إفران تتحول إلى عاصمة السينما والرياضة في مهرجان الأرز العالمي وتكرم الأخوين رشيد وهشام الوالي

شعار هذه النسخة لم يكن مجرد عبارة، بل جسرا ربط بين عالمين يبدوان متباعدين: السينما التي تؤرخ وتوثق، والرياضة التي تصنع المجد وتخلد اللحظات. اختيار يواكب نبض المملكة وهي تستعد لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025 ومونديال 2030، في زمن تتحول فيه الملاعب والشاشات معا إلى مسارح للبطولة والإبداع.

المدينة، التي لبست حلة الاحتفال، استقبلت جمهورا غفيرا توافد من كل صوب، وضيوفا جاؤوا من قارات مختلفة: فرنسا، إنجلترا، إسبانيا، مصر، تونس، اليمن، مالي والكاميرون... ليمنحوا للتظاهرة روحا كونية تؤكد مكانة المهرجان كأحد المعاقل البارزة للفيلم القصير.

في لحظة دافئة غلبت عليها مشاعر الوفاء، توقفت عقارب الزمن لتكريم أسماء بصمت الساحة الفنية المغربية، ويتعلق الأمر بالأخوين المبدعين رشيد الوالي، وهشام الوالي. لحظة التصفيق لم تكن عابرة، بل أشبه بوقوف الجمهور إجلالا لمسار طويل من العطاء والإبداع.

ولأن المهرجان لا يكتمل إلا بعدسة نقدية تقرأ الأعمال وتختار الأجمل، قدّمت لجان التحكيم بتركيبتها المتنوعة: حسن بنجلون يقود لجنة الأفلام الروائية إلى جانب رشيدة السعدي وعمار الكوهجي، فيما حمل حميد زيان مشعل الوثائقي رفقة سناء موزيان ومحمد مدفاعي، أما السيناريو فآثر أن يبوح بأسراره تحت إشراف أحمد بوعروة، بمشاركة جيهان كمال وبوجمعة العوفي.

لكن السينما لم تكن وحدها نجمة الحفل، فالفن بألوانه كان حاضرا: أحواش مكونة عاد بالجمهور إلى جذور الأصالة، وسامي راي أضفى على الأمسية نكهة شبابية راقصة، قبل أن يسرق عرض التنورة المصرية الأنظار في مشهد بصري ساحر، حيث تماهت الحركة مع الموسيقى في لوحة من الضوء والدوران.

هكذا، خطّت إفران ليلة أخرى في سجلها الثقافي، حيث تعانق الأرز الشامخ مع الكاميرا، وحيث تزاوجت الرياضة مع السينما في لحظة لا تصنعها سوى المدن التي تؤمن بأن الفن ذاكرة الأمم ومرآة مستقبلها.