلم أن كلامي قد لا يعجب البعض، لكني أكرر بحسن نية، أن سياسة (الشتات) بمدينة مكناس قد أنهت عصر الإيديولوجية (عالميا!!!)، وأنهكت الفكر السياسي المحلي، وقد تفرغ حتى الصناديق الانتخابية من المشاركة بوجه اللامبالاة و(العزوف الانتخابي). وهذه النهاية أسوأ بكثير من قتل السياسة كمجال للقرار الجماعي، وتكسير للمصداقية والثقة في بناء حلم مستقبل المتغيرات بالمدينة.
اليوم، علينا ألا نُطالب بالقبعة السياسية الواحدة لأجل المدينة !!! فمكناس أسمى قيمة من سجالات (شتات) الجدال السياسي المتنامي، ومن تلك التركيبات السياسية (الجديدة) الهشة. اليوم يجب أن نبحث عن معادلة الحكامة الدستورية أولا، وعن أجوبة سديدة لسؤال النموذج التنموي بمكناس كرهان جماعي لا انفرادي؟ وعن المعنى الحقيقي للصراع السياسي بالمدينة!!! و مقولة: الوفاء لقضايا (مكناس الكبرى) !!!
الكاتب : | محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2025-05-31 15:06:50 |