بعد توقفها عن العمل منذ سنوات "زواكة" مكناس تعود إلى الحياة مجددا

وعادت الحياة من جديد إلى هذه الصفارة، المعروفة لدى سكان مدينة مكناس بـ"الزواكة"، مع مغرب ليلة القدر من رمضان الجاري، حيث دوّى صوتها بأرجاء العاصمة الإسماعيلية معلنا عن موعد الإفطار حسب توقيت المدينة؛ وذلك بعد هذا التوقف الطويل الذي تواصل على مدى حوالي عقدين من الزمن.

وتعد هذه "الزواكة" من مخلفات الحقبة الاستعمارية، حيث جرى إحداثها من لدن السلطات الفرنسية إبان الحرب العالمية الثانية من أجل استغلالها صفارة للإنذار خلال إعلان حالة التأهب بالمدينة وحظر التجوال فيها؛ لكن مع الاستقلال تم تسخير هذه الآلة للإعلان عن حلول شهر رمضان وعن موعد الإمساك والإفطار خلال هذا الشهر الفضيل.

وفي تصريح له لهسبريس، قال رشيد طالبي، النائب الأول لعمدة مدينة مكناس والمكلف بقسم التدخلات والمحافظة على البيئة بمجلس المدينة، أن فكرة إصلاح هذه "الزواكة" جاءت خلال حفل عشاء جمع أعضاء من مجلس البلدية مع الفنان سامي يوسف، أواخر شهر شعبان المنصرم، حيث اقترح عبد الله بووانو، رئيس البلدية، القيام بعملية تدخل من أجل إصلاح "زواكة" قصر المؤتمرات وإعادتها إلى الخدمة.

وأضاف المتحدث ذاته أنه شرع في إصلاح هذه الصفارة منتصف رمضان الجاري من لدن تقنيي وعمال جماعة مكناس بمساعدة خبرة تقنية لشركة خاصة، مبرزا أن فريق التدخل اكتشف، بعد تفكيك مكونات هذه الآلة، وجود بقايا بعض الطيور والحيوانات بداخل محرك الآلة نتج عنه تعطله عن العمل.

وأوضح المتحدث ذاته أن الفريق التقني عمل، خلال هذا التدخل، على إصلاح الأجزاء المعطلة بهذه الصفارة وصيانة أجزاء أخرى منها؛ وهو ما مكن من إعادتها إلى حالتها الأصلية، وجعلها صالحة للاستعمال مرة أخرى.

وأبرز طالبي أن سكان العاصمة الإسماعيلية عبروا عن إعجابهم بإعادة هذه "الزواكة" إلى الخدمة، موضحا بأنه توجد في مدينة مكناس خمس أو ست "زواكات" أخرى، ستشرع الجماعة في إصلاحها تباعا؛ وذلك بعد الانتهاء من صيانة الغرفة التي توجد بها "زواكة" قصر المؤتمرات والتفكير في طريقة تسييرها ومن سيشرف عليها.

وتتكون هذه "الزواكة" من عدة أجزاء؛ من بينها ثمانية مكبرات للصوت، في شكل دائري مصوبة نحو جميع الاتجاهات، وقمرة تحكم، فضلا عن محرك يعمل بالكهرباء مرتبط كذلك بمولد احتياطي يشتغل بالبنزين يتم تشغيله لإطلاق صوت الصفارة في حالة انقطاع التيار الكهربائي.