آخر الأحداث والمستجدات
إكراما لتاريخ مهرجان وليلي على وزارة الثقافة دفنه وإنهاء العبث.. مهرجانان في آن واحد بمكناس

تستعد مدينة مكناس يوم غد الجمعة 4 يوليوز الجاري، لاستقبال فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الوطني للفنون التراثية، المهرجان الذي اعتاد تنظيم فعالياته خلال هذه الفترة من السنة، غير أن الغريب في الأمر ودون سابق إشعار أو إعلان بشتى الوسائل المتاحة، قامت المديرية الجهوية للثقافة بجهة فاس مكناس ومعها مديرية مكناس بالإعلان عن تنظيم الدورة 24 من مهرجان وليلي الدولي مطلع الأسبوع الجاري، قبل ثلاثة أيام فقط من موعد افتتاحه، اليوم الخميس.
هذا العبث في اختيار موعد قار لتنظيم مهرجان وليلي، بعدما نظم السنة الماضية مع بداية فصل الخريف والدخول المدرسي أي مباشرة بعد نهاية العطلة الصيفية والاحتفالات الوطنية الكبرى من قبيل عيد العرش وعيد الشباب، وهذه السنة بالتزامن مع مهرجان الفنون التراثية، يجسد بالملموس الطريقة التي أضحت تميز هذا الحدث الدولي الذي كان إلى حدود الأمس، يستضيف فرقا موسيقية تقليدية من شتى بقاع العالم، قبل أن يتحول خلال السنوات الأخيرة، إلى ما يشبه "موسم شعبي"، ببرنامج غير متجانس ومنحرف عن تيمته الحقيقية، التي جعلته يحمل اسم وليلي، باعتباره ملتقى للثقافات العالمية، بالنظر إلى القيمة الرمزية والتاريخية لهذه المدينة الرومانية.
وفي مشهد يعكس تدهور وتأزم الوضع الثقافي بمدينة مكناس خاصة والجهة عامة، رغم جهود الوزير المهدي بنسعيد، تستضيف مدينة مكناس خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 6 يوليوز الجاري، حدثين ثقافيين في الآن ذاته، بمنصات في أماكن متفرقة من المدينة، الأول من تنظيم الوزارة نفسها أي بتمويل عمومي 100% في ظل عجز إدارته عن إقناع الشركاء من الخواص والمؤسسات الكبرى، وهو مهرجان وليلي، والثاني من تنظيم جمعية مغرب التراث بإمكانياتها الذاتية بتعاون مع عمالة مكناس وبشراكة مع جماعة مكناس.
الغريب في هذه البرمجة السيئة للمهرجانين المنظمين بدون حتى التزامن مع مناسبة وطنية، هو أنها لا تعكس فقط غياب التنسيق، بل تعكس في العمق الوضع الذي عليه المشهد الثقافي بالمدينة، البعيد عن خدمة قضايا المجتمع وساكنة المدينة رغم استنزافه للمال العام، وكذا غياب أي رؤيا أو استراتيجية موحدة وتشاركية لتطويره، وافتقار المخططات الجهوية والإقليمية والمحلية للتنمية لبرامج ملموسة و واقعية بخصوص القطاع الثقافي، ليبقى هذا القطاع حبيس منطق "الهمزة" و"البريكولات".
ولوضع حد لهذا العبث، برزت مؤخرا مجهودات ملموسة لعامل عمالة مكناس، والي الجهة بالنيابة، لتوحيد التظاهرات الثقافية بالمدينة والرقي بها، لتكون مصدر إشعاع ثقافي وسياحي للعاصمة الإسماعيلية، وبالتالي مساهمتها في تحقيق التنمية المنشودة على غرار التظاهرات الفنية الكبرى بالمملكة من قبيل مهرجان كناوة بالصويرة والموسيقى الروحية بفاس، وذلك بطريقة تشاركية مع مختلف الفعاليات الاقتصادية والسياحية ومعهم باقي المتدخلين والمجالس المنتخبة، وهي المجهودات التي تمخضت عنها ولادة مهرجان عيساوة الدولي في نسخته الجديدة، المزمع تنظيمه يوم 23 يوليوز الجاري.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2025-07-03 18:07:50 |