Omrane

 آخر الأحداث والمستجدات 

محسن الأكرمين يكتب: هل إعادة ترميم وتصحيح مستشفى محمد الخامس بمكناس فرصة قابلة للقضاء على كل التهديدات غير الصحية بالمدينة؟

محسن الأكرمين يكتب: هل إعادة ترميم وتصحيح مستشفى محمد الخامس بمكناس فرصة قابلة للقضاء على كل التهديدات غير الصحية بالمدينة؟

أولا: أزمة الصحة بمكناس تعكس بالضرورة نقط القوة والضعف في المنظومة التنموية.

أنهكت مستشفى محمد الخامس بمكناس جميع الإصلاحات التي تعاقبت على بنيته التحتية، حتى أنها قد شوهت معالم جاذبية النشأة الأولى. ففي ظل حراك (جيل زاد) والذي مطالبه جد مشروعة، ولها امتداد من ثالوث مطالب جيل ما بعد الاستقلال، والمتمثلة في الصحة والتعليم والتشغيل، انكبت الحكومة بأوامر ملكية سامية عليا على استحضار برنامج استعجالي، يُعطي الأهمية المنتظمة للقطاع الصحي والتعليمي، وتحريك سوق التشغيل كأولوية ترددية قصوى.

قد لا نختلف بتاتا في هذا التوجه العلاجي الاستباقي، ونُحيي الحكومة حتى بالكفاية الأدنى على استجابتها لنبض الشارع (مطالب دستورية)، والتنصيص على خلخلة البناء المرجعي لأولويات ميزانية الدولة (2026). اليوم اهتمامنا الأكيد في هذا المسعى ليس عاما، وإنما تحتل فيه مدينة مكناس حتى هي الأولوية من نقاشاتنا العامة، فما هي حصة مدينة مكناس من هذه المعالجة الوفيرة بتعزيز ميزانية القطاع الصحي بالملايير؟

اليوم قد نقايسه فُقْدان ما نالت مدينة مكناس من حصة الاهتمام والأولوية والسبق، حيث تنتظر مدينة مكناس تفعيل أسس الدولة الاجتماعية التي تحمي المواطنين (العدالة المجالية)، وتضمن إنصافهم وتستجيب لأولوياتهم الضرورية والملحة، ونذكر من بينها في مجال القطاع الصحي:

أولا: تسهيل الولوج للعلاج، وتحسين ظروف استقبال المرضى بطرق مريحة، وخدمات نوعية وذات جودة.

ثانيا: تجسيد الرعاية الصحية الجيدة التي تصون كرامة المرتفقين المرضى للمستشفيات العمومية.

ثالثا: مستشفيات عمومية من الجيل الجديد، وذات نوعية في الإنصاف والمساواة، دون التركيز على (ماكياجات ما تواجد بالمدينة من جيل عهد الاستقلال والحماية).

ثانيا: أزمة الصحة بمكناس تعكسها أزمة أخرى بنيوية للتنمية والعدالة المجالية.

ففي ظل مطالب الثالوث (الصحة/ التعليم/ الشغل)، هل حصلت مدينة مكناس على حصتها الممكنة والعادلة بالموازاة مع الخصاص ؟ من العيب التام  الموجه نحو التدبير الحكومي/ المركزي لمتطلبات مدينة مكناس العامة (التهميش النمطي لقضايا المدينة الكبرى). ففي ظل الدعوة الملكية السامية والصريحة بالعدالة المجالية، قد نطالب وبإلحاح بألا تبقى مدينة مكناس خارج خريطة أولويات الحكومة (لا مشاركة رياضية في كأس العالم 2030/ لا بنيات تحتية تتحرك تماثل مدينة أكادير وغيرها.../ لا ملعب كبير ننتظره في الأفق القريب/ لا...لا...فإلى متى ستبقى مكناس هكذا؟). فمن العيب الصريح ألا ترافع سياسي قوي عن المدينة في ردهات جلسات الحكومة التقريرية، لأجل تمييز إيجابي لهذه المدينة السلطانية.

اليوم مكناس تنتظر مأسسة العدالة المجالية بالتوزيع المنصف، وتدعيم ركائز الدولة الاجتماعية بالمدينة. وللذكرى فقط، فقد كان من حسن التنصيص والتخطيط حينذاك  (بعد الاستقلال) إنشاء مستشفى محمد الخامس، لأجل الحفاظ على الصحة ومداواة المرضى المغايرة، حيث كانت رَوافد المستشفى من حوض جغرافي شاسع تقل أو تزيد ساكنته عن ثمانين ألف نسمة (80ألف نسمة)، وكان التقطيع الترابي حينذاك يضم مكناس المدينة والأحواز (الحاجب/ إفران/ خنيفرة/ الراشدية...). اليوم كل المعطيات تغيرت كليات وتنوعت بالاختلاف والتموضعات والتكهنات، وزاد الإحصاء للسكان الديموغرافي نسبا تراكمية كمية، وتم تقليص مساحة مكناس الترابية إلى أدنى الحدود الممكنة، وباتت المدينة (المسكينة) القطب الثاني في الترتيب الجهوي !!! في حين شاخ مستشفى محمد الخامس !!! وعظامه أصبحت هشة بهشاشة المدينة في سلم التنمية الوطني !!! وتقلصت خدماته الكلية وجودتها، وبات لا يستوعب حتى ساكنة مدينة اقتربت من مليون نسمة !!! و من الملاحظة العكسية أن في تراجع خدمات مستشفى محمد الخامس العمومية، تم استنبات مجموعة من المصحات الخصوصية كالفطر، وبالكثرة التي تصنع علامات التعجب عن من قتل المستشفيات العمومية بالمدينة ؟

ثالثا: أزمة الصحة بمكناس لا تقبل حلول الترميم فقط.

مكناس لا تقبل فقط بترميم وتجديد أجنحة محمد الخامس بالآليات والموارد البشرية الطبية المتخصصة، بل تريد أكثر من هذا وذاك. تريد أولا إعادة الاعتبار للمدينة من باب المرجعية التاريخية وإستراتيجية الاستقطاب الاقتصادي والاستثماري. تطالب مكناس بتوسيع متنوع من المصحات العمومية المتخصصة على جغرافية المدينة المترامية. تطالب مكناس بكلية طب الفم والأسنان، وملحقة طبية لكلية الطب بفاس (المستشفى الجامعي/ CHU Meknès).

فالأزمة التنموية بمكناس مرآة تعكس نقط القوة والضعف بالمدينة، هنا تكون هندسة ترميم وتصحيح مستشفى محمد الخامس لا تصنع الرعاية الصحية الجيدة التي تصون كرامة الساكنة وأحواز المدينة !!! نعم، نطمح إلى رقي عادل يوازي مطالب العدالة المجالية في التعامل مع قضايا مكناس على الصعيد المركزي للدولة، وعلى جعل المدينة:

أولا: مدينة مزدهرة، تخلق الثروات وفرص عمل جيدة، عبر تحسين مستوى وجودة حياة الساكنة.

ثانيا: مدينة الكفاءات، التي تحقق الرفاه للجميع، وتمكن الساكنة من تحقيق مشاريعهم ليساهموا بدورهم في خلق القيمة المضافة.

ثالثا: مدينة دامجة، عبر منح الفرص للجميع وبلا مناورات من الفساد السياسي، وبتعزيز حماية الفئات الهشة.

رابعا: مدينة مستدامة التنمية، عبر تكريس المسؤولية الجماعية، إزاء الرأسمال التراثي (المادي واللامادي)، وتجاه الرأسمال الطبيعي والمناخ.

خامسا: مدينة الجرأة والتحول الرقمي (مدينة ذكية)، ضمن تطوير مكناس بالجمع لا بالتقسيط !!!

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : متابعة محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2025-10-24 14:16:10

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك