آخر الأحداث والمستجدات
حي الزيتون: والتهميش والإهمال المزدوج الذي يصيب الأحياء والموتى

الحديث عن حي الزيتون بمدينة مكناس، هو حديث عن المنطقة الأميرية التي كان السلطان المولى إسماعيل (رحمه الله) يعتمرها في إقامته وخلوته الذاتية، وتنظيماته الإدارية والعسكرية. حي تغيرت معالمه الكلية، وبنية ساكنته، واكتسحه العمران والتشويه البيئي، فلا طرق متسعة ومهيكلة بالجمالية، ولا بنيات تحتية قائمة على رؤية الحضارة والتحضير (الإنارة/ الأسواق/ ملاعب القرب/ المراكز السوسيو ثقافية...).
في شق الإنارة فقد تم تقديم عريضة -(نتوفر على نسخة منها)- مطالب موقعة من بعض الساكنة إلى كل من رئيس مجلس جماعة مكناس ومدير الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس (RADEM)، والتي تطالب فقط بحق الإنارة والتجويد، وإصلاح الشبكة الكهربائية، ولحد الساعة لم يتم الاستجابة لهذا المطلب الذي نعتبره من أولويات القرب، فضلا عن ثقتنا في رئاسة المجلس ونائبه المكلف بالإنارة لتحقيق استجابة سريعة وبلا تماطل وتسويف.
قد يعاني الأحياء بحي الزيتون من عدة إكراهات عملية وتنظيمية، وفي غياب جودة الحياة، لكن أن يصيب الارتداد في الإهمال والتهميش مقبرة سيدي عياد التاريخية، فإن الأمر يستدعي إطلاق نداء على مستويات أخرى متنوعة !!! مقبرة سيدي عياد التاريخية بحي الزيتون تعيش حتى هي وضعية من الإهمال والتهميش، وغياب النظافة التامة (رغم المجهودات القائمة)، وكذا وجب تنقيتها من الأعشاب العشوائية ومحاربة الحشرات والزواحف السامة، والتي باتت تشكل خطرا على كل الساكنة المحيطة وزوارها بذات المقبرة.
ففي وجه من مشاهد الأحراش القديمة (سابانا /Sabana) تنتظم قبورالمسلمين بلا حس أخلاقي وديني، فواقع المقبرة بات مفزعا، حتى أن رجال الشرطة باتوا في دوريات مستمرة داخل المقبرة (صادفتهم فشكرا على وقوفهم وحضورهم النوعي). ومن التخوفات المفرطة بالخطر المزدوج على محيط مقبرة سيدي عياد، يمكن أن تشتعل النيران فيها في أي لحظة. مقبرة باتت الأموات بها يطالبون حتى هم بحقهم في الكرامة و بتدخل مستعجل، سواء من السلطات الوصية والممثلة في وزارة الداخلية، وكذا من رئاسة مجلس جماعة مكناس، ولما لا حتى الجمعيات النشيطة في هذا مجال (حماية المقابر...).
وفي حديث مع بعض الفاعلين المدنيين والسياسيين بالحي، فقد أجمعوا القول على رفع تظلماتهم نحو السلطات الترابية باعتبارها المسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه الساكنة والحي، ومنهم حتى مطالب الموتى الراقدون بمقبرة سيدي عياد، مادامت الوعود بملاعب القرب والسوق النموذجي والمركز السوسيو ثقافي تلقى التسويف والتمطيط لتركها كوعود في الانتخابات القادمة (ملعب اجبالة 2026). مادامت الفوضى في احتلال الملك العام المشرك باتت من مظاهر الإكراهات القائمة بحي الزيتون، ( رغم الحملات الجريئة واليومية لتنظيم الحي من قبل السلطات الترابية بالحي/ والحضور القوي والتفاعلي للسيدة القائدة).
كل الأحياء تتحرك إلا حي الزيتون في ظل غياب تنمية عادلة، وممركزة حول الرياضة والثقافة والتنظيم البيئي والحضاري للحي العريق، اليوم الكرة بيد رئيس مجلس جماعة مكناس ونوابه في معالجة الإنارة وفك العزلة عن قبور المسلمين، ولنا الأمل في استجابته ودعوته لحضوره الشخصي بحي الزيتون.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2025-06-09 13:31:42 |