آخر الأحداث والمستجدات 

الرياضة المكناسية، الواقع و الآفاق

الرياضة المكناسية، الواقع و الآفاق

من بين الملاحظات الأولية التي ندفع بها إلى الأمام لتفسح لنا مجال وضع قدم ناضج نحو تناول أثاث موضوع "الرياضة المكناسية: الواقع و الآفاق". هي ملاحظات بالكثرة تهم لَمَّ تشتت رؤية المتدخلين بالكثرة وعدم توافقهم التام حول خارطة طريق موحدة للرفع من قيمة نتاج الرياضة المكناسية، هي ملاحظات تلف عنق القيمين عن الشأن الرياضي و تجعلهم جميعا موضع مساءلة خبرية.

وحتى لا يتم تعويم متجهنا ونسقط في مستنقع البحث بعلامات الاستفهام، عن ما هي أسباب نوم الرياضة المكناسية؟، وما هي مسؤولياتنا عن كفاف وتواضع نتائج الرياضة المكناسية ؟. هو ذا السؤال الأولي الذكي والماكر عند تحليل وتوصيف نتائجه بالتركيب، هو السؤال الموالي الذي سيسقطنا حتما في إشكالية سفسطة البحث عن من سبق إلى الوجود البيضة أم الدجاجة !.

حين قررت الكتابة في موضوع تحفه الحساسية الكلية بالمدينة، ارتأيت توزيع المسؤوليات بين التأطير الرياضي و بين التمويل المالي، بين التسيير و بين البنيات التحتية. حتى أني أحسست بأني أريد إغراق الموضوع بالتعويم لزوما .

لنستعمل تعبير الجابري بالتحوير، فإذا جاز لنا تسمية الرياضة المكناسية بأحد منتجاتها العامة، فإنه يحق لنا بالرضا إطلاق تسمية " مستنقع الرياضة المكناسية ". فحين تلوح بالورقة الحمراء بالنقد تجاه مكونات الرياضة المكناسية، فممكن أن توصف بالعدمية، ممكن أن توصف بالسلبية والنظر إلى نصف الكأس الفارغة منذ زمن المجد الغابر بالقرب.

 لا بد من التعريج على سوء العقليات بمكناس حين اعتبرت الرياضة ترفا إضافيا ومكملا. حين رفعت يدها ودعمها عن الرياضة واتجهت إلى المشاريع المربحة. هي العقليات التي لا بد من نفض غبار التقادم عنها، هي العقليات التي لا بد من تكريمها في برنامج "مسار" التلفزي(2M) !!!.

الحديث عن مكناس الرياضة بين الواقع والآفاق، يجرنا إلى تنصيص القول بالبيان الواضح حتى لا نكون ممن يرى الماضي بعين الرضى والتزكية التامة، وحتى لا نكون ممن يبخس الحاضر وينتقص كليا من نتائج تحولاته، فيما الحق هو من صدق القول والافتخار بالماضي حين يتم مقارعته بحاضر النتائج. ورغم ذلك  فلن أنجر إلى تقزيم حاضر الرياضة المكناسية، كيف؟. فحين كان أمر الرياضة المكناسية تدبر بأريحية قلوب أهل مكناس، فحين كانت الرياضة تخلق منافسة القطبين قبل زواج غاب عنه الإيجاب والقبول في ( الجهوية المتقدمة: فاس مكناس)، حين كانت الفرق الرياضية تتوزع على كل أحياء المدينة، حين كان الوعاء العقاري العشوائي يستعمل ملاعب لرياضة القرب، حين كانت السلطة حاضنة لكل الأنواع الرياضية بالدعم والمساندة والبحث عن التطوير والأداء الجيد، كانت النتائج مفرحة ومدوية على الصعيد الوطني.

 الآن ، ممكن ألا أخالف رأيكم وأنحوا إلى موجه مساءلة بعض الإمكانات المتوفرة حتى وإن لامست الحد الأدنى مقارنة مع مدن الجوار، إلى مساءلة تطورات البنيات التحتية بمحدودية تامة، إلى مساءلة تطورات العقليات و المكتسبات التدبيرية بالمدينة، إلى مساءلة كل التحولات الرياضية المفضية إلى خلق سوق عمل في المجال الرياضي باعتباره بوابة حقيقية لتحقيق تنمية مجالية مندمجة. لكن، ماذا حدث و يحدث للرياضة المكناسية؟.

فإذا كان مرجع حديثنا بالتمام نقصد به فريق النادي المكناسي لكرة القدم فإننا نتفق على وضعية النكسة مادام أنه يلعب في الهواة وممكن ألا نختلف في التسمية. نعم، مكناس علامتها الحصرية في الرياضة هي "الكوديم"، أقر علانية أن في فشل الحصول على النتائج الرابحة، هو فشل للسياسة الرياضية بالمدينة، هو فشل في تدبير مشاكل مكناس المتراكمة بالتفاقم، فلا نكاد نلملم "شقوف أزمة " حتى نسقط في أخرى. ممكن أن يواجه رأيي بالرقم المالي (مثلا) المقدم للنادي المكناسي، لكني أجيب من خلال سؤال، هل أوفى المجلس الجماعي وعده مع النادي؟، هنا أفتح قوسا ممكن أن يتمدد بالأسئلة الإستنكارية، هل النادي المكناسي يحتاج فقط إلى الدعم المادي؟ هل منحة الإحسان التي تسلم إليه كافية لتحقيق جودة النتائج ؟ ما هي متاعب النادي التي تدخل فيها المجلس الجماعي لفض تداعياتها؟ أين هي نتائج توصيات الدورة الاستثنائية التي عقدت حول النادي المكناسي؟.  

معاناة الرياضة المكناسية فيها ما هو ذاتي يرتضي مناظرة داخلية موجهة بالتمام نحو تجاوز الإختلاف و الخلاف نحو التوافقات الجماعية لحل إشكالات التسيير و التأطير الرياضي بالمدينة، منها ما هو موضوعي يتحدد في توفير الإمكانات المادية بالسيولة المالية الكافية والمحددة سلفا في المبلغ والزمان، وفي تحريك البنية الرياضية بالزيادة في العدد والتنوع.

أولويات الرياضة المكناسية معروفة، وتخمة التشخيص متوفرة حتى البدانة المرضيٌة. اليوم نبحث عن الحلول والبدائل التي نرتضي تفعيلها و البدء بها بالمأسسة التعاقدية، حلول تنطلق من صفيرة دعم سياسي للرياضة المكناسية بلا شروط  مسبقة، من خلال توجيه سليم لحوار سياسي يخدم الرياضة فقط ، في توكيل مفوض لذوي خبرة من حكماء المدينة لتجاوز كل التعثرات والاكراهات، في تدبير سلم الحكامة و إدارة التغيير نحو إنشاء المقاولات الرياضية.

هو موضوع الرياضة بمكناس والذي لا تفتح دفة كتابه إلا عند توافد نكسات النتائج أو الإخفاق عن تحقيق طموح تسويق منتوج مدينة بعلامة الفرح الجماعي. الآن، حان الأوان لتدارسه بكل مكاشفة.

محسن الأكرمين/ مهتم بالشأن المكناسي.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2018-04-08 00:50:26

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك