آخر الأحداث والمستجدات 

المطرحة العمومية بمكناس : قنبلة موقوتة

المطرحة العمومية بمكناس : قنبلة موقوتة

تعتبر المطرحة المكان النهائي لتجميع النفايات والمشابهة لها، وهي المرحلة التي تأتي بعد عمليتا الجمع والنقل وقد كانت المجموعة الحضرية المسؤول المباشر عن تسيير المطرحة العمومية لكن بعد وحدة المدينة تولى هذا الملف المجلس البلدي الذي أصبح مكلفا بإيداع الفضلات المنزلية و النفايات المشابهة لها بالمطرح العمومي حسب المادة 39 في الميثاق الجماعي لسنة 2002.

فواقع المطارح بالمغرب عامة مرتبط أساسا بغياب المعالجة الفعلية و الدراسات المسبقة قبل فتح أي مطرحة. وكذلك قلة الإمكانيات المادية المخصصة لهذا القطاع جعل هذه المطارح تعيش حالة مزرية وصعبة من جميع النواحي و الجوانب ومدينة مكناس كغيرها من المدن المغربية تعاني هي الأخرى من هذا المشكل حيث عرفت توالي مطرحتين فوق ترابها.

وهكذا أصبحت  المطرحة تمثل نقطة سوداء لما تمثله النفايات المجمعة خصوصا العصارة التي تنبعث منها ،و إذا علمنا أن هذه المطرحة تستقبل كل أنواع نفايات المنزلية الصلبة و النفايات الإستشفائية و المواد الفاسدة و العجلات ورماد الحرق وبقايا مواد البناء وغيرها مما يؤدي إلى عواقب  وخيمة على المحيط خصوصا أن هذه النفايات تتعرض لعملية الطمر  مما يؤثر مباشرة على الفرشة المائية المتواجدة بالمنطقة.

رغم أن القانون يمنع أي وضع وطمر للنفايات في أماكن تنفذ عصارتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للفرشة الباطنية كما أن هذه العصارة لها أثار سلبية على الغطاء النباتي المتواجد قرب المطرحة.

كما يطرح مشكل آخر للعصارة ،ويتمثل في التقاء مجراها مع واد بوفكران. مما قد يسبب خطورة على السقي نظرا لدرجة التلوث الذي أصبح يشهده في الآونة الأخيرة ،كما أن هذه العصارة تلتقي أيضا مع واد الرادية و الساقية ويمكن أن تصل حتى إلى مدينة سيدي قاسم مما قد يشكل خطورة كبرى على المجال السقوي.

ومن جملة المشاكل أيضا وهو عدم وجود الرمال الكافية لطمر النفايات ثم إن الأرض غير صلبة نظرا لأن الموقع ذو تربة طينية فهي تسهل نفاذية الماء إلى الأرض مما يؤثر على صلابة التربة، تم إن نوعية التربة في المطرحة تعاني من الهشاشة الشيء الذي لا يساهم في تدبير أمثل للنفايات كما أن موقع المطرحة الحالي يؤثر على الهواء من خلال انبعاث روائح كريهة والناتجة عن عملية الحرق التي تخضع لها النفايات. إضافة إلى عدم احترام المساحة المحددة للمطرحة حيث يتم استغلال حتى المناطق الخارجة عن السياج من خلال رمي النفايات بها.

كما أن عملية الطمر تنتج عنها غازات تؤدي إلى أضرار وخيمة بالبيئة خصوصا وأن هذه العملية تتم بطريقة قوية وغير منظمة وتتشكل هذه الغازات أساس من غاز الميثان والغاز الكربوني CO2 مما يؤدي إلى تدهور مهول للغطاء النباتي المجاور للمطرحة سواء القريب أو المتواجد على مسافة بعيدة.

والغريب في الأمر هو تواجد أعداد هائلة من الأبقار و الأغنام و التي تتخذ من المطرحة مرعاها الوحيد الذي لابد يل عنه مما قد يسبب أمراضا خطيرة تنتقل للإنسان عبر اللحوم والحليب ومشتقاته.

وثم الإضرار بجمالية المدينة والمشهد الطبيعي العام خصوصا وأن هذه المزبلة تستقبل زوار مدينة مكناس القادمين من الشمال.

وتبقى المطرحة إحدى المشاكل الآنية التي تؤرق بال المسؤولين لما تسببه من مشاكل تؤثر على الوسط البشري والبيئي مما ينذر بكارثة عما قريب لا قدر الله.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : شورا في محسن
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2012-09-21 01:21:13

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك