آخر الأحداث والمستجدات 

حسن جبوري يكتب : الضجيج والضوضاء ليلا ببعض أحياء مكناس يقض راحة الساكنة

حسن جبوري يكتب : الضجيج والضوضاء ليلا ببعض أحياء مكناس يقض راحة الساكنة

في غياب فضاءات ومتنفسات طبيعية بجوار التجمعات السكانية التي أصبحت تعيش تحت ضغط ضجيج الأطفال وشغبهم بجوار الدور السكنية لأوقات متأخرة من الليل ما يشكل مشكلا حقيقيا للساكنة وللمرضى وللمستخدمين والعمال الذين لا يجدون الراحة في منازلهم بسبب ما سبق ذكره.

 

فالظاهرة لها انعكاساتها السلبية اجتماعيا بحكم أن الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات فما فوق يحتلون الأزقة ليلا في غياب أولياء أمورهم مما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول غياب المراقبة التربوية لأبنائهم ما يشكل خطرا  عليهم بسبب ما يمكن ان يتعرضوا له من مشاكل لا تحمد عقباها بسبب غياب المراقبة واللامبالاة خصوصا وأن الأطفال المحرومين من فضاءات اللعب يحولون الطرقات المجاورة لإقاماتهم  إلى ملاعب لكرة القدم والعاب اخرى مما يعرض حياتهم للخطر ويجعلهم معرضين لكل ما من شأنه أن يحيل براءتهم الطفولية إلى جحيم تتلظى به أسرهم بسبب الإهمال التربوي والتمادي في منح الأطفال الحرية الكاملة لفعل ما يشاؤون بالشارع من سلوكات تنعكس سلبا على حياتهم ومستقبلهم، في غياب التوجيه والمراقبة والتتبع وتحديد اوقات محددة للعب لتفادي كل ما  من شانه ان يحدق بهم من اخطار خلال الساعات المتأخرة من الليل

 

في نهاية الأمر مراتب المسؤوليات تختلف من جهة إلى أخرى أسر ومجتمع مدني ومدبري الشأن العام مما  يتطلب الاهتمام بالظاهرة ورصدها ومحاصرة نتائجها السلبية على مستقبل أطفال سيصبحون هم رجال الغد

 

 فالتأطير التربوي يلعب دورا مفصليا لتجنيب الأطفال مخاطر ما يتربص ببراءة طفولتهم ويغتال حاضرهم ومستقبلهم بالإضافة كذلك إلى ضرورة توفير فضاءات التأطير بدور الشباب والأندية وفضاءات الترفيه الملائمة التي تنمي روح المواطنة والمسؤولية لدى النشىء منذ الصغر

 

أملنا أن تهتم الأسر بمعية  كل المتدخلين  بهذه الظاهرة التي أصبحت تتنامى لعدة عوامل اجتماعية واقتصادية بسبب الضغوطات الحياتية وبسبب نوعية وهندسة السكن الحالي الذي أصبح يرخي بظلاله على نوعية وجودة حياة الأسر التي تعتبر بالفعل أن سكنها الحالي لايوفر الهدوء اللازم بحكم التصميم المجالي والهندسي  للتجمعات السكانية المفتقرة في اغلبها للظروف الحياتية  الملائمة للعيش بسبب النهش العقاري الذي افضى الى ضيق مساحات الشقق مع تعدد افراد الاسر ومشاكل الجوار السكني  وما يترتب عنه من مشاكل وقضايا تصل إلى ردهات المحاكم أحيانا وأحيانا أخرى تتحول إلى جرائم بفعل التشنجات والعلاقات الغير السليمة المتسمة بالعنف اللغوي بسبب قسوة العيش فيما يسمى "بقبر الحياة" الذي أقبر كل الشروط المرسية لحياة هادئة ومطمئنة عيشا وسلوكا وجودة.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : حسن جبوري
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2025-06-27 14:06:57

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك