Omrane

 آخر الأحداث والمستجدات 

محسن الأكرمين يكتب: أسدل الستار عن مهرجان عيساوة مكناس فهل تحققت رؤية التخطيط والأداء والأثر؟

محسن الأكرمين يكتب: أسدل الستار عن مهرجان عيساوة  مكناس فهل تحققت رؤية التخطيط والأداء والأثر؟

انتهى زمن مهرجان مكناس (عيساوة مقامات وإيقاعات عالمية)، بما عليه وما له من كليات الإيجابيات. بحق كان مهرجانا نوعيا، أخرج المدينة من الرتابة والجمود الثقافي والفني والاجتماعي، وأغناها بعضا من الوقت لتجاوز ذلك البوليميك السخيف في تدبير الشأن المحلي للمدينة (المادحين والمنتقدين) !!! لنفترض منذ البداية أن يكون للتنمية بمكناس رافعات متنوعة، والتي يمكن أن تستنهض نهضة مكناس شموليا، ولما لا تكون البداية الأكيدة برافعة مهرجان عيساوي التراثي.

 

قد يكون من فَصيلة دم (مسيلمة الكذاب) إن قال أحد أو بالإجماع نجاح المهرجان مائة في مائة، فإنه بحق يسقط في مدينة المتناقضات المعاكسة !!! فإذا ما تتبعنا البدايات الأولى للفكرة واختمارها، نُشيد أولا بمؤسسة العامل على حمل هذا المشروع الثقافي والفني للوجود والتواجد. نشيد بكل من عمل بجد على نقل المشروع من رؤية الورق والتخطيط، نحو مشاهد منصات الجماهير والتنزيل.

 

بحق في كل صيف، كانت المدينة تعرف غُبنا واضحا في غياب مهرجان ببصمة مكناس. كان يَفْتننا مهرجان إفران بالحضور المتنوع والاستقطاب (40 ألف سيارة حضرت حفلة ليلة الختم/ السنة الماضية). بصدق، حضر نجاح المهرجان بمعايير الجودة وإن كانت غير مكتملة، وهذا أمر فيه اختلاف وفي نسبه الممكنة!!! حضرت الجماهير بالتنوع والأعمار، مما يدل على أن المدينة كانت في حاجة ماسة إلى منافذ التنشيط والترفيه تكون قارة في الزمان السنوي، والبحث عن البنيات التحتية (المسرح الكبير)، و العمل على تغيير العقليات المتفحمة.

 

انتهى زمن المهرجان، مخلفا أثرا يمتد ويتنوع في الوضعيات، وكيفيات تصميم وضعات رؤية التتبع والتقويم. وبالأكيد، يستوجب هذا الأمر من مسؤولي التنظيم إجراء محطات التقويم النوعي والهندسي للمهرجان، لأجل تجويد الأداء والأثر لاحقا (التقويم الخارجي)، لا سياسة ذاك التقويم الصوري/ العددي. نعم، تقويم في حصيلة الأداء والأثر. فحين نتحدث عن الأداء، فإننا نبحث عن الرؤية العامة، وسؤال الجدوى من المهرجان، وهو أصعب سؤال على الإطلاق يتطلب الجواب؟ وعند استقصاء فواصل الأداء الصغرى والكبرى، فإننا نُوزع الأمر على البرمجة وأمكنة المنصات والمتدخلين وفريق الميدان وغيرهم من الشبكات المتداخلة، وهل بحق توفقوا في اختياراتهم ومهامهم؟ أم كانت هنالك بدائل أخرى يَكْمن تداركها لاحقا في النسخ القادمة؟ نوزع تقويم الأداء على اللجان المنظمة (الداخلية والخارجية)، ومدى محاصرتها من طرف التخطيط العمودي لمكتب رئاسة الجهة (فاس مكناس) !!! حتى أن البعض رأى أن المهرجان فيه طبق توابل من السبق الانتخابي / الجهوي !!! نوزع البحث عن تِيمَاتْ جودة الأداء، حين تم إغفال فاعلين من مدينة مكناس وتزكية آخرين لأسباب ما مجهولة (لا يعرفها إلا يعقوب عليه السلام !!!).

 

فيما الأثر، فلا بد من تجاوز تكرار صنفونية ذكر عدد الحضور والمشاهدات (الاليكترونية)، لأن حتى من يشتغل في حقل التفاهة الرقمية، يركب على نسب المشاهدة والمتابعة ويقول: أنا (الأول) !!! اليوم، لن نقبل بالأرقام التراكمية / الكمية العددية كأصل تجاري، مادات حتى حفلات (التفاهة) قد تحصل عليها وبامتياز رخاوة المؤثرين !!! اليوم، نبحث عن الأثر في الناتج العام للمهرجان، وفي تغيير سلوكات المجتمع نحو التحضر وثقافة الحضارة الاجتماعية بلا تكريس الحقد الفئوي ( دراسة سلوكيات الجماهير الحاضرة).

 

نبحث عن معادلة الإنصاف في الحضور والمشاهدات، وبلا تمايزات اجتماعية (دعوات توزع من خلفية السيارات... كما قيل!!!) !!! نبحث عن الأثر المرجعي الإحصائي في براغماتية ربحية المدينة من أيام المهرجان، وتداول الرواج المالي في السوق المحلية. نبحث عن نوعية السياح والزوار من خارج المدينة والوطن !!!نبحث عن أثر خدمة الفن العيساوي والصوفية أكاديميا في ظل التخطيط لندوات وموائد مستديرة بنفس توقيت (الشخدة) الموسيقية في المنصات الأربع!!! نبحث عن إنشاء مقر لـ (أكاديمية التراث العيساوي)، وهل ستتكفل الجهة (فاس مكناس) بتمويل مقرها الأساس بمكناس (أم كلام بدغدغة المشاعر) !!! قد يطول بحثنا ولا ينتهي عند الخطب الرنانة والتصفيق للتسميات (أكاديمية التراث العيساوي) وغياب الفعل الإجرائي!!!

 

بحق فقد حرص المنظمون أن يكون نجاح المهرجان يبعد شيئا ما عن الشأن السياسي (الانتخابي السبقي) !!! وهذا المعطى يُحتسب لهم بامتياز التنظيم. لنكن من العدل قصدا إن قلنا: أن رهانات نجاح مهرجان مكناس (عيساوة مقامات وإيقاعات عالمية)، نجاح مدينة بكاملها، ونفض لغبار التراخي القديم الذي عَمَّرَ بمكناس زمنا من الهذر التنموي والثقافي والفني. الأهم تحقق من هذه المغامرة الجريئة، والتي أبانت أن مكناس قادرة على صناعة سياسة التغيير والتجديد والتفرد، وإدارة التظاهرات الكبرى.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2025-07-27 18:44:16

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك