آخر الأحداث والمستجدات 

هل سيزور الملك مدينة مكناس ؟

هل سيزور الملك مدينة مكناس ؟

منذ زمن طويل ولى و خلى لم تعش ساكنة مكناس حالة من الترقب و الانتظار الشديد و شد أعصاب كما تعيشها هذه الأيام، و ذلك بعد أن بدأت أنباء تتردد من هنا و هناك عن زيارة مرتقبة لعاهل البلاد الملك محمد السادس لمدينة مكناس، التي زارها زيارة رسمية آخر مرة له خلال عام 2008، دون ذكر الزيارة الخاطفة التي خصصها خلال افتتاح المعرض الفلاحي للسنة الماضية و التي لم تحتسب بسبب وقتها الزمني المعدود بالدقائق و كذا المسار الخارجي الذي سلكه الموكب الملكي خارج الوسط الحضري للمدينة.

حالة الترقب و شد الأعصاب هذه التي يعيشها سكان المدينة لن تكون بتلك الحدة طبعا التي يعيشها مسؤولوا مكناس و المكلفون بشيء اسمه "تنمية مدينة" و الذين يتحملون جميع الأوزار القبيحة التي سلطت على هذه المدينة العاصمة في قيمتها، و المركزية في جهتها، بسبب سوء تدبير شأنها الذي انعكس تشوها عريضا على واجهتها و اقتصادها و تنميتها، مفرزا بالتالي غضبة ملكية كبرى على المدينة حولتها لجحيم حقيقي و مرتع واسع للعب الضباع فيه.

فمجرد جولة خاطفة في أروقة مقر الجماعة الحضرية للمدينة أو مقر ولاية مكناس يظهر مدى الارتباك الذي يعيشه هؤلاء المسؤولون من مجرد ورود أنباء لهم شبه مؤكدة عن زيارة مرتقبة للملك إما يوم 28 من اكتوبر الجاري أو 8 نونبر المقبل، و هذا ان دل فإنما يدل على مدى التكاسل و التقاعس و التناوم في تنفيد مشاريع و مخططات تنموية، دشنت من طرف الملك أو برعاية سامية منه، ترمي النهوض بمدينة غرقت في بركة النسيان.

ففي الوقت الذي حظيت فيه مدينة الاقتصاد المغربية الدار البيضاء بشرف ذكرها و تخصيص فقرة كاملة لها في خطاب الملك محمد السادس أمام ممثلي الأمة في افتتاح الدورة التشريعية الأخيرة، كأمر بإعادة النظر في سياسات تنميتها لتقليص الهوات و الطبقيات فيها، و ما تلاها من إعادة تعيين والي الدار البيضاء الكبرى و نهج سياسة تنموية جديدة، ما زلنا هنا بمكناس ننتظر الفرج القريب لأبسط شروط مدينة عصرية.

و لعل أقرب مثال و الذي أصبح كلام الكل دون البعض في مكناس، فضيحة اعادة ترميم الشريط الرصيفي الممتدة من ساحة الهديم إلى غاية "عقبة كابوبلا" و الذي لا يتعدى طوله بعض الأمتار المحسوبة، و الذي استغرق ما لا يقل عن سنة و نصف السنة دون أن يتمم و لو جزء يسير منه، بدءا بالموافقة على ميزانية المشروع التي طرحت في أواسط السنة 2012 من طرف المجلس البلدي للمدينة، و مرورا بتثبيت لافتات الاعلان للمشروع التي وضعت منذ يناير 2013، قبل أن يعلن المجلس البلدي عن بدء نيته في تطبيقه مع حلول شتنبر الماضي، لتبدأ الحفريات لمدة شهر قبل أن يتوقف كل شيء على أمل استئنافه في وقت لاحق، ليقرر هذه الأيام اعادة استئناف الأشغال بشكل بطيء و بمعدل خمسة عاملين على الأكثر و شاحنتي اسمنت مسلح، و ذلك فقط تحسبا لأي خبر مؤكد عن الزيارة الملكية.

و لعل هذا المثال المذكور لا يمثل سوى جزء يسير من الألف من مشاريع لم نسمع سوى عن عناوينها، قبل أن تطوى في أرشيفات الفساد و النهب الكثيرة بالمدينة، و هو الأمر الذي جعل جل المكناسيين يعلقون املهم بعد الله تعالى على زيارة ملكية تحمل معها رياح تغيير جديدة للمدينة، تعصف بكل من سولت لهم انفسهم تهميش مدينة كانت على مر قرون جنة مملكة و رمز حضارة يستشهد بها القاصي قبل الداني.

لكن أمل المكناسيين المعلق لحد الآن يصطدم بشيء هو منطقي قبل أن يكون تعاطفيا، إذ كيف يعقل لزيارة ملكية أن تتم بالمدينة و اشغال ترميم تلك الأرصفة مازالت في بداياتها علما أن تقديرات خبراء تؤكد ان مدة الشهرين لن تكون كافية بتاتا لتنزيل ما صور على لافتات المشروع، خصوصا و أن الاصلاحات تتم في محور طرقي هو رسمي بالنسبة للموكب الملكي ان قدر له و دخل المدينة.

لتبقى الحيرة العنوان الأبرز لدى الكل هنا بين انتظار القادم و الأمل في الحاضر، و بين من هو الدافع القوي الذي سيحرك عجلة التنمية بالمدينة، هل هو تغيير والي الجهة الذي لم يفد تغييره مرات و مرات في تحريك العجلة التنموية و لو قليلا، رغم أن كل الولاة الذين غادروا مكناس في اتجاه مدن أخرى يعملون بشكل ملحوظ و لافت، و كأن ساحرا هنا بمكناس يمنع القادم لها من زرع بذرته، أم زيارة ملكية غافلة تقطف معها رؤوسا أينعت و أكثرت الفساد و حان قطافها، أم فقط ذكر كريم في خطاب ملكي تحت قبة البرلمان في ولاية تشريعية قادمة لمدينة مكناس.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : المهدي حميش
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-10-24 02:06:23

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك