Omrane

 آخر الأحداث والمستجدات 

مكناس: ساحة الهديم بين تصويبات التثمين ورؤية إعادة التوظيف

مكناس: ساحة الهديم بين تصويبات  التثمين ورؤية إعادة التوظيف

لا يعقل أن تتم مجموعة من الملاحظات ذات الصبغة الإيجابية على أداء وسياسة مدينة مكناس، ويتم التخلص منها عبر تجاهلها أو عدم الاكتراث بما يمكن أن تؤول إليه أمور التراخي في التسيير والتدبير، و على مستوى اتخاذ القرارات المواكبة. قد نكون ممن يتمسك بالحلم والمستقبل الوفير للتنمية بمدينة مكناس. قد نكون ممن يراعي النصف المحفز من سياسة المدينة في التمكين، ولكنا بحق لن نكون مع الرؤية العدمية ونصرف فعل (مَا دَارُو وَالو...) على بنية أزمنة جغرافية المدينة !!! ولن نكون ممن يصنعون من الظلمة أنوار المدينة !!!

هذه الإحاطة ضرورية للخوض في موضوع : ماذا نريد من قيمة ساحة الهديم التاريخية؟ ما هي الأدوار الحقيقة التي يجب تخويلها لساحة الهديم ؟ ما هي رؤية وجدوى إعادة التوظيف الأمثل والتسويق السياحي والتاريخي لهذه الساحة العتيقة؟ قد لا نختلف بتاتا في الأهمية المحورية والسياحية لساحة الهديم (التوظيف المادي واللامادي). قد لا نتزايد في تزكية جودة ملمح الساحة بعد عمليات تثمين المدينة العتيقة، ولكنا قد نختلف في عدة أمور ترتبط بعين الساحة، وعمليات إعادة التوظيف والبحث عن الأثر التسويقي للساحة.

من بين التوصيات ذات الإلزامية المقترحة، لا بد من فك الحصار عن ساحة الهديم، عبر فتح بوابة باب منصور باتجاه ساحة لالة عودة، لأن في فتح باب منصور نصر سياحي وللساحة عموما، وتمكين حقيقي من تمثل قيمة الساحة ببهاء وروعة تاريخية. هي بعض من التوصيات التي نلقي بها قُدما  ليس للتنقيص، بل هي فقط لإنصاف الساحة تاريخيا ولبوابة باب منصور، والعودة بهما من زمن الفوضى، نحو زمن اعتبارهما قلب المدينة النابض في الحاضر والمستقبل.

ومن المشكلة الأساس بساحة الهديم تلك الإنارة الباهتة، والتي لا تُشرق ضوءا مع بهاء الساحة وباب منصور ليلا. حيث بالليل تبيت الساحة تحت رحمة إضاءة رديئة لا تحمل فضح مفاتن الساحة في الليل بالألوان الزاهية، من تم فلا بد من إعادة النظر في توطين معدات الإضاءة الجيدة، والعمل على تقويتها، واللعب على تناسق الأضواء الكاشفة بعموم معالم الساحة حتى الغائرة منها.

توصيات وملاحظات ذات الترقية بقيمة الساحة التاريخية، حيث يجب كذلك التفكير في إنشاء (وكالة تدبير وتحصين ساحة الهديم) تكون مسؤوليتها المؤسساتية شؤون  ساحة الهديم والمرافق التابعة لها بالامتياز، ومواكبة كل احتياجات الساحة من إنارة وترميم لاحق، وضبط لكل المخالفات غير القانونية (احتلال الملك العام بدون سند قانوني/ الاستعمال غير المشروع للساحة). وكالة تضم من بين أطرها رجال السلطة (باشا مقاطعة باب بوعماير/ باشا المشور الستينية) في تحمل رأس هرمية مسؤوليتها، فضلا عن ممثلي الشرطة الإدارية بمجلس جماعة مكناس والمشور الستينية، وكذا ممثلي عن الأمن السياحي والأمن الوطني العام (الدائرة الأولى). و تمثيلية عن المجلس الإقليمي للسياحة بمكناس، وتمثيلية عن المجتمع المدني (الجمعيات) الذي من بين أولويات أنظمته الأساسية الموروث الثقافي المادي واللامادي، مع أخد الاعتبار عن تمثيلية تجار المدينة العتيقة (الجمعيات)، وكذا ممثل (لادير بمكناس) التابع للوكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس (ADER FES ).

 وقد نفكر أكثر في ميزانية للوكالة عبر تحويلات قارة من ميزانية مجلس جماعة مكناس وجماعة المشور الستينية (شبيه بتحويلات منشآت التثمين)، الأهم البداية في التفكير الجماعي وبالصوت المسموع غير المنغلق !!! نعم، القيمة التاريخية يجب أن تتمثل في توزيع الأدوار لتحصين الساحة الهديم من التلف ومن الاستغلال غير العقلاني، ومن الفوضى التي يمكن أن تصيبها بالتراخي عن الضبط والتتبع والتنظيم المسؤول.

ومن بين الملاحظات ذات الأولوية إعادة النظر في وقوف (الكوتشيات) بتلك الطريقة الفجة وغير الناضجة، والمعرقلة للسير أمام باب الأنوار أو في ساحة لالة عودة !!! ومن الضروري كذلك تحديث تلك (الكوتشيات) بالجمالية،  والتي باتت تماثل (الكراريس المجرورة) والعمل على تأطير وتكوين من يديرها لتجنب تلك الممارسات اللاأخلاقية والتي تسوق منتوج رخو عن السياحة بمدينة مكناس (خلق جمعية مهنية لأصحاب الكوتشيات مسؤولة كمخاطب مؤسساتي).

نعم، (كوتشيات/ العربات المجرورة) ليس بالجمالية والوقار التام، وحتى رؤية قيمة الرفق بالحيوانات (الأحصنة التي تجرها) غير بادية عليها (منهوكة وتلقى السوط كمشهد يومي غير إنساني)!!! قد لا نقدر على التزايد فيما ننتظر من أداء الساحة؟ ولكنا، قد نحدد بأن الساحة مؤمنة من طرف أمن وطني يسهر عليها ليل نهار (سيارات الارتكاز الأمنية) أمام باب منصور. و رغم  هذا فلا بد من التفكير في توطين مقر لمصلحة الديمومة الأمنية (الاستمرار/ تابعة للدائرة الأمنية الأولى) تكون مهامها الأولى مراقبة الساحة والتنسيق مع السلطة الترابية والأمن السياحي في حفظ وضمان سلامة الزائرين للساحة (24/24) .

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : متابعة محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2025-12-07 12:36:29

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك