آخر الأحداث والمستجدات 

ابن كيران " سيسي" المغرب

ابن كيران

شتان بين ابن كيران المعارض الداعي إلى الإصلاح ومحاربة الفساد وابن كيران رئيس الحكومة الذي يقمع و يتعنث و يعفو ويسمح عن الفساد ، لقد ذاقت الطبقة الفقيرة في المجتمع المغربي الحنضل على أيدي سياسي جاء لمحاربة الفساد فأصبح الفساد في عهده حرا طليقا  ورفع  الآية الكريمة  "إن أريد إلا الإصلاح مااستطعت وماتوفيقي إلا بالله" شعارا له لكنه خذل شعاره.

لا أدري ما سر هذا العداء الشديد والحقن الدفين الذي يكنه الرجل لرجال التعليم وهو الذي كان بالأمس رجل تعليم  درس الطلاب ودافع عن حقوق رجال التعليم، مابه اليوم قد تنكر لمهنته التي لم يدم مقامه فيها طويلا، ماباله يتعنت بقرار جائر وظالم في حق أساتذة الغد، مابه يدفع إلى تكسير عظام خيرة الشباب المغربي، ماباله ينكل ويشرد ويضيق على الأساتذة المتدربين.

لقد كان الرجل بالأمس ضد الطاغية السيسي وهاهو اليوم أصبح على شاكلته وصار  نسخة تكاد تكون طبق الأصل؛ فطغى وتجبر على البسطاء وعاث في الأرض فسادا، يهتك الحرمات ويريق الدماء ويقمع ويعتقل الأساتذة المتدربين ويتابع كل من ساندهم طلبة كانوا أم أساتذة مكونين بل ومنع الفئات الشعبية من المشاركة في مسيرات واحتجاجات الأساتذة المتدربين. وقبل ذلك فلم يدخر جهدا في تلفيق التهم وتغليط الرأي العام وتثليب الناس ضد أساتذة الغد.

تحدث عقلاء الوطن وأجمعت مختلف الهيئات السياسية والنقابية على بطلان قانونية المرسومين وأكدت شرعية نضالات الأساتذة المتدربين ومشروعية مطالبهم فما على رئيس حكومة منتخبة إلا أن يذعن لصوت الحق ويتخلى عن غيه وظلمه وليتذكر أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وليعلم جيدا أن هيبة الدولة تكون بحقن دماء أبنائها وتمتيعهم بحقوقهم الدستورية وصون كرامتهم، وليسارع إلى تصحيح أخطائه قبل أن يغرق البلد في أزمة تأتي على الأخضر واليابس وتشعل فتيل فتنة نائمة تجعل من الحراك الشعبي سوريا أو ليبيا ثانية.

تكاليف استنفار الداخلية لقواتها وعناصرها وتنقلاتها لقمع الأساتذة المتدربين في ربوع الوطن طيلة مايقارب الستة أشهر كان يمكن أن يوظف بها العشرة آلاف أستاذ متدرب لكن التعنت الفارغ الذي لا طائل منه قد أعطى صورة سلبية عن مغرب مابعد دستور 2011 وأجهز على مكتسبات الشعب المغربي ويتحمل رئيس الحكومة كامل المسؤولية في كل ماوقع وكل ماسيقع عند الإنزال الوطني للأساتذة المتدربين وعائلاتهم والمتعاطفين معهم بالعاصمة الإدارية الرباط.

سارع يا رئيس الحكومة إلى إطلاق سراح الطالب اسماعيل أوسعدان وطلبة تطوان وجميع الطلبة والمعتقلين السياسيين، سارع إلى إبطال المتابعة في حق الأستاذين المكونين في مركز الجديدة  الدكتور مصطفى الريق والدكتور أحمد بلاطي والأستاذ المكون بمركز الدار البيضاء سالم تالحوت وإيقاف المتابعة القضاىية في حق الأستاذين المتدربين بمركز طاطا الأستاذ أوسعيد والأستاذ الراجي وكل المتعاطفين والمدافعين عن الأساتذة المتدربين الذين أثبتوا طيلة خمسة أشهر مدى تحضر أشكالهم النضالية ورقي احتجاجهم ووعيهم بحقوقهم وبواجباتهم والتاريخ يسجل سلميتهم ويسجل وطنيتهم التي عبروا عنها في أكثر من مناسبة كان آخرها مشاركتهم في المسيرة الوطنية تنديدا بتصريحات بان كي مون.

 واعلم أنه مهما قمعنا ومهما سحلنا سننتصر في النهاية لأننا أصحاب حق ولأن الله معنا والشعب معنا ودعاء أمهاتنا لن يذهب سدى وبعد أخذ حقنا سنحاسبك على كل نقطة دم سالت من أستاذ متدرب ومن أستاذة متدربة، سنحاسبك على كل القهر والجوع والتشرد والحكرة التي عشناها، سنحاسبك على كل دمعة ذرفتها أمهاتنا. 

ختاما أنبه رئيس الحكومة أن القمع لايزيدنا إلا صمودا والعنف لم يؤت أكله أمام شباب لم يعد لديهم مايخسروه والواقع يشهد أن كل المراكز التي تعرضت للمجازر لم تتراجع قيد أنملة بل زاد حماسها وتوهجت عزيمتها وتصدرت المسيرات والاحتجاجات واسأل ماذا فعل مركز مكناس عندما منع من السفر إلى القنيطرة لتعي جيدا مدى قوة عزيمتنا.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد الرحمن شريفي
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2016-04-10 23:09:07

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك