آخر الأحداث والمستجدات 

كيف مرت ليلة رأس السنة بمكناس ؟

كيف مرت ليلة رأس السنة بمكناس ؟

ليلة عصيبة تلك التي قضاها رجال الأمن أول أمس بمكناس على غرار باقي مدن المعمورة، ابتدأت باجتماع مطول ضم كبار المسؤولين في الأمن والدرك والوقاية المدنية والقوات المساعدة والسلطات المحلية برئاسة والي جهة مكناس تافيلالت تحسبا لليلة رأس السنة، والتي تشكل استثناء كبيرا داخل المنظومة الأمنية، لتليها اجتماعات أخرى عقدها كل مسؤول مع عناصره، فتم استدعاء معظمهم إن لم نقل كل عناصر الأمن والقوات العمومية لتأمين الليلة، والالتحاق بمقرات عملهم، حيث تم توزيعهم حسب الضرورة على مختلف المدارات والشوارع المهمة، والنقط التجارية المهمة، والمرافق الاجتماعية الأجنبية.

كانت الساعة تشير إلى التاسعة ليلا “بداية ليلة رأس السنة” حين تلقى مركز الاتصال التابع للمصلحة الولائية للأمن بمكناس أولى المكالمات بخصوص تواجد شخص رفقة آخرين على مستوى زنقة لافوط بالمدينة الجديدة وهو يحمل سكينا من الحجم الكبير فارضا حالة حظر التجوال بالشارع، حيث قام بتحطيم زجاج واجهة إحدى السيارات، فغادر المكان وهو في كامل نشوته بعدما حقق نصره المزعوم على الحارس الذي منعه من دخول إحدى المقاهي بسبب سكره الطافح، قبل أن تصل عناصر الأمن، التي تأخرت كثيرا في المجيء.
اتصال آخر “والله يخرج هاد الليلة على خير” –يقول أحد رجال الأمن-، يفيد بوجود شجار بين سائق سيارة أجرة ومحامي وحارس، تنتقل العناصر الأمنية إلى عين المكان، فتحيل الأشخاص الثلاثة على الدائرة الثانية، تدخلات من هنا وهناك، والقضية خاوية، فيقع صلح بينهم قبل أن يخلي رئيس الدارة الثانية سبيلهم.
تتوالى الاتصالات، كلها للتدخل من أجل إيقاف أشخاص في حالة سكر أو تبادل للعنف، وأحيانا السرقة بالعنف.
لكن المهم في هذه الليلة، والشخصية التي لا يمكن نسيانها هي “الدريسية”، سيدة في عقدها الخامس، ذات بنية نحيفة جدا، وجدها رجال الأمن وهي شبه عارية، بعدما لعبت الخمرة برأسها قبل أن تعتدي على العديد من الأشخاص.
هي شخصية معروفة لدى كل رجال الأمن، الذين كانوا يقدمون لها التحية والسلام، ومنهم من قدم لها سيجارة كعربون محبة وولاء، بعدما طالبته بأن يحضر لها علبة سجائر، كانت تصول وتجول بين دهاليز مقر ولاية الأمن قبل تدخل رئيس الدائرة الثانية ونائبه اللذين أوقفا هاته المهزلة، وتعاملا مع الأمر بكثير من الحكمة والدهاء، حيث كانت الدريسية تسب كل من تجده أمامها، وهي تتباهى كونها تتاجر في المخدرات وليست باغية، قضت حسب قولها أزيد من 25 سنة داخل السجن، ولا يهمها إن عادت مرة ثانية، المهم أنها لن تسمح لشخص آخر باحتلال مكانها الذي تبيع فيه المخدرات، وكأنه عقار محفظ، كانت أيضا تفرض أوامرها وبعض رغباتها على بعض الشرطيين الذين يعرفونها حق المعرفة من خلال طريقة كلامهم معها، هؤلاء الذين كانوا غريبي الأطوار في التعامل مع عباد الله، فمن عنف مبالغ فيه في حق البعض، وشتم وسب، إلى وداعة وليونة مع السيدة الدريسية، حتى أنني خلت لحظتها أنها ستأمر باعتقالي أو بشيء من هذا القبيل، وربما يفعلون، خصوصا أن وجودي معهم كان غير مرغوب فيه تماما.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد الرحمن بن دياب
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-01-02 22:15:35

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك