آخر الأحداث والمستجدات 

دُورٌ متآكلة و آيلة للسقوط تهدد سكان المدينة العتيقة بمكناس

دُورٌ متآكلة و آيلة للسقوط تهدد سكان المدينة العتيقة بمكناس

يتخوف سكان المدينة العتيقة بمكناس من انهيار البنايات القديمة على رؤوسهم، بسبب استمرار تساقطات المطر القوية، ما يتطلب من السلطات الإدارية التدخل العاجل. وشهدت المدينة في فترات مشابهة في السنوات الماضية حوادث خطيرة، مثل انهيار صومعة مسجد خناتة بنت بكار بباب البرادعيين وأسوار هري المنصور وجزء مهم من سور “سراك” المحاذي للقصر الملكي وضريح المولى إسماعيل، إضافة إلى انهيار العديد من المنازل الآيلة للسقوط.

 ويتعرض النسيج العمراني القديم إلى التآكل، وأغلبه متشبع بتسربات مياه الأمطار، ما ينذر بحدوث كوارث مفاجئة تجهل عواقبها. وأمام هذا الوضع الخطير، سبق لسكان المدينة العتيقة سواء في القصبة المرينية، أو الإسماعيلية أن طالبوا المسؤولين المحليين والمركزيين بالتدخل الفوري، تجنبا لحدوث كارثة.

وذكرت الوكالة الحضرية بمكناس في أحد تقاريرها السنوية المعروضة على مجلسها الإداري، بأن هشاشة البنايات وغياب الصيانة والاستغلال العشوائي، كلها عوامل أدت إلى التدهور المستمر للعديد من البنايات الآيلة للسقوط وسط المدينة العتيقة.

ويعتبر مشروع إعادة وتأهيل المحور الرابط بين باب عيسي وباب البرادعيين المنجز من قبل شركة العمران، حسب الوكالة الحضرية، من أهم التدخلات التي تهم المدينة العتيقة على وجه الخصوص، على عكس عملية تقوية وترميم البنايات المهددة بالانهيار التي تتعرض لمشاكل تقنية، كغياب تخصصات في ميدان ترميم البنايات المتقادمة.

يضاف إلى ذلك، تعقد المساطر وسير الأشغال وكذا نقص الخبرة في المجال العمراني، وطغيان المشاكل الاجتماعية، إذ غالبا ما نجد سكان المنازل الآيلة للسقوط مكترين فقط، ما يجعل تنفيذ قرارات الإفراغ غير منصفة لهم، إضافة إلى المشكل المالي المرتبط بارتفاع تكاليف عمليات الترميم وما تقتضيه من مساعدة السكان المعنيين، معظمهم يتخبطون في فقر مدقع، ناهيك عن الحالة المتردية التي تطول معظم البنايات والمرافق الاجتماعية كالمساجد والحمامات والفنادق القديمة والأبواب الإسماعيلية والأضرحة.

ويتعرض النسيج العمراني التاريخي لتشوهات طمست معالمه الأثرية الأصيلة من قبيل، الاختفاء شبه التام للسقايات التاريخية التي كانت تزخر بها المدينة العتيقة، بعدما عجزت الجماعة الحضرية والوزارة الوصية عن الحفاظ عليها باعتبارها تراثا، شأنها شأن الفنادق القديمة والقيساريات وسوق الهديم الشهير وقبة السوق وغيرها من المعالم التاريخية. وتعاني المدينة العتيقة القلب النابض للعاصمة الإسماعيلية، هشاشة البنيات التحتية، كتدهور شبكة الصرف الصحي وبروز أسلاك كهربائية معلقة بشكل عشوائي على طول واجهات البنايات و الممرات الطرقية الضيقة، ما يؤدي أحيانا إلى وقوع تماس كهربائي من شأنه أن ينتج عنه حدوث حرائق، يصعب معه دخول آليات الإطفاء التابعة للوقاية المدنية إلى المناطق المتضررة، بسبب انتشار الفراشة والأسواق العشوائية بالمحاور الطرقية.

غير بعيد عن المدينة العتيقة، أضحى حي الفتح المعروف بـ”الملاح القديم”، مهددا هو الآخر بخطر السقوط، وهو حي كان يقطنه اليهود وهجروه نهاية الستينات. ومنذ ذلك الحين، لم يحظ الحي بأي التفاتة من قبل المسؤولين المحليين، كما أن جل البنايات متآكلة وتفتقر إلى دعامات متينة من شأنها إيقاف خطر الانهيار.

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : حميد بن التهامي
المصدر : جريدة الصباح
التاريخ : 2018-01-18 13:58:24

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك