آخر الأحداث والمستجدات 

مكناس قصة دراما مدينة

مكناس قصة دراما مدينة

هل تحتاج مكناس إلى هذا الكم الهائل من المهرجانات؟ وهل ستغير مهرجانات مكناس من الأحوال المتدنية للمدينة؟ وهل ستجلب تلك المهرجانات الشهرة لمكناس والاستثمارات المالية؟ وهل حقا تقام مهرجانات مكناس حبا في أهل المدينة ؟ وهل وضعية مكناس المالية تسمح لها  بصرف رزمة من ملايين "السنتيمات/الدراهم" على مهرجانات لا يستفيد منها إلا نخبة القوم وقلة قليلة من الهواة ؟.

هي ذي الأسئلة المشوشة التي لا يمكن لأحد منا أن يلوي منها على جواب مقنع وشاف للجميع، هي ذي الأسئلة المعيبة التي تلحق لون العكار المكناسي بتوالي مهرجاناته. في مكناس يمكن أن توصف بمخرب الحفلة إذا تحدثت بصوت الحق، في مكناس يمكن أن يصفوك بالمشوش على الفن والثقافة إذا تسلحت باليات النقد الايجابي وقمت بتوجيه اسم إشارة تنبيه لكل اختلالات ثقافة مدينة، ومشوهات الفن بها. في مكناس لن تجد إلا "فلوس اللبن لي داهوم  زعطوط" . حالة وحالات مكناس بالجمع والتعدد تتكرر بتناسل المهرجانات السنوية، هو ذا لبن مكناس الذي اختلط كرها بالغش والتدليس بالماء و بات  مذاقه حامضا .

لن نكون ممن يهدم حفل أي مهرجان على رؤوس مريديه ومدبريه، لن نكون كمن يسكت كرها باسم فعل أمر" صه ". ولكن لنكن ممن يصدح ولو بأضعف الإيمان، بقول كلمة حق في شأن كوكبة مهرجانات مكناس. فالتجارب قد علمتنا أن بناء شق الحكامة لن يكون بالكشف عن مفاتن مكناس  بتناسل مهرجانات التنوع (غناء/ شطيح/ شهب اصطناعية/ أفلام...)، بل بالإرساء لحكامة  رشيدة بمقاربة شمولية لمعالجة كل بوابات مكناس وقيام المدينة نهوضا.

في مكناس أصبحنا شيعا وقبائل، أصبحنا أتباعا ومريدين للمهرجانات المسوقة بأبخس الحضور وبكثرة العرض، أصبح لكل مكناسي محجه وكرسيه في مهرجان معين، أصبحت ولائم مهرجانات مكناس تجذب الحضور الطيع لموائد البذخ والترف. إنها سياسة الالهاءات، إنها سياسة خلق ابتسامة في وجوه آهل مكناس الطيبين من بعيد.

حين يعيينا التفكير بمهرجانات مكناس، نتساءل بفطرية عن الغاية التي يشد بها أصحاب المهرجانات بالنواجذ على برامجهم جمعياتهم السنوية؟ نتساءل، ألهذا الحد ناس مكناس أعزاء عليهم وبسمتهم من بين أولوياتهم؟ نتساءل عن نتائج تدبير تلك المهرجانات؟ نتساءل عن الفوائد العائدة على المدينة من تلك المهرجانات؟ هنا لا نقصد فوائد الاستفادة المادية لوحدها. ولكن،  يكمن أن نعمم مسالك الاستفادة لتطفوا لدينا على سطح انعدام الشفافية.

نعم الشفافية التي تغيب بمهرجانات مكناس وتغيب قسرا، شفافية عن تدبير مهرجانات بكثلة عد الدراهم، شفافية في تقسيم العوائد النفعية للمهرجانات على مكناس المدينة كمنافع عامة، شفافية في المكاشفة البينة والخوف من الآخر باعتباره مشوش ويريد هدم الحفلة. إنها ديكتاتورية الزعامات الجمعوية الجديدة التي تحكم الحقل الثقافي والفني بمكناس. زعامة تركب على المد التأسيسي لجمعيات بغاية إقامة مهرجان مدينة.

مكناس، لبنك مسه الماء، والقرد " زعطوط " رمى بنصف الدراهم في الوادي العميق، و ترك لك النصف الباقي . نصف لا يسمن ولا يغني من هيكلة بنية تحتية متهالكة، نصف لا يسد ما سد خبر العطالة عن العمل، أو العمل المقنع، نصف تبحث دوائر مكناس المنتخبة بالبحث عنه من المال العام للمملكة. فإذا كنا نطالب " بحق استفادة مكناس من المال العام" ، فلما نصرف المال "العام المكناسي " على مهرجانات تبقى حبيسة كراسي متفرجين؟، لما هنالك مهرجانات تستهلك عوائد مكناس إلى حدود التراث اللامادي بدون عوائد نفعية،سياحية،اقتصادية، تسويقية على المدينة؟.

حين نتحدث عن مكناس ووضعيتها البئيسة بسلم التنمية، تجد صدا من حجم الأجوبة المتنوعة المشارب والتي تريد أن تصنفك في خانة المشوشين.ولكن لما لا نكشف عن تخوفاتنا الجمعية، أيمكن القول أن في مكناس من يستفيد من سكتتها القلبية؟. أيمكن أن نكون شهود عيان عن من يريد بقاء مكناس في المنزلة بين المنزلتين؟ أيمكن القول أن قطار التنمية مر دون التوقف لا في المحطة الصغرى ولا في الكبرى؟.

ختم القول أن صديقي بحجم الضمير الغائب سألني بمكر، هل يمكن أن أسس جمعية لجمع المال لتنمية مكناس ؟ هل ممكن أن تستفيد المدينة من مال مدعمي المهرجانات؟ قلت له نعم، الدستور رخص لك الأمر بحرية ، وفي ظل احترام القانون. ابتسم وسألني عن أدوار المجالس المنتخبة، ما دورها إذا؟. هنا فهمت تمويهاته القصدية ولازمت السكوت حتى لا أعتبر نفسي من المشوشين على مجريات الحركية الحلزونية للمدينة.

 إنها قصة دراما مدينة تكتنف عيش الإنسان المكناسي، قصة يتعرض إليها في حياته الجماعية والفردية للحكرة، يتعرض فيها بالتوالي لحالات الحزن من وضعية مدينته، يتعرض لحالة الضحك من" فلوس اللبن لي رماهم زعطوط في الوادي"، يتعرض لحالة الخوف من المسارات المستقبلية لمدينته مكناس، يعرض لحالة الواقع عندما يتجول بين حفر ومطبات مدينة .

ذ محسن الأكرمين    

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الاكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2017-03-09 13:00:06

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك