آخر الأحداث والمستجدات
ندوة علمية بجامعة الأخوين بإفران تسلط الضوء على العلاقة الحيوية بين الغابة والماء

احتضنت قاعة الندوات بمركز المؤتمرات لجامعة الأخوين بمدينة إفران، اليوم السبت 26 يوليوز 2025، ندوة علمية حول موضوع: "الغابة والموارد المائية: توازن حيوي يجب الحفاظ عليه"، وذلك على هامش فعاليات الدورة السابعة لمهرجان إفران الدولي، المنظم في إطار الاحتفالات المخلدة لعيد العرش المجيد.
في كلمة توجيهية ألقاها بالنيابة عن عامل الإقليم، أشاد الكاتب العام لعمالة إقليم إفران باختيار موضوع الندوة الذي يجمع بين عنصرين أساسيين في الإقليم: الغابة والماء، داعيا إلى تبني توصيات ترفع إلى دوائر القرار، مبرزا أن المرحلة الراهنة تجاوزت مرحلة التحسيس إلى الإلزام بالمحافظة على الموارد المائية. وأكد في السياق ذاته أن مهرجان إفران الدولي بلغ مستوى نضج كبير يجمع بين أبعاد فنية وثقافية ورياضية وسياحية، ويخدم التنمية بالإقليم.
من جانبه، رحب ممثل جامعة الأخوين بالحضور، وشكر الجهة المنظمة على اختيار الجامعة لاحتضان هذه الندوة، مؤكدا أن موضوعها حساس ويهم العالم بأسره، ومعتبرا أن المعركة المقبلة ستكون حول الماء، مشيرا إلى اختفاء عدد من المسطحات المائية بالإقليم مثل واد تزكيت، ضاية حشلاف، عوا وضاية إفران، كما سجل استمرار تراجع نسبة المياه الجوفية بما يزيد عن متر واحد عن مستواها العادي.
وأكد نائب رئيس جمعية منتدى إفران للثقافة والتنمية أن الندوة تدخل في إطار فعاليات المهرجان، مشددا على أن المغرب يزخر بتنوع بيئي وغابوي، غير أن هناك اختلالات خطيرة في التوازن الإيكولوجي وتراجعا مقلقا في الموارد المائية. واعتبر أن مدينة إفران تفرض نفسها نموذجا بيئيا يحتذى به، مشيرا إلى يقظة دائمة وتعبئة جماعية لحماية استدامة هذا الرصيد الطبيعي، مبرزا البعد البيئي في أنشطة المهرجان، ومؤكدا أن القضية بيئية تهم المجتمع بأكمله.
وفي مداخلته، أكد محمد صابر، الخبير في الشأن الغابوي والمدرس السابق بالمدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين، على أهمية الغابة في الحفاظ على النظام البيئي، مشيرا إلى دورها في خفض حرارة الأرض وتخزين المياه، واعتبرها سدا طبيعيا حيويا. وأبرز أن نفادية المياه بالغابات ومعدل السيلان وانجراف التربة أقل بكثير مقارنة بالمساحات الزراعية.
وتحدث حسن أشيبان، إطار بالمنتزه الوطني لإفران، عن الخصائص الجيولوجية التي تسمح بتخزين الموارد المائية، مشيرا إلى أن الإقليم يُعد خزانا لحوالي 40% من الموارد المائية الوطنية، ويغذي حوضي سبو وأم الربيع. واعتبر أن جفاف بعض البرك والضايات المائية يمثل تنبيها من الطبيعة إلى خطورة الوضع.
من جهتها، أشارت سليمة حموجيت، رئيسة الشبكة الإفريقية للبيئة، إلى التوجيهات الملكية في مجال الحفاظ على الماء، مبرزة مشروع "طريق الماء" الذي يستند إلى هذه التوجيهات ويعمل على فهم النظام البيئي للجهة وتحديد الحاجيات ومجالات التدخل من خلال التحسيس والهندسة البيئية واستراتيجيات الحد من استنزاف المياه.
واستعرض محمد بوفلة، إطار بالشركة الجهوية متعددة الخدمات، مشروع إعادة استعمال المياه العادمة في سقي المساحات الخضراء، مشيدا بمجهودات عمالة الإقليم في هذا الإطار.
أما أسامة بلوليد، عن جمعية "ليفينغ بلانيت موروكو"، فقد استعرض مشروع الجمعية "صندوق الماء للسبو" الذي يدعم مشاريع في مجالات التنوع البيولوجي، والفلاحة الإيكولوجية، وتأهيل المناطق الرطبة.
من جانبه، قدم عمر بن روكي، عن المديرية الإقليمية للفلاحة، عرضًا حول الإعانات الممنوحة في إطار تجهيز الضيعات بنظام الري بالتنقيط والري الموضعي والتكميلي.
العرض الأخير المبرمج في إطار الندوة، كان من إلقاء فيصل لطرش عن شركة "Arwa solutions"، وتطرق لاستعمال التقنيات الجديدة لتدبير أنظمة الري بالضيعات الفلاحية.
واختتمت الندوة بفتح باب المناقشة، وتقديم توصيات وخلاصات تم رفعها إلى الجهات الوصية.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2025-07-26 13:52:54 |