آخر الأحداث والمستجدات
معاناة سكان حي البساتين مع معمل المصبرات لازالت مستمرة

نريد أن نؤكد للرأي العام شيء أساسي، أننا نحن سكان حي البساتين لا نطالب بإغلاق المعمل وكل ما نطالب به هو أن يحترم صاحب المعمل المعايير البيئية الدولية التي صادق عليها المغرب. فنحن نموت ببطء، بسبب الأمراض الحادة التي أصابتنا من الروائح الكريهة التي تخرج من معمل للمصبرات، وأصبنا صغيرا وكبيرا بأمراض الصدر والربو والحساسية، وعدد كبير منا توفي بسبب الضيقة والاختناق، راسلنا جميع الجهات بدءا من الوالي، إلى وزارة البيئة إلى الديوان الملكي لرفع الضرر عنا، واتقادنا وانقاد أطفالنا من الموت المحقق.قمنا بمسيرات واعتصمنا أمام باب المعمل. وأعطيت لنا وعود لكن لم يتحقق أي شيء. و خلال الأيام السابقة كادت نيران المعمل ان تلتهم الحي لولا لطف الله، وكما ترى فان جدران منازلنا اسودت بفعل لهب النار وأدخنة المعمل “
بهذه الكلمات كشف أعضاء من ودادية الرحمة بسكتور ب حي بالبساتين الوضعية المأسوية التي يعيشها سكان الحي، كما اطلعوا الجريدة على ملف به شواهد طبية ، ومراسلات عديدة للجعات المسؤولة محليا ومركزيا، ومحاضر الاجتماعات عقدوها مع الولاة السابقون،و دعاوي قضائية ضد المعمل وأشار ممثلو السكان” طرقنا جميع الأبواب، بل أن مشكلتنا الصحية ومعاناتنا مع هدا المعمل، طرحت في البرلمان من طر ف برلمانيي مدينتنا، “.
وفي جولة داخل “السكتور ب” تبين أن المعمل يحايث منازل السكان، بحي لا يبعد عنها إلا ب 30 م و البعض من الساكنة يمكنها أن تطل من سطح منازلها على المعمل . يقول السكان المجاورون للمعمل” عندما نشبت النيران بالمعمل، فررنا من منازلنا، خوفا من أن تلتهمنا النار،ومند دلك اليوم ونحن ننام والخوف يلازمنا من أن تشب النيران من جديد أو قد تنفجر هده ” الستيرنات الضخمة” الملازمة لمنازلنا.فلم نعد نعاني فقط من وطأة الروائح الكريهة التي حولت حياتنا إلى جحيم بل أصبحنا نخاف من تحدث كارثة اكبر “ وأفاد بعض السكان الدين التقت بهم الجريدة، أن عدد كبير من النساء أغمي عليهن اثر الحريق، ونقل بعضهن إلى المستشفى يقول احد أعضاء الودادية” أن زوجتي قد أغمي عليها من هول النيران المتصاعدة، والتي كادت أن تلتهم منازلنا، وكما ترى فان منزلي يجاور المعمل ، ولقد نقلت زوجتي إلى المستشفى، وهي لحد الآن لا زالت تعاني، وانا بصدد رفع دعوى قضائية ضد المعمل”..
ولجعل الجريدة تقترب أكثر من خطورة التلوث الصادر عن المعمل، فتح لها السكان أبواب منازلهم فوقفت على تسرب الأدخنة السوداء النتنة التي التصقت بالاثات والأواني،و لونت الجدران بلون اسود.و رغم إغلاق التوافد ، فان الروائح النتنة ، تستقر بداخل المنزل، وكنا نستنشقها بشدة . تقول صاحبة البيت ” لم يعد بإمكاننا فتح التوافد، منازلنا أصبحت محرومة من الهواء والشمس ، وغسيلنا الذي ننشره على السطح يصبح اسود بفعل أدخنة المعمل. أصبحنا نعيش في سجن مظلم، ومع دلك تأبى هده الروائح إلا أن تتسلل بالقوة إلى داخل بيوتنا فنشمها مرغمين، مهددة بدلك صحتنا وصحة أطفالنا، لم يعد أي طفل أو امرأة في الحي سليم الصحة ، بل أصبح الكل يعاني من أمراض الحساسية والضيقة، بل هناك العديد منا توفي نتيجة هده الأمراض”
وتشير دكتورة صيدلية، إلى أن نسبة الأمراض المزمنة ارتفعت بالحي، واتخذت أشكالا جديدة تقول ” ظهرت أنواع جديدة من الحساسية وهي عبارة عن حبات صغيرة تظهر على سطح الجلد، في الأول اعتقد البعض أنها أمراض جلدية، لكن انتشارها في الحي تبين و بعد التحاليل أنها حساسية من نوع آخر”.
ونحن نتجول بالأحياء المجاورة للمعمل، كشف بعضهم للجريدة أنهم يعرضون منازلهم للبيع يقول الحاج رجل تعليم متقاعد” أنا الآن اعرض منزلي للبيع مرغما عني، و بعد كل المحاولات التي قمنا بها ، تبين أن صاحب المعمل فوق القانون المغربي والدولي، اد كيف يعقل أن المغرب له اتفاقيات دولية بيئية تنص على احترام جودة الحياة واحترام حقوق المواطن المتعددة منها البيئة والصحية، وصاحبه يتعالى عن هدا كله .ورغم مراسلتنا لوزارة البيئة ولكل الهيئات المحلية والوطنية والدولية لا زال هدا المعمل يرسل إلينا قذائف روائحه النتنة الفتاكة ، وكأننا نحن مواطنون من درجة ثانية وهو مواطن من درجة أولى”
و لتجاوز هده العلاقة المتوترة ما بين معمل عائشة والسكان، أكدت لنا الساكنة أن الجهات المسئولة وفرت قطعة أرضية لصاحب المعمل بوادي الجديدة البعيدة عن مدينة مكناس ب 20 كلم.” نتمنى أن يتقل معمله إلى تلك المنطقة،” يقول السكان. وبالفعل أكدت لنا مصادر مقربة من إدارة المعمل، أن الأشغال مستمرة، لانجاز مشروع وحدة صناعية كبيرة بوادي الجديدة تتوفر حسب نفس المصدر على جميع المواصفات. وأضاف ذات المصدر أن هده الوحدة ستكون نموذجية في احترام المعايير البيئية الوطنية والدولية. ويبقى السؤال مطروحا .هل ستنقل الوحدة الصناعية الملوثة من حي البساتين إلى القطعة الأرضية الجديدة.أم ستبقى دار لقمان على حالها.
الكاتب : | عبد المجيد بوشنفى |
المصدر : | الأحداث المغربية |
التاريخ : | 2012-10-27 01:32:00 |