مدينة مكناس .. تنتفض

و قد عرف هذا اللقاء حضور عدة فعاليات سياسية و جمعوية و فعاليات من المجتمع المدني و شخصيات مكناسية وازنة  لكن الجميل هو حضور العامة (الساكنة المكناسية) بتلقائية و هي التي لم تستوعب أن مهد العلويين (مولاي علي الشريف-الريصاني) و امتداده الجغرافي و الثقافي و الاجتماعي الطبيعي  مكناسة الزيتون سيصبح مجزءا و مقسما إلى جهتين جهة الراشيدية- و جهة فاس.

توالت تدخلات الحاضرين و أجمع الكل أن مكناس لا يمكن أن تكون إلا عاصمة  للجهة (مكناس –تافيلالت), و دفع الحماس بالبعض إلى الدعوة الى الخروج في وقفة احتجاجية أنية بساحة الهديم و اقترح أخر مسيرة الى الرباط (على الأقدام).

  وأعربت تدخلات كثيرة عن سخطها و غضبها العارم من غياب برلمانيي المدينة ( رئيس فريق برلمانيي الحزب الحاكم)و ( نائب رئيس مجلس النواب من حزب للمعارضة)و مسؤوليها في النسخة الحكومية الحالية ( وزير مكناسي و أمين عام حزب).... و اللائحة طويلة , و أجمع الحضور أنه يجب معاقبة هؤلاء عن طريق عدم التصويت عليهم و على أحزابهم خلال الإستحقاقات الإنتخابية القادمة.

 تحضرني هنا مصادفة غريبة نوعا ما فإلى عهد قريب تناول برلماني من الحزب الحاكم عن مدينة الحاجب مواضيع عدة  بسيطة و هامة و أقول بسيطة تفاديا لإعطاء حكم قيمة  ........ وسكت عن موضوع يهم جهة بأسرها. وهنا نتساءل هل إلحاق مكناس   بجهة فاس لايثير اهتمام برلمانيي الحزب الحاكم؟ هل الغبن الذي طال الحاضرة الإسماعيلية من تدبير و تسيير لشأن العام لا يعنيه في شيء و هو العضو بالمجلس البلدي للمدينة؟  أما أن خرجاته الأخيرة ما هي الى تسخينات انتخابية ؟

وفي الأخير أجمع الكل على ضرورة صياغة ملتمس لصاحب الجلالة  , نظرا لكونه الجهة الوحيدة التي أضحت تنصت لهموم العامة بعد أن أغلقت الحكومة أذانها و انخرطت في قرارات لاشعبية أثقلت كاهل المستضعفين......و انخرطت في نقاشات أفلاطونية .....

 و حري بالذكر أنه منذ إعلان التقسيم الجهوي الجديد  الذي ستلحق على إثره مدينة مكناس  إلى جهة فاس وكذا رفع وزير الداخلية مذكرة للأمناء العامون للأحزاب لإبداء رأيهم حول هذا التقسيم , انطلق نقاش مستفيض بجهة مكناس من خلال لقاءات نظمها المجتمع المدني و فعاليات سياسية و جمعوية ...  عبرت كلها دون تردد عن امتعاضها و رفضها القاطع لهذا القرار.